دينا جلال
من منزل الزوجيه للسجن، تنتقل الزوجة القاتلة حين تغفل عن اختيار حلول مناسبة لوضع حد لمشاكلها الزوجية، وتلجأ إلى خطة بديلة بالقتل معتقدة أنه الطريق الآمن نحو الخلاص والحرية، إلا أن خطتها لا تكتمل بوقوع الجريمة لتفاجأ بانتقالها إلى سجن حقيقي تقضي فيه باقي سنوات عمرها بعد سلسلة من التحقيقات والاعترافات والمحاكمات.
تحولت بيني جاكسون -66 سنة- إلى واحدة من اشهر الزوجات القاتلات في بريطانيا وأطلقت الصحف عليها لقب سيدة «البيجاما» القاتلة بسبب إلقاء القبض عليها وهى هاربة ليلًا بجوار منزلها، بيني جاكسون، محاسبة سابقة بوزارة الدفاع البريطانية، بدأت او انتهت قصتها بتلقي الشرطة البريطانية 999 بلاغًا من الزوج، الضابط السابق ديفيد، 78 سنة، بعد تلقيه طعنة قاتلة من زوجته إلا أنه ظل متمسكا بالحياة عبر تواصله مع الشرطة فى مكالمة طالت لأكثر من 10 دقائق، طلب منه مسئول الشرطة التواصل مع زوجته لتعترف فى الهاتف بقتل زوجها بعد 17 عاما زواج دون ندم وحين طلب منها إنقاذ زوجها عبر اسعافات اولية لحين وصول سيارة الإسعاف رفضت بيني قائلة؛ «كنت اتمنى طعنه عدة مرات للتخلص منه سريعا»، ازداد المشهد صدمة حين قررت الزوجة ترك المنزل والهرب تاركة زوجها غارقًا في دمائه على ارضية المطبخ لتلقي الشرطة القبض عليها بجوار منزلهما الفاخر الذي تصل قيمته إلى نصف مليون جنيه استرليني.
وقعت جريمة القتل منذ ايام قليلة حين أتمت الزوجة عيد ميلادها السادس والستين لتبدو وكأنها تحقق احد امنياتها، ادعت امام المحققين انها اخذت سكين المطبخ إلى غرفتها فى تلك الليلة وهى تنوي قتل نفسها للتخلص من حياتها ولكن اندلعت المشاجرة الاخيرة بين الزوجين لتصفها بالقشة التي دفعتها إلى التخلص من زوجها إلى الابد حين استفزها كعادته واستمرت إهاناته لها لينتهي الامر بطعنه لإنهاء سلسلة من الإساءات اللفظية والجسدية وسوء المعاملة والخيانة الزوجية والأكاذيب حسب ادعائها، ورواية الشهود في القضية، وعكست بيني نواياها فى احدى منشوراتها عبر السوشيال ميديا في ابريل الماضي حين نشرت صورة لامرأة تجهز حبل المشنقة لتكشف عن نيتها فى خنق زوجها ديفيد والتخلص منه بعد اشهر عديدة قضياها سويا فى الحجر الصحي بسبب قيود كورونا، انهالت التعليقات الساخرة على مزحة الزوجة دون أن يشك احد في كلماتها التي تعكس نيتها ومشاعرها الحقيقية قبل عشرة أشهر فقط من جريمتها.
توالت الاتهامات ضد الزوجة بيني وخاصة عند اكتشاف أن ضحيتها هو الزوج الرابع لها وهو الامر الذي اثار الشكوك نحو نهاية زوجها الثالث، آلان واريندر، كبير الفنيين بسلاح الجو الملكي البريطاني بعد أن طلب شقيقه فتح التحقيق في حادث انتحاره بالغاز في جراج المنزل ووصفت الشرطة الحادث وقتها بالانتحار نتيجة تعرضه للإجهاد الزوجي، وكشف شقيق الزوج ستيوارت واريندر انه غير راض عن نتيجة التحقيق، ويعتقد أن بيني رتبت لتلك الجريمة بذكاء للتخلص من زوجها الثالث والإسراع بزواجها الرابع والاستفادة من ميراثه ومعاشه ايضًا لتمنحها الصحف الانجليزية لقب آخر وهو الارملة السوداء أو قاتلة الأزواج.
حاولت بيني جاكسون إظهار جريمتها الاخيرة وكأنها جريمة قتل دون عمد بسبب شجار مفاجئ اثناء محاكمتها في محكمة بريستول العليا، ومثلت امام القاضي مارتن، وهيئة محلفين مكونة من ثماني نساء وأربعة رجال لم يبد أى منهم تعاطفا للزوجة حين امتدت مداولاتهم اكثر من 10 ساعات في محاكمة عاجلة استمرت أسبوعين ونصف فقط وانتهت بإدانة بيني جاكسون بتهمة القتل العمد لتتلقى عقوبة السجن المؤبد وشددت المحكمة على عدم الإفراج عن الزوجة قبل قضاء 18 سنة فى السجن.