منى ربيع
أوهموه بأن عمه سرق ميراثه، فأصبح كل هم « نادر» هو الانتقام واسترداد حقه، حتى لو كلفه حياته، كان يرى أن الأموال التى ادعى أن عمه استولى عليها ستنقله نقلة أخرى، حياته لم يكن يشغلها شيء سوى البحث عن الميراث، حاول التواصل كثيرًا مع عمه ليكتب له قطعة أرض أو يعطيه مبلغًا من المال إلا أن العم رفض ذلك وطرده من المنزل.
ومن هنا بدأ الخلاف بين العم ونجله، والذى وصل إلى طريق مسدود، بعد أن رفض العم أي طريقة للتواصل والتصالح، أو إعطاء أي شيء لابن شقيقه .
كان يراه دائماً شابا طماعا وعاطلا ويصاحب دائماً أصحاب السوء، وانه يريد سرقته، وانه أعطاه كافة حقوقه لكنه أنفقها جميعا على المخدرات.
الغل والحقد ملأ قلب نادر تجاه عمه ليقرر الانتقام منه بالقتل، لكن القدر جعل العم ينجو من المخطط الذى دبره له ابن شقيقه وللأسف راح ضحيته زوجته وابنه، بعدما قرر نادر حرق البيت بجميع المتواجدين فيه وفر هاربًا.
تفاصيل القضية ترويها السطور التالية
ترجع وقائع القضية إلى عدة سنوات عندما عاد الحاج جمال من زيارة أحد أقاربه، ليجد الجيران ينتظرونه في الطريق وهم منكسي الرأس ويخبرونه بأن النيران أكلت منزله بما فيه زوجته وابنه، كاد الحاج جمال يقع مغشيًا عليه من هول الصدمة لقد فقد زوجته وابنه الشاب في لحظة، ليصبح وحيدًا وبالرغم من مصابه إلا أنه لم يكن يتوقع أبدا أن تكون تلك الواقعة بفعل فاعل، وهذا ما أكده امام رجال المباحث أن الحريق قد يكون بسبب ماس كهربائي أو أي سبب آخر فهو قضاء وقدر.
وعلى الفور تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة، ليتم انتداب رجال الأدلة الجنائية وبمعاينة مكان الحادث تبين وجود آثار حريق متكامل في جميع محتويات الغرفة التي كانت تبيت بها زوجة صاحب البلاغ، ونجله، مع وجود آثار دخان في جميع أنحاء الشقة، مع سلامة منافذها، مع تفحم جثتي المجني عليهما وبالرغم من عدم اتهام الحاج جمال لأحد لكن رجال المباحث كانوا يشكون في الواقعة.
وتم إعادة المعاينة بعد أن اشتبه رجال المباحث، بوجود آثار مادة بترولية، ومن خلال تكثيف المعاينة والتدقيق في فحص الغرفة التي شهدت واقعة الحريق، تبين فعليًا وجود مادة بترولية «كيروسين»، منتشرة في الغرفة.
وبدأ رجال المباحث ف في تكثيف تحرياتهم والتى كشفت مفاجأة هزت كيان الحاج جمال وهي أن وراء تلك الجريمة البشعة وحرق زوجته وابنه الوحيد هو نجل شقيقه «نادر.م.ا»، 30سنة، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، ولا يعمل وأنه فعل ذلك بدافع الانتقام من عمه، اعتقادًا منه باستيلائه على ميراثه، وطرده من المخبز الذي كان يعمل به. وانه يوم الحادث ذهب إلى منزل عمه ليطالبه بالميراث إلا أنه لم يجده، فطالب زوجته وابنها لكنهما قاما بطرده من المنزل، ليشعل النيران في غرفتهما وحرقهما وفر هاربا، لكن رجال المباحث قاموا بالقبض عليه وإحالته للنيابة العامة والتى قررت حبسه وإحالته لمحكمة جنايات كفر الشيخ برئاسة المستشار خالد بدر الدين، وعضوية المستشارين هشام شريف الشريف، وحسن محمد دويدار، وأحمد أحمد عثمان والتى أصدرت حكمها بإعدامه شنقا بإجماع الآراء.