ترقب شعبى بين «الأمل فى الاستقرار» أو «فتح أبواب جهنم»

محاولة للإجابة عن السؤال الصعب.. من رئيس ليبيا القادم ؟

صورة تجمع الأسماء الكبيرة فى قائمة المرشحين للرئاسة
صورة تجمع الأسماء الكبيرة فى قائمة المرشحين للرئاسة

بدأ العد التنازلى لأول انتخابات رئاسية فى تاريخ ليبيا لإختيار الرئيس القادم، وبعد إغلاق باب تلقى أوراق الترشيح وإعلان المفوضية العليا للإنتخابات الليبية القائمة الأولية لأسماء المرشحين على منصب رئيس الدولة بخلاف الكشف عن المستبعدين من قوائم الترشح، حيث تعلن المفوضية خلال الساعات القليلة القادمة القائمة النهائية للمتنافسين على منصب الرئيس بعد عرض ملفاتهم على النائب العام الليبى والمباحث الجنائية وإدارة الجنسية للتبين من صحتها تمهيداً لإقرارها بشكل نهائى وقبول أو رفض الطعون من المستبعدين من الترشح. ليتم البدء فى حملات الدعاية الانتخابية للانتخابات.

وحتى كتابة سطور هذا التقرير فان المنافسة ستكون بين عدد من الأسماء الكبيرة أبرزهم سيف الإسلام القذافى والمستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبى والمشير خليفة بلقاسم حفتر قائد الجيش الليبى وعبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة تصريف الأعمال الليبية رجل الأعمال والأكاديمى عارف النايض، أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسى السابق، فتحى باشاغا وزير الداخلية السابق فى حكومة فائز السراج، إبراهيم الدباشى ممثل ليبيا السابق بالأمم المتحدة، عمر الحاسى رئيس حكومة الإنقاذ الليبية الأسبق ، عبدالسلام الورفلى.

وفى هذا التقرير محاولة لمناقشة والاقتراب بالرصد والتحليل من الإجابة عن السؤال الأهم عن من يكون اول رئيس ليبيا القادم بين كل هذا الكم من المرشحين خاصة فى ظل غموض شديد حول الأمر مع تعدد المرشحين المنتمين الى نفس المعسكر ويحملون نفس التوجه أو نفس المنطقة الجغرافية وشهدت الفترة الماضية نوعا من التحالف والتعاون والتنسيق والذى انتهى بالفعل مع بداية فتح باب الترشح فالانتخابات لها احكام أخرى
على سبيل المثال فى المنطقة الشرقية نجد ابرز المرشحين هناك حلفاء الامس المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبى وقائد الجيش الليبى خليفة حفتر الاول شخصية مؤثرة فى المشهد الليبى وخاصة المنطقة الشرقية.. وهو الذى قرر اختيار المشير خليفة حفتر قائداً للجيش الوطنى الليبى حيث أعلن عقيلة صالح بصفته رئيسا للبرلمان الليبى دعمه للجيش الوطنى الليبى بقيادة حفتر، ودعمه للعمليات العسكرية التى قام بها.. لكن مؤخرا يشكل ترشح عقيلة مصدر صداع لحفتر ومؤيديه داخليا وخارجيا. فيما تشير بعض التقارير تعرضه لضغوط لإفساح المجال أمام حفتر وعدم تشتيت أصوات المنطقة الشرقية.

لكن أنصار عقيلة يرون أنه يتمتع بشعبية أكبر فى المنطقة الغربية بخلاف حفتر والأخير له تاريخ طويل من العسكرية منذ عهد القذافى حيث قاد الجيش الليبى فى حرب ضروس ضد الجماعات الإرهابية فى بنغازى ودرنة.. يستحوذ على الشرق الليبى والجنوب فيما يشير بعض مؤيديه ان فرص حفتر فى تولى رئاسة ليبيا كبيرة وخاصة فيما قام به من مجهودات فى طرد العصابات الإرهابية من شرق ليبيا فى السنوات الأخيرة، وتحقيق قدر كبير من الاستقرار والأمان لهذه المنطقة وقدرته على إعادة بناء جيش وطنى موحد بخلاف أن أصبح لاعبا سياسيا خلال السنوات القليلة الماضية ليس على المستوى الاقليمى فقط بل على المستوى العالمى، ويعتمد المشير خليفة حفتر فى الانتخابات الرئاسية على تأييد العديد من شيوخ القبائل فى الداخل

إقرأ أيضاً | «أبو الغيط» يبحث مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي كافة تطورات أوضاع طرابلس

