بعد تحوُل الفيس بوك لصفحة وفيات

هل تعرضك السوشيال ميديا للاكتئاب؟

خوف وتشاؤم على السوشيال ميديا بعد ظهور متحور كورونا الجديد
خوف وتشاؤم على السوشيال ميديا بعد ظهور متحور كورونا الجديد

دراسة: مدمنو المنصات يصابون بأمراض نفسية حادة
وعلم النفس: القلق والضغط العصبى أبرز المشكلات

إصابات كورونا.. حالات وفاة يومية، سلالات جديدة من الوباء، والعديد من الأخبار السلبية والشائعات التى أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا نتابعها باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع بدء الحديث عن سلالة جديدة للوباء والتى أطلق عليها متحور «أوميكرون»، هذه الأخبار وغيرها تسببت فى بث حالة من الخوف والرعب والذى بدوره تسبب فى نشر حالة الاكتئاب على مدى واسع، وساهم فى ذلك الأخبار الكاذبة التى وجدت لها بيئة خصبة لترويجها.

الكثير من الضغوط النفسية تكونت وبدأت مع ظهور الفيروس قبل عامين كما صاحبها القلق النفسى من المتابعة المستمرة لزيادة عدد الإصابات والوفيات التى كانت بعيدة مجرد أرقام ومن وقت إلى آخر وصلت إلى الأصدقاء والجيران والأقرباء.


إصابات ودراسات
ورغم الدور الإيجابى الذى قامت به وسائل التواصل الاجتماعى فى نشر التوعية والتحذير من المخاطر وعدم اتباع الإجراءات الاحترازية إلا أنها وطبقاً للعديد من المتابعين فشلت فى اختبار المصداقية وساهمت فى نشر المزيد من الأخبار الكاذبة وتركت المجال مفتوح لنشر الاكتئاب على نطاق واسع، ولهذا خرجت دراسة أعدها عدد من الباحثين فى جامعة هيوستن الأمريكية من تعرض مدمنى الفيس بوك إلى إصابات نفسية حادة بسبب المقارنات التى يضعها مدمنى وسائل التواصل الاجتماعى مع غيرهم وهو ما ينشر لديهم السخط والخوف والقلق والتوتر؛ وأوضحت الدراسة أن مدمنى الفيسبوك يقارنون أوضاعهم الاجتماعية دائماً بالنسبة إلى غيرهم، وبالتالى يؤدى ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب المزمن.


كما أكدت الدراسة أن عدم الإقبال على التعليقات وضغط الإعجاب تولد حزن والاكتئاب لدى المستخدمين وهو ما يعزز من إمكانية إصابتهم بالعديد من الأمراض النفسية، ووجد الباحثون أن البالغين قد يشعرون بالحزن والاكتئاب أكثر إذا استخدموا منصات يفضلها الصغار، مثل: تيك توك وسناب شات، ربما لأنها تجعلهم يشعرون بالشيخوخة.


آثار سلبية
ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الصحة النفسية، إن الإجراءات الاحترازية والتى طبقت على المواطنين خلال الفترة الماضية ومازال البعض منها مستمر إلى الآن ساهمت فى متابعة هؤلاء لتفاصيل الوباء أولاً بأول من خلال مواقع التواصل الاجتماعى ومنها عدد الإصابات وتزايد أعداد الوفيات وهو ما أدى إلى تضاعف الآثار السلبية التى خلفها ذلك على الحالة النفسية للمواطنين ومنها القلق والضغط العصبى والنفسى وهو ما تسبب أيضاً فى انهيار الحالة النفسية للبعض بخلاف الاكتئاب لبعض الأشخاص بشكل كبير.


وأضاف استشارى الطب النفسى على أهمية تجاوز تلك المحنة من خلال العمل على البعد عن مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تلك التى تروج الإشاعات أو لا تبرز سوى الآثار السلبية للوباء لأنها تؤدى إلى الاكتئاب، مع ضرورة البعد عن سماع الأخبار المقلقة فى هذ الشأن.


كما أكد على أهمية استمرار الالتزام بالإجراءات الاحترازية من خلال ارتداء الكمامة الطبية خلال الخروج، مع الالتزام بمسافة متر فى وسائل المواصلات أو الأماكن العامة مع البقاء فى المنزل ومشاهدة الأفلام وسماع الموسيقى والبعد عن السوشيال ميديا لفترة وغيرها من الأمور التى قد تساهم فى تجنب الضغوط.