أشرف العشماوي يكتب: لقطة ما قبل الاحتفال

أشرف العشماوي ويكتب : لقطة ما قبل الاحتفال
أشرف العشماوي ويكتب : لقطة ما قبل الاحتفال

لا أحد يستطيع أن ينكر فضل هذه النوعية من الاحتفالات فى تنمية السياحة، وأيضا فى ترسيخ الهوية الأصلية لبلد بحجم مصر، وهو فى تقديرى مهم للغاية خاصة لأجيال جديدة لم تعد تعرف من مصر إلا أوجه محددة، سلبا وإيجابا، فى إطار اقتصادى طبقى بحت، تطوير طريق الكباش والاهتمام بمدينة أثرية عالمية مثل الأقصر شئ يدعو للفخر ويستحق الانفاق لأن له مردود، لكن الملاحظ على الحفل عدم التوفيق فى إخراجه فنيا، وربما تأخرنا فى استقدام من يستطيع القيام بهذه المهمة، أو تقاعسنا عن تدريب مواطنينا على هذا الدور، ولاشك لدينا شباب موهوب وقادر على ذلك.


 بعد المشاهدة يتضح بما لا يقبل الشك أن القائمين على إخراج وتقديم الأعمال الاستعراضية الأسطورية يفتقدون بعض الحرفية والفن لكيفية تقديمها. الموضوع لا يتعلق بالموسيقى فهى مهمة لكنها وحدها لا تكفى فإخراج الحفل الموسيقى يختلف عن مجرد نقله بكاميرا وهارمونى العرض لابد وأن يكون متناسقا متناغما مع كل عناصره، أيضا ما شاهدناه من ظهور مكثف لوزير السياحة والاثار ثم كلمة أخرى له طويلة نوعا ما فى ظنى افتقد التناغم المطلوب، أيضا تقديم الحفل عبر عدة مذيعات لم يكن مناسبا ومشتتا وبلا إضافة تستحق، وإن أعجبتنى انجى القاضى وكان يمكن الاكتفاء بها وحدها.


 يأتى بعد ذلك طريقة التقديم لفقرات الاحتفال فمن صولو فى البداية إلى غناء جماعى مع إعادة الغناء الفرعونى وكأننا نستنسخ نجاح موكب نقل المومياوات ولا نريد تقديم محاولات جديدة رغم الفارق الزمنى القريب الذى يستدعى المقارنة للذهن على الفور، شعرت لوهلة أن هناك أكثر من رأى تدخل فى إخراج العرض، ولم يكن هناك توافق تام بينهم، ليخرج لنا العرض بهذه الصورة محاولا إرضاء الجميع فأفقدنا بعض المتعة. 


لكن فى المجمل هى محاولة مشرفة لتقديم عمل فنى واحتفال بتطوير على يد وزير متخصص يعمل أكثر مما يتكلم فى الجرائد وربما نتدارك الأخطاء الفنية فى تنظيم هذا النوع من الاحتفالات فى افتتاح المتحف المصرى الكبير خلال الشهور القليلة القادمة، ختاما وفى رأيى الشخصى أن اللقطة الأهم فى ذلك اليوم كانت قبل الاحتفال، عند زيارة رئيس الجمهورية للمتضررين من أهل أسوان والنوبة بسبب الأمطار وغرق بيوت بعضهم، الزيارة فى موعدها والعرض

 

من الدولة بخمسمائة بيت مجهز كى ينتقلوا فورا لكن الأجمل من وجهة نظرى أن بعضهم رفض وطلب من الرئيس البقاء فى أرضهم وإعادة إعمارها وهو ما لم يرفضه ووافقهم عليه، هذه اللقطة الإنسانية مهمة لنا فى الداخل وأهميتها فى تقدير الدولة للذكريات ودونها يمكن التنازل عن كل شئ لكن الارتباط بالأرض والمكان الذين عاشوا عمرهم فيه يستحيل تعويضه أو جبره .

 

أقرا ايضا | زاهي حواس: رؤساء وملوك يرغبون في حضور افتتاح المتحف المصري الكبير | فيديو