«تربية الأزهر» تقترح استراتيجية لتنمية ثقافة العمل التطوعي من منظور إسلامي

الباحث  أسامة زينهم محمود إسماعيل
الباحث أسامة زينهم محمود إسماعيل

أكدت دراسة علمية بعنوان (استراتيجية مقترحة لتنمية ثقافة العمل التطوعي من المنظور الإسلامي لدى طلاب جامعة الأزهر في ضوء بعض المتغيرات المجتمعية) للباحث أسامة زينهم محمود إسماعيل، المدرس المساعد بقسم التربية الإسلامية بكلية التربية بنين بالقاهرة، لنيل درجة الدكتوراه أن العمل التطوعي أحد المؤشرات التي تدل على تقدم الأمم وازدهارها، فكلما ازداد التقدم والرقي في دولة معينة ازداد حجم مشاركة مواطنيها في العمل التطوعي، كما أن تنمية ثقافة العمل التطوعي في المجتمع أصبحت مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة وحاجة ملحة لمواكبة التنمية والتطور السريع في كافة مجالات الحياة، خصوصا وأن العمل التطوعي يمثل إحدى الركائز الأساسية في بناء وتنمية المجتمع ونشر التآلف الاجتماعي بين المواطنين.


وأوضح الباحث أن العمل التطوعي ينطلق من مبادىء وقيم وتعاليم الدين الإسلامي التي تحض على التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع ، وأن الترابط الاجتماعي ظاهرة طبعت في النفس البشرية لا يمكن العيش بدونها، وأن الإنسان دائماً في حاجة أخيه ، وبدون ذلك تصعب الحياة بل تكاد تنعدم .

وسيستفيد من هذه الدراسة المؤسسات التربوية والتعليمية ومراكز البحوث والمؤسسات المجتمعية والجمعيات الخيرية في معرفة دور الجامعة في تنمية ثقافة العمل التطوعي لطلابها، والآليات اللازمة لتمنيته ، فضلاً عن أن الدراسة تواكب توجهات الجمهورية المصرية الجديدة القائم على تكاتف جميع أبناء المجتمع ومشاركتهم في عمليات التنمية والنهوض بالوطن.

وتمثل الدراسة تلبية لتوجهات القيادة السياسية بجمهورية مصر العربية من حيث البحث والتنقيب عن الفئات الأكثر احتياجا وتقديم الدعم المتطلب لها كما هو الحال في مشروع تكافل وكرامة، وذلك باعتبار العمل التطوعي وتنمية ثقافته يسير في نفس الاتجاه.

واستخدمت الدراسة مناهج بحثية متعددة كالمنهج الأصولي ، والوصفي ، واستعانت الدراسة بأسلوب التحليل البيئي الرباعي كأحد مداخل التخطيط الاستراتيجي، كما استخدم الباحث أسلوب دلفاي بجولاته الثلاث المتتابعة.

واستعانت الدراسة بأدوات بحثية متعددة استبانة للتعرف على آراء الطلاب حول واقع تنمية ثقافة العمل التطوعي بجامعة الأزهر لدى طلابها ، وأسلوب دلفاي وقد تم تطبيقه في ثلاث جولات متتابعة، ثم تحكيم الاستراتيجية المقترحة من قبل عينة من خبراء التربية.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها وجود بعض المقومات بجامعة الأزهر والتي تسهم من خلالها في تحقيق الاستدامة البيئية وحماية البيئة من خلال المراكز والوحدات التابعة لها.

يعزز العمل التطوعي انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعهم، مما يقوي روح الانتماء والولاء للمجتمع والحرص على مصالحه، وكذلك تتيح للشباب التعرف على نقاط الضعف في نظام الخدمات في المجتمع ، مما يوفر للشباب فرصة للمشاركة في تحديد احتياجات المجتمع، وإعطائهم الفرصة للمشاركة في تأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشكلات بجهدهم الشخصي.
وانتهت الدراسة بتقديم استراتيجية مقترحة لتنمية ثقافة العمل التطوعي من المنظور الإسلامي لدى طلاب جامعة الأزهر في ضوء بعض المتغيرات المجتمعية متضمنة نتائج التحليل البيئي الرباعي للعمل التطوعي بجامعة الأزهر، والتوجه الاستراتيجي لتنمية ثقافة العمل التطوعي وذلك من خلال رؤية ورسالة وقيم حاكمة وأهداف استراتيجية وخطة تنفيذية ، ومتطلبات تنفيذ الاستراتيجية المقترحة ، واتفاق الاستراتيجية مع فلسفة العمل التطوعي في الإسلام.

وقد تكونت لجنة المناقشة والحكم والتي أوصت بمنح الباحث درجة العالمية دكتوراة الفلسفة في التربية بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات الأخرى ومراكز البحوث ذات الصلة. 
يذكر أن لجنة الحكم والمناقشة تكونت من أد.عبدالقوي عبدالغني محمد حسين أستاذ التربية الإسلامية  وعضو اللجنة العلمية الدائمة بالكلية مشرفا ورئيساً وأد.ثروت عبدالحميد عبدالحافظ عيسى أستاذ ورئيس قسم الإدارة والتخطيط والدراسات المقارنة بالكلية مشرفا
وأد. هويدا محمود محمد الإتربي أستاذ أصول التربية بكلية التربية جامعة طنطا ووكيلة الكلية للدراسات العليا والبحوث مناقشا خارجيا، وأد.عبدالفتاح أحمد شحاته أستاذ ورئيس قسم التربية الإسلامية بالكلية مناقشا داخلياً، وأد.أحمد الصاوي طه شادي أستاذ التربية الإسلامية بالكلية مشرفا.

اقرأ أيضا| جامعة الأزهر تنظم مؤتمر «تغير المناخ التحديات والمواجهة»