"بحبك يا سيسى" جملة أطلقها بتلقائية ساجد محمد عليوة من أصحاب متلازمة داون عندما شارك في احتفالية افتتاح طريق الكباش بالأقصر وكان الوحيد من بين أقرانه من الأشخاص ذوى الإعاقة الذى شارك في الاحتفالية.
وعن تفاصيل المشاركة فى الاحتفال والحوار الذى لم يستغرق سوى دقائق بسيطة و الذى دار بينه وبين الرئيس السيسى ومواهبه المتنوعة ومنها عشقه للتصوير وممارسة رياضة السباحة كانت السطور التالية.
تقول بسمة حمدى والدة ساجد نجلى منذ نعومة أظافره وهو يتسم بالملامح الملائكية فحين ننظر إليه نراه فى ابهى صوره ودائما يحمل ابتسامته للكل ولمن يعرفه أو يجهله.
وعلى الرغم من سنوات عمره الصغيرة التى لا تتجاوز 7 سنوات نراه طيب القلب وبشوش الوجه وحسن العشرة مع كل الناس ولا يهاب شيئ وعلى الرغم من أن هناك صفات سلبية يتسم بها أصحاب متلازمة داون والأشخاص ذوى الاعاقة الذهنية ومنها الذاكرة الضعيفة للأحداث أو عدم إجراء حوار ممتد أو طويل الى حد ما مع الأشخاص أو الخوف احيانا عند اللقاء الأول مع غيرهم فى المجتمع إلا أن ساجد تغلب على ذلك واكتسب مزايا من هذه النقاط وأصبحت إيجابية لديه دون غيره ومنها أنه يحمل ذاكرة حديدية و اجتماعى إلى حد كبير ولديه الجرأة فى التعامل مع الاخرين ويدير حوار مع أى شخص مهما كان وهو ما جعله يطلق العنان فى حواره البسيط مع الرئيس السيسى وقال له "بحبك يا سيسى" بتلقائية شديدة ورد عليه الرئيس بقوله "وانا كمان بحبك جدا وبحبكم كلكم" وهو ما أسعده كثيراً واتانى بعد لقاءه به مهرولا وقال (قولت له بحبك وهو كمان بيحبنى) وكان فى سعادة بالغة والفرحة طاغية عليه من هذا اللقاء.
وتؤكد بسمة أن نجلها شارك فى اللقاء وهو لا يعرف أنه سيلتقي الرئيس السيسى لأن الأولاد الذين وقع عليهم الاختيار للمشاركة واستقبال الرئيس لم يكن لديهم علم بذلك واختيار نجلى كان شرف كبير وخاصة أننا من أبناء محافظة الإسماعيلية وتقدمنا مثل غيرنا للمشاركة على أنه احتفال بسيط ووقع الاختيار على ساجد ودون معرفة أنه من أصحاب الإعاقة الذهنية نظرا لتقارب ملامحه مع الأشخاص من غير ذوي الإعاقة.
وعندما هموا بالتعامل معه وأثناء التدريب وجدوه يشع بهجة وفرحة بين أقرانه والمنظمين وتكاد مواقفه كلها مع أعضاء فريق التنظيم فى منتهى الود والبهجة
ويلتقط أطراف الحديث ساجد بقوله "أنا بعشق التصوير وخاصة لو كان بالموبايل - وبدأ فى الحديث والاسترسال عن اللقطات التى قام بها وسرده لتصويره أخته ووالدته - أن قامت والدته بإستكمال حديثها وقولها يختار زوايا تصوير تدهش وتعجب الآخرين أو من يقوم بتصويرهم ونبحث عن تنمية موهبته ويهوى ممارسة رياضة السباحة ويستعد الان لخوض منافسات بعض البطولات ويتوقع مدربيه الحصول على ميدالية أو الفوز بأحدى البطولات التى يستعد للمشاركة فيها.
وترجع بالذاكرة قليلا عند مولده وتقول لم نكن نعلم أو ندرك حالته إلى أن صارحنا الأطباء بأنه من أصحاب متلازمة داون واستجمعت شجاعتى وواجهت نفسى وتحديت الآخرين على أننى قادرة على مساندته والتعامل معه ودفعه ليكون عنصرا فعالا و بدأت معه برامج التدخل المبكر والتخاطب إلى أن وصلنا لمرحلة احمد الله عليها وان القليل منها جدا فى عالم الإعاقة الذهنية وصل لها وهو أن يتجاوز الصدمة الأولى ويبدأ فى التعامل مع الموقف ويكون حازما فى الدعم والمساندة وبدأ يخطو خطوات لا بأس بها فى الاعتماد عليه فى هذه السن الصغيرة فى شراء احتياجات المنزل وأنه يعيش معى مرحلة الخوف على وينتقدنى إذا رأى فى كلامى أو تتصرفى ما يستدعى ذلك وانبهر بداخلى منه واحيانا اتعمد أن افعل بعض المواقف حتى اسمع رأيه أو أرى تصرفه فيه وأراه رجلا كبيرا فى تصرفاته وحنانه وعشقه لأسرته خاصة انا وشقيقته الأكبر منه عمرا و طفلا رائعا مدهشا يجتاز الصعاب والعقبات التى تصادفه كأحد الداون سيندروم فى هذه المرحلة البالغة.
وتستكمل حديثها بقولها اعتدنا الا نفرق فى التعامل أو التربية بينه وبين شقيقته بدعوى أنه له ظروفه الخاصة وحتى يعتاد تحمل المسئولية وكأى ام تحمل بين نبضات قلبها الوجع عندما تعنفه إذا تصرف بشكل غير لائق وسرعان ما يبادر هو بالاعتذار عما بدر منه واكون اسرع منه فى العفو والصفح عنه ويبدأ حنين قلبى ونبضه فى العودة سريعا كما كان خشية أن يصاب بأذى إذا لم يستقبل تعنيفى له أو نصحى بشكل لا يراه كثيرا فيما بيننا.
وتضيف أنه اعتاد الذهاب للمدرسة والعودة سريعا لأداء مذاكرته والاستعداد للتمرين إذا كان هناك أو التعامل مع موهبته فى التصوير ويملأ المكان بهجة وسعادة وهو يتعامل معنا وله لزمة اعتاد قولها فى التعامل معنا وهى (يا روح قلبى) وعندما يقولها وكأننا امتلكنا الدنيا وما فيها عندما نسمعها منه
كما أنه يحب الفاشون وان يكون موديل.
ويتمنى ساجد أن يشارك فى احتفالية أخرى فى حضور الرئيس السيسى ويكون حواره معه اطول وممتد أكثر من ذلك.
اقرأ أيضا| بالزغاريد.. فرحة أهالي قرية «شما» بهدايا قرينة الرئيس انتصار السيسي
