باختصار

جائزة حب الجماهير

عثمان سالم
عثمان سالم

خسر محمد صلاح جائزة الكرة الذهبية لكنه كسب حب الجماهير فى انحاء العالم ومنحه أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة د.سامى عبدالعزيز جائزة شرفية باسم «جائزة الجماهير الذهبية».. وهو ما يميز «مو» خارج اللعب بجانب تألقه الفنى على المستطيل الأخضر.. وسيكون هذا الحب دعما جديدا له فى سباق المنافسة على لقب الأفضل الذى ينظمه الاتحاد الدولى وتسلم الجائزة لصاحبها 17 يناير القادم.. لم يكن صلاح مرشحا بقوة للكرة الذهبية لأن لها حسابات كثيرة من بينها تألق اللاعب نفسه لكنه.. بكل آسف لم يفز مع ليفربول أو منتخب مصر ببطولة فى الموسم المنتهى وهذا أمر طبيعى فى حسابات التصويت التى منحت ميسى الجائزة لمجرد مشاركته مع منتخب الارجنتين فى الفوز بكأس كوبا أمريكا رغم أنه لم يكن مؤثرا بالقدر الكافى ولا حتى مع باريس سان جيرمان بعد الانتقال إليه.. ولم يكن احتفال «ليو» بالجائزة مبهجا لشعوره بأنه لم يقدم المردود الفنى الذى يستحق وربما اعتبرها مسك الختام لمشواره الكروى مع منتخب بلاده ونادى برشلونة الاسبانى بتألق غير مسبوق.. لقد جاز اختيار «البرغوث»، للجائزة مثيرا للجدل فهناك من هم أفضل منه على اللعب مثل البولندى ليفاندو فيسكى والفرنسى كريم بنزيمة والجزائرى محرز ومحمد صلاح الذى جاء فى المركز السابع على غير المتوقع تماما.. وكان رد فعل صلاح سريعا وهو يطلب من زوجته «ماجى صادق» تسلم جائزة القدم الذهبية فى ذات الاحتفال كنوع من التكريم لام بناته وربما التقليل من حجم الجائزة التى تخطته بحسابات أخرى غير الاجادة والتألق والجماهيرية وأشياء أخرى كثيرة. رد صلاح أيضا بهدفين رائعين  لليفربول فى مرمى ايفرتون بعد الحفل بساعات كنوع من التحدي.. تغزل فيه الفيلسوف أيمن يونس وهو يصفه بالابداع فى كرة القدم  واحرازه أهداف كرة اليد.. صلاح ينقل يوما بعد يوم لتحد يواجه به نفسه أولا ثم المنافسين لقد عقد العزم على أن يكون شخصا مختلفا منذ خرج من قريته نجريج بالغربية يتحسس خطواته فى عالم الساحرة المستديرة وشاء القدر أن تكون انطلاقته من نادى المقاولون وربما كان حظه طيبا  ألا يلعب للأهلى أو الزمالك حتى لا يحرم من فرصة الاحتراف المبكرة وعاد من مدينة موتاكو إلى انجلترا ليدخل تحديا للمنافسين عبر جائزة الأفضل مع ميسى ورونالدو وليفاندو فيسكى  ونيمار وبروينى وهالاند وجورجينو والثلاثى الفرنسى كانتى وبنزيمة ومبابي.. ورغم ان صلاح أو أى لاعب فى العالم حلمه وهدفه حصد الألقاب الشخصية أو مع الفرق إلا أن شعبية نجمنا ارتفعت إلى أرقام قياسية ليس فى مصر أو محيطها العربى والافريقى بل فى العالم بعد ان شعرت الانسانية ان الجائزة تخطت نجما هو الأفضل بكل المقاييس إلا أن حسابات الملايين لها رأى آخر خاصة ما يتعلق بحقوق الرعاية التى اتجهت لميسى دون خجل أو شعور بالذنب تجاه شاب جاء من الشرق الأوسط باحثا عن موضع يقدم وسط الكبار وفرض نفسه بقوة محطما كل الأرقام القياسية.. ولم تشفع شهادة رئيس الاتحاد الدولى انفانتينو بأن صلاح هو الأفضل فى حصوله على الكرة الذهبية أو حتى الدخول فى قائمة الثلاثة الكبار. ان الفرعون الذهبى قدم كل يوم جديد يبهر العالم ويعطى القدوة والمثل الأعلى لشبابنا بعد أن أصبح أيقونة الكبار والصغار مما دفع أولياء الأمور لبذل الغالى والثمين على أمل أن يصبح أحد من ابنائهم «مو جديد» فى اللعب والفن والاخلاق أيضا.