تقود معركة الوعي ضد خفافيش الجهل.. الدراما تستعيد قوة مصر الناعمة

 فيلم «الممر»
فيلم «الممر»

 سالى الجناينى

بعد سنوات عجاف فى الدراما المصرية كنا نفتقد خلالها الدراما الوطنية التى تبث روح الوعى والانتماء لدى الشعب وخاصة فئة الشباب، بدأ الانتباه إلى أهمية دور الفن والقوة الناعمة وتأثيرها المباشر على تغيير المفاهيم المغلوطة ومحاربة الفكر بالفكر والتغلب على المفاهيم الإرهابية بطريقة يفهمها جموع البسطاء وهو ما اتضح بعد عرض العديد من الأعمال الوطنية منها فيلم «الممر»، ومسلسلات «كلبش» و»الاختيار» و«هجمة مرتدة».


يقول د. باهر دويدار مؤلف مسلسل «كلبش» لأمير كرارة بأجزائه الثلاثة ومسلسل «هجمة مرتدة» لأحمد عز ومؤلف الجزء الثانى منه الذى يقوم ببطولته أمير كرارة إن الدولة المصرية أصبحت تعى دور الفن وتأثير القوة الناعمة على جموع الشعب وهذا يضع مسئولية كبيرة على صناع الفن من أجل خروج أعمال جيدة بها الكثير من الرسائل وتنشيط الوعى لدى المشاهدين بالتحديات الكثيرة التى تمر بها البلاد ومواجهتها للإرهاب والتطرف الفكرى.


ويضيف دويدار: الأهم هو تقديم محتوى جذاب وشيق للمشاهد خاصة وأن ما نقدمه فى الأعمال الوطنية يكون مأخوذا عن قصص واقعية مر بها هؤلاء الأبطال من أجل مصلحة البلاد وفى كل حديث للرئيس عبدالفتاح السيسى يتحدث عن الوعى والإدراك للشعب فى القضايا التى تخص الدولة المصرية وأهمية الفن فى توصيل ذلك للمشاهد وخاصة الشباب منهم، وأكبر دليل على ذلك هو تفاعل المشاهدين مع سليم الأنصارى فى «كلبش» اطلقوا عليه «باشا مصر» وأيضا تأثرهم بمسلسل «هجمة مرتدة» الذى قدمته رمضان الماضى مع أحمد عز وهند صبرى وأعمال أخرى مثل «الاختيار»، خاصة أن المعركة الكبرى حاليا التى تواجهها معظم الدول هى معركة الوعى وأصبح السلاح الفاعل لها هو الفن وقوة تأثيره ومحاربة الفكر بالفكر دون أى تزييف للحقائق بل تقديمها مجردة ولكن بطريقة درامية مشوقة.


وأضاف هانى سرحان مؤلف الجزء الثانى من مسلسل «الاختيار» بطولة كريم عبدالعزيز وأحمد مكى ويقوم حاليا بكتابة الجزء الثالث منه الذى يعرض رمضان المقبل بطولة أحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد عز، إن الدولة حاليا أصبحت تقف بجانب المبدعين والرئيس عبد الفتاح السيسى قدم دعما مباشرا لنا من أجل صناعة أعمال فنية ذات جودة ورقى وتقدم العديد من القضايا الهامة التى تهم المشاهد المصرى والعربى والإيمان بقوة الدراما وتأثيرها الكبير فى معركة الوعى وهو ما يحمل صناع الدراما والمبدعين مسئولية كبيرة لانتاج هذه الاعمال خاصة انها تحتاج لمجهود كبير لخروجها للنور وهو ماحدث معى اثناء كتابة الاختيار وقراءة الكتب والمراجع عن الأحداث وخلفياتها.


أما المؤلف عمر عبدالحليم مؤلف فيلم «السرب» الذى يتحدث عن بطولات قواتنا المسلحة وقوة الرد على العمليات الإرهابية التى استهدفت ٢١ مصريا فى ليبيا، فيقول: إن الفن له دور مؤثر وكل مؤلف دائما ما يتأثر بشدة بكل ما يحدث حوله بطريقة أكبر من المشاهد العادى ولذلك يحاول أن يخرج ما يدور فى ذهنه وما يحدث حوله من خلال نص يكتبه ويستطيع التعبير من خلاله عما يحدث من حوله.


ويضيف عمر عبد الحليم: الفن بشكل عام يعتبر القوة الناعمة والأكثر تأثيرا فى الروح والعقول ويوجه الشعوب فى اتجاه معين، لذلك كان إيمان الدولة المصرية بالفن وتأثيره فى مواجهة الفجر الإرهابى، وهنا يكمن دور الفن للتصدى لكل ذلك بنفس السلاح بأعمال فنية مهمة سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون.


ومن جانبها تؤكد الناقدة خيرية البشلاوى أن هناك حالة يقظة فى الدولة لما تلعبه الدراما من دور مهم وتأثير كبير على المشاهدين وأنها بالفعل القوة الناعمة التى تتسلل لعقول المشاهدين وتغرس فيهم الكثير من الإيجابيات وتساعد الدراما فى بناء الوعى ولذلك كان الاهتمام بها بعد التأكد من التسلح العسكرى فحان وقت التسلح بالقوة الناعمة وبالفكر من خلال إنتاج أعمال تتحدث عن بطولاتنا مثل «الاختيار « فهو ملحمة وطنية أعطى إحساسا مختلفا ودفعة معنوية للمشاهدين وكذلك فيلم «الممر».