الحسن بن يسار البصري ولد قبل سنتين من نهاية خلافة عمر بن الخطاب في المدينة عام 21 هـ / 642 م، وهو إمام وقاضي ومحدّث من علماء التابعين ومن أكثر الشخصيات البارزة في عصر صدر الإسلام، وسكن البصرة وعظمت هيبته في القلوب فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم، ولا يخاف في الحق لومة لائم.
تنقل الحسن البصري بين أكثر من مدينة؛ حيث كان مسقط رأسه في المدينة المنورة ونشأته إلى أن سافر إلى كابل عندما اتجهوا إلى فتحها، كما عمل كاتبًا للربيع في خراسان وكان ذلك في عهد معاوية بن أبي سفيان، بعدها استقر في البصرة حتى حصل علي لقبه البصري وأصبح يعرف باسم «الحسن البصري».
كانت أمه «خيرة» مولاة «أم سلمة» زوجة النبي رضي الله عنها وكان أبوه مولى الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، وذلك كما تم نشره في جريدة الأخبار في 24 مايو 1991.
وقيل عن فصاحته أنها جاءت من طفولته من رضاعة أم سلمة رضي الله عنها له، وقد شاهد وهو بالمدينة الحياة الإسلامية الصحيحة كما شاهد في أواخر أيامه الفتن المثيرة مما جعله دائمًا ينفر منها خلال حياته، فكان شديد الخوف من الله حتى قيل عنه أنه شديد الخوف من النار حتى وكأن النار لم تخلق إلا له.
وكان الحسن البصري يدعو إلى تخليص المجتمع من الفساد ورأى أن عوامل الفساد التي سببتها الأموال التي جاءت بعد الفتح لا دافع لها إلا تطعيم المجتمع بمباديء الزهد، فكان يقول «أنكم لا تنالون ما تحبون إلا بترك ما تشتهون، ولا تدركون ما تؤمنون إلا بالصبر على ما تكرهون».
وهو صاحب هذه الحكمة: ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا، ولكن الذين يأخذون من هذه، ومن هذه.
ويروي الرواة عن حذيفة أنه عندما حضرته الوفاة وطلب من أصحابه أن يروه الكفن الذي سيخرج به من هذه الدنيا ووجده جديدًا فقال لهم:
ما هذا لي بكفن، إنما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فإني لن أترك في القبر إلا قليلاً، حتى أبدل خيرًا منهما أو شرًا منهما.
وكانت آخر كلماته: مرحبًا بالموت، حبيب جاء بعد شوق، لا أفلح من ندم، وتوفي في رجب 110 هـ وكان عمره حوالي 89 عامًا قضاها في عبادة الله وطاعته والدعوة إليه.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
أقرا أيضا|أحمد بخيت .. طفل يتحدى الإعاقة البصرية ويحفظ القرآن كاملا | فيديو