وعلى نفس المستوى فى الغرب الليبى ترصد نفس الحالة من خلال منافسة شديدة بين فتحى باشاغا»فهو طيار عسكرى وعمل وزيرا سابقا للداخلية فى حكومة الوفاق الوطنى السابقة، حظى بدعم شعبى متزايد، بسبب مواقفه المناهضة للجماعات المسلحة، ومحاولاته المتكررة للحد من نفوذها ودعواته لتفكيك هذه المجموعات ودمجها. ويتكرر مشهد المنافسة بينه وبين عبدالحميد الدبيبة من جديد حيث كانت المرة الأولى فى انتخابات ملتقى الحوار السياسى فى فبراير الماضى على منصب رئيس الحكومة، ويتمتع بشخصية قيادية ومؤثرة خاصة فى الغرب الليبى على الصعيدين العسكرى والسياسى..

كما ينافس على أصوات المنطقة الغربية فهو عبدالحميد الدبيبة» رئيس الوزراء الحالى الذى نجح فى تجاوز الطعون ضده وأبعدته فى اول درجة عن المنافسة وعاد مرة آخرى من جديد وتولى منصب رئيسا للحكومة الانتقالية فى ليبيا عقب انتخابه من لجنة الحوار السياسى الليبى التى عقدت فى جنيف 16 مارس الماضى.. ويشغل حاليا منصب رئيس حكومة تصريف الأعمال الليبية بعد قيام مجلس النواب بسحب الثقة من حكومته لكن عقب ذلك أعلن خوضه ماراثون الانتخابات الرئاسية على خلفية أن إدارة لحكومته تصريف الأعمال لا تخالف قرار ترشحه كونه مازال فى السلطة، ويحظى بدعم قبائل فى الغرب، ولديه قاعدة شعبية كبيرة.. تمكن من إحداث تغييرات فى الوضع المعيشى للمواطن، منذ أن تولى منصبه، ويتعدد المرشحين المنتمين الى مدينة مصراته ومنهم أحمد معيتيق»عضو المجلس الرئاسى السابق لحكومة فائز السراج،، ويحظى بدعم قوى فى غرب ليبيا.

يتمتع معيتيق بعلاقات جيدة فى مناطق عدة من ليبيا، بما فيها إقليم برقة شرق البلاد، كما كان له تواصل مع قيادة الجيش الوطنى الليبى من أجل حل بعض الأمور الخلافية، خصوصا فيما يتعلق بتصدير النفط.

ولعل عودة سيف الإسلام القذافى «الى قائمة المرشحين ستساهم فى عملية خلط الأوراق بين كافة المنافسين على المنصب وتعزز من عملية الاستقطاب فلديه أنصار فى كل ارجاء ليبيا خاصة فى وسط ليبيا وجنوبها وأيضا الى حد ما فى الشرق والغرب وقد واجه الرجل عددا من الصعوبات سواء فى استبعاده أو منع أنصاره من تقديم أوراق الطعون فى القرار والتى تمت بعد أيام حيث قبلت المحكمة الطعن وعاد الى قائمة ابرز المرشحين. هناك شعور قوى لدى الجميع خاصة أنصار حفتر على ان ترشحه سيؤثر على فرص نجاح بعضهم حتى لو لم يفز.

والمنافسة لا تتوقف عند الأسماء السابقة فهناك عارف النايض هو رئيس تكتل إحياء ليبيا والسفير السابق فى الإمارات، من مواليد مدينة بنغازى، كما عمل مستشارا للأمن القومى لرئيس الوزراء الأسبق، عبد الله الثنى وعمر الحاسى»، حيث عين المؤتمر الوطنى العام فى ليبيا المنتهية ولايته عمر الحاسى رئيساً للوزراء لحكومة سميت «حكومة الإنقاذ» مقرها طرابلس، وأدى اليمين يوم 23 سبتمبر 2014 لكن عبدالله الثنى تولى رئاسة حكومة موازية فى الشرق وحظيت بتأييد مجلس النواب الليبى، فى 12 مايو 2018، أسس الحاسى مع محمود رفعت مجموعة العمل الدولية من أجل السلام فى ليبيا، والتى اتهمت ممثلى الأمم المتحدة الذين أرسلوا إلى ليبيا بانتهاك قرارات مجلس الأمن المتعلقة بليبيا.

انطلقت مجموعة العمل الدولية من أجل السلام فى ليبيا من العاصمة التونسية تونس كمجموعة سياسية وقانونية. تتألف بشكل أساسى من سياسيين ليبيين وخبراء قانونيين دوليين لمقاضاة مرتكبى جرائم الحرب فى ليبيا.