قصة الشيخ عبدالباسط.. وصفته الصحف الفرنسية بالصوت الأسطورة

الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

الزمان 1950، المكان سرادق ضخم أمام مسجد السيدة رضي الله عنها بالقاهرة، والذي أقيم احتفالاً بذكرى مولدها، آلاف البشر تتدافع لسماح القرآن الكريم من مشاهير القراء، ولكن الليل امتد والوقت تأخر بكبار السن منهم.

 

ويفاجأ الشاب ذو الجسد النحيل بالشيخ الحفني ابن بلدته يطلب منه أن يقرأ القرآن، ويأبى ذو الجسد النحيل فهو يرتعد خوفًا من المشهد الذي يموج بآلاف البشر، ولكن الشيخ الحفني يقول له: اقرأ ولو 10 دقائق حتى تحصل على البركة، ويقرأ الشاب وتمتد العشر دقائق إلى ساعتين كاملتين، والناس انبهرت بصوته وهو لا يكاد يصدق نفسه.

 

كانت هذه البداية في القاهرة للقاريء الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد، وفي اليوم التالي طلب منه أحد أقاربه أن يتقدم لامتحان الإذاعة فورًا ومرة أخرى يرفض لكن قريبه أصر على ذلك لأن المسئولين بالإذاعة حضروا ليلة أمس واستمعوا له.

 

ويتقدم الشيخ للامتحان وتبدأ رحلته مع قراءة القرآن في الإذاعة التي بدأت في بداية عام 1951، وهكذا عبر ما يقرب من 40 عامًا امتع الشيخ عبدالباسط العالم كله، ذلك الذي ولد في أرمنت عام 1927، والذي قالت عنه الصحافة الفرنسية (أنه الصوت الأسطوري الذي يعبر عن فن الإبداع الصوتي)، وقالت أن صوته ذو تأثير بعيد المدى، وكان ذلك بعد أن أحيا ليلتين قرآنيتين على مسرح (الأماندييه) في باريس.

 

والشيخ عبد الباسط هو صاحب أطول نفس بين القراء الذي بلغ به طوله أن قرأ آية المداينة من آخر سورة البقرة في نفس واحد وهي أطول آية في القرآن، وذلك بحسب ما تم نشره في جريدة الجمهورية في 2 ديسمبر 1988.

 

أصيب الشيخ عبد الباسط بمضاعفات مرض السكري وتزامن معه الكسل الكبدي فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين معًا وتوفي في 30 نوفمبر 1988، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستوى المحلي والعالمي.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم