نهار

استفزاز !!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

طبعاً هو إعلان مدفوع الأجر.. يتكرر يوماً بعد آخر، ويطاردنا بصور وأشكال مختلفة من (كابوس) إلى (كابوس)!!... إعلانات المدن الجديدة و(الكمبوندات) ومجتمعات الوفرة الاستفزازية، تفرض ما يحلو لها...

كل شيء مباح، وكل شيء مستخدم للترويج لقيم السوق ولخطابها الاستهلاكي... الكل أدوات خاضعة تماماً... فنانين ومذيعين وقنوات فضائية.. وأخيراً أيضاً محاولة استغلال الطبقات المتوسطة!!..

أحدث هذه الإعلانات، لم يكتفِ فقط باستفزاز البسطاء، لكن قام أيضاً باستخدامهم والإتجار بهم فى ترويج السلعة!!..

هكذا قدمت المذيعة لميس الحديدى، فى حوارها مع أحد رجال الأعمال، هذا الإعلان...


المذيعة: أقل سعر فيللا عندك كام؟


رجل الأعمال: ٤ ملايين (!!).


المذيعة: أنا شايفة إنك مستهدف الطبقة المتوسطة(!!).


رجل الأعمال: طبعاً نستهدف المتعلمين الشباب من الطبقة المتوسطة، بسعر مناسب لدخلهم.. الشريحة دى هى التارجيت بتاعى (!!).


استفزاز بالتأكيد لمشاعر الناس من البسطاء والطبقات المتوسطة، استفزاز للشباب تحديداً الذين لا يمكنهم حتى الحصول على شقة صغيرة من غرفة وصالة!!... تقديم الإعلان بهذه الصورة، وهذا الخطاب الاستفزازي، على الشاشات أمام الناس.. هو انفصال عن الواقع، واستهانة به.. وفضح لتفاوت طبقى رهيب، وخلل فى بنية مجتمع، لا يقوى أفراده على توفير احتياجاتهم المعيشية البسيطة!!..


‏هل هناك قواعد تحدد السياسات الإعلانية، وتأثير خطابها المعلن؟.. هل هناك ضوابط ومعايير واضحة ومحددة لرسالة إعلانية، تخدم المجتمع، ولا تهدد أمنه وسلامه؟...