حكايات| أغرب حروب التاريخ.. راح ضحيتها الآلاف والسر «جردل خشب» 

 أغرب حروب التاريخ.. راح ضحيتها الآلاف والسر «جردل خشب» 
أغرب حروب التاريخ.. راح ضحيتها الآلاف والسر «جردل خشب» 

مر على مدى التاريخ الإنساني الطويل عشرات بل مئات الحروب والمعارك فمنذ أن بدأ الإنسان التعايش على الأرض وهو يخوض الحروب دفاعا عن بيته وطعامه ضد آخر يحاول أن يستحوذ عليهم وتطور الأمر مع تطور الحياة حتى وصلت إلى حروب لتحقيق أطماع سياسية واقتصادية واستغلال ثروات لدول أخرى أو أطماع توسعوية للحصول على مزيد من الأراضي لإحكام السيطرة والقوة.

 

ولأن نتائج الحروب دائما ما تكون ضمنها خسائر اقتصادية وبشرية للطرفين لذلك غالبا ما يكون قرار الحرب هو أصعب القرارات لعدم القدرة على تحديد نتائجه أو تكلفته وخسائره فشحن دولة كاملة بكافة مواردها للدخول في حرب ليس بالشيء البسيط ولهذا يجب أن يكون الدافع للحرب سبب قوي لا بديل لحله سوى الحرب ولكن هناك حرب كشفت عن تفكير اخر ودافع مختلف لاتخاذ قرار الحرب. 

 

 

وبسبب سرقة «جردل خشب» قامت حرب راح ضحيتها 2000 شخص واستمرت 12 عاما.. لا تتشكك في قدرتك على القراءة فما قرأته صحيحا وليست قصة خيالية أو حكاية من ألف ليلة وليلة فقرار الحرب بدافع سرقة جردل وقع بالفعل لتدخل حرب الدلو، ضمن أغرب حروب التاريخ فلك أن تتخيل أن تكون غنيمة حرب هو دلو ليس من الذهب أو الألماس ولكنه من الخشب فعليك أن تتعرف على قصة جديدة داخل اسرار التاريخ العجيب.

 

وبحسب موقع history فإن حرب الدلو لم تكن بداية صراع ولم تكن أيضا ببساطة سرقة «دلو خشبي» ومحاولة إرجاعه ولمعرفة نهاية الحرب عليك أن تعرف بدايتها فالأزمة بدأت تحت سماء ايطاليا منذ القرن الرابع الميلادي حينما اختلف الإمبراطور الروماني مع البابا وتداخلت الاختصاصات فكان الملك أو الإمبراطور له كل السلطة المدنية من تنظيم الجيوش وحكم البلاد وتنظيمها  وكان للبابا السلطة الدينية. 

 

 وفي ظل هذا الاتفاق عاشت أوروبا في أوضاع مستقرة ولكن مع بدء تدخل كل منهما على اختصاصات الأخرى تبدلت الأحوال وتغيرت الظروف وتحول الاستقرار إلى صراع والهدوء إلى حروب ونشأت الخلافات بين الكنيسة والأباطرة الرومان ليكون اشهرهم خلاف الإمبراطور هنري الرابع والبابا جريجوري السابع فتنقسم الشعوب وتختلف التوجهات فمنهم من انحاز للامبراطور ومنهم من اختار البابا لتبدأ معها قصة صراع المدينتين.

 


 
انحاز سكان بلدة مودينا إلى الإمبراطور وكونوا حزبا مسيطرا على البلدة أطلق عليه حزب الجيليبنيين، أما سكان بلدة بولونيا فقد أعلنوا انحيازهم للبابا وقاموا أيضا بتكوين حزب سمي بــ«الجويليفيين» لتشهد شمال إيطاليا صراع بين مدينتين متجاورتين انتهى بآلاف الضحايا حيث ظلت الخلافات بين الحزبين تتزايد حتى شرارة اولى المعارك.

 

معركة فوسالتا والتي وقعت عام 1249 وفيها قام سكان بولونيا برمي حمار حي بواسطة منجنيق على سكان مودينا ما اعتبره السكان إهانة في حقهم وسخرية منهم ومن قوتهم وانتهت الحرب بإعلان انتصار بولونيا وحزب الـجويليفيين واستمرت التوترات حتى أعلنت عن معركة أخرى عام 1325. 

 

ومعركة زابولينو التي اتخذت أحداثها خارج أسوار قلعة سيرافالي موقعا لها حيث قرر سكان مودينا أخذ ثأرهم فقاموا بالهجوم على القلعة وأسروا سكانها والذين سرعان ما انقلبوا على بلدتهم الأم وأعلنوا عن ولائهم لمن اسروهم من بلدة مودينا الجيبلينيين.

 

ولكن القصة لم تتوقف عند ذلك الحد فجاء الدور على بولونيا للانتقام ورد اعتبرها فأرسلت جنودها لمحاربة مودينا بعدد جنود بلغ 6 أضعاف جنود مودينا ولكن الخبرة غلبت العدد وكانت الهزيمة الساحقة من نصيب بولونيا ليتخلوا عن قلعة حدودية أخرى من قلاعهم لصالح جنود مودينا.

 

وبعدها قام وفي زهوة الانتصار جنود مودينا بالتقدم نحو مركز بلدة بولونيا ومحاصرتها دون هجوم ليحتفلوا لمدة 3 ليالي بانتصارهم عليهم على سبيل الشماتة من بولونيا ولم يكتفوا بذلك فقد قرر مجموعة صغيرة منهم أثناء مغادرتهم ألا يرحلوا وأيديهم فارغة ليأخذوا معهم دلو بئر المدينة الشهير والمصنوع من الخشب.

 

يشتعل الصراع مرة أخرى بين المدينتين الإيطاليتين مودينا وبولونيا فمع سرقت فرقة صغيرة من جنود مدينة مودينا جردل البئر الخشبي من مدينة بولونيا، والتي اعتبرها سكان المدينة الأولى إهانة لهم وأصروا على استرجاع الدلو ومع رفض جنود المدينة الثانية إعادته قرر سكان بولونيا عدم التغاطي عن الواقعة وقررا الدخول في حرب أخرى وقعت في ضاحية إميليا في شمال إيطاليا لتستمر الحرب بين المدينتين 12 عاما لتنتهي عام 1337 بعد سقوط 2000 ضحية.

 

ورغم كل ذلك لم يتمكن سكان بولونيا من استعادة دلوهم المسروق وظلت جنود مودينا محتفظة بالدلو الخشبي في برج " جيرلاندينا" بالمدينة حتى اليوم ليظل شاهدا على اغرب حروب التاريخ.