حكومة جديدة في ألمانيا تسدل الستار على حقبة ميركل

حكومة جديدة فى ألمانيا تسدل الستار على حقبة ميركل
حكومة جديدة فى ألمانيا تسدل الستار على حقبة ميركل

كتبت :سميحة شتا

بعد شهرين تقريباً من الانتخابات العامة التى شهدت تراجعاً تاريخياً للحزب المحافظ الذى تنتمى إليه أنجيلا ميركل، يدخل رئيس الحزب «الاشتراكى الديمقراطي» أولاف شولتز المستشارية فى تحالف غير مسبوق مع «حزب الخضر» و«الحزب الديمقراطى الحر»، ويكتب النهاية لسيطرة حكومة المحافظين بزعامة ميركل بعد 16 عاما فى الحكم، ويؤذن أيضاً لحقبة جديدة فى علاقات ألمانيا بأوروبا والعالم.. تعتبر الحكومة الجديدة واحدة من أصغر الحكومات الألمانية من حيث أعمار أعضائها، ويعد ائتلاف «إشارة المرور» أول تحالف ثلاثى على المستوى الوطنى فى تاريخ ألمانيا وأول تحالف يضع معالجة حالة الطوارئ المناخية، على رأس جدول أعمالها. ويواجه الائتلاف الجديد تحديات فورية وسط أسوأ تفش لكوفيد-19 ومعاناة أوروبا من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وأزمة الحدود مع بيلاروسيا بسبب وجود آلاف المهاجرين.. وكانت المشاورات الحكومية بدأت فى 21 من أكتوبر الماضى بين أطراف الائتلاف وتركزت النقاط الخلافية حول ملف المناخ وتوزيع الحقائب الوزارية. وحققت مسودة الاتفاق بشكل ما المطالب الرئيسية لأحزاب الائتلاف حيث اتفقت الأطراف على عدم رفع نسب الضرائب على أصحاب الدخول المرتفعة، كما وعد بذلك الحزب الليبرالى فى برنامجه الانتخابي. و فرض الحزب الاشتراكى برنامجه برفع الحد الأدنى للأجور بداية من السنة الأولى لعمل الحكومة إلى 12 يورو مقابل ساعة عمل واحدة. كما سيتم خفض حق التصويت من 18 إلى 16 عاماً.. يُعتبر التحالف مزيجًا غير مستقر لأنه يجمع بين حزبين يميلان تقليديًا إلى اليسار فهناك الكثير من التكهنات حول كيفية تعاون الأطراف الثلاثة، بسبب الخلافات الكبيرة بينهم، حيث دفع حزب الخضر من أجل برنامج استثمارى ضخم لمحاربة أزمة المناخ، وكذلك لتهيئة البنية التحتية القديمة فى ألمانيا.

 

اولاف شولتز


لكن التحدى الأكثر إلحاحًا سيكون السيطرة على أسوأ موجة من كوفيد-١٩ فى ألمانيا منذ بدء الوباء، وخاصة زيادة عدد التطعيمات. واتفق الائتلاف الحكومى الجديد على تخصيص مليار يورو لمكافأة أطقم الرعاية الطبية عن الأعباء الخاصة التى تتحملها هذه الأطقم فى ظل أزمة كورونا.
ويتعهد التحالف الثلاثي، المعروف بائتلاف «إشارة المرور» نسبة للون المميز لكل حزب من الأحزاب الثلاثة المشاركة فيه، بتحديث أكبر اقتصاد فى أوروبا من خلال تحديث بنيته التحتية والإسراع بتنفيذ إجراءات حماية المناخ.


وأكد التحالف على أن ألمانيا تتحمّل «مسئولية استثنائية» لخدمة أوروبا، لكنّ تفسيرهم لمفهوم «خدمة أوروبا» قد يختلف بشكل أو بآخر عن تفسير ميركل التى غالباً ما اتّبعت نهجاً وسطياً وغير تصادمى تجاه قضايا الاتحاد الأوروبى الخلافية.


وعن السياسة الخارجية والدفاعية الخاصة بالاتحاد الأوروبي، فنص اتفاق، الأحزاب الثلاثة على الابتعاد عن المطالبة بالحصول على الإجماع تجاه كافة تحركات السياسة الخارجية، وهو عائق كافح التكتّل للتغلب عليه فى كثير من الأمور مثل إصدار بيانات بشأن حملة الصين القمعية فى هونج كونج.


أما بالنسبة لعلاقاتها مع روسيا والصين، فقد تعهدت وزيرة الخارجية الجديدة، أنالينا بربوك،بصياغة أجندة سياسة خارجية أكثر «نشاطاً» من أجندة سلفها، وذلك بشكل أساسى من خلال وضع لهجة أكثر صرامة فى التعامل مع روسيا والصين، بشأن حقوق الإنسان مع تفضيل شولتز المحتمل عدم المخاطرة بمواجهة مع البلدين حول قضايا مثل تايوان وأوكرانيا كما تعهد الطرفان «بالتصدى الواضح لانتهاكات حقوق الإنسان فى الصين، لا سيما فى شينجيانج»،
فيما يتعلق بالهجرة، أعلن التحالف الجديد أنه يريد «بداية جديدة» فيما يتعلق بسياسة الهجرة تهدف لتقليص الهجرة غير الشرعية، وفى نفس الوقت تزيد من نسبة الهجرة المشروعة، وقال التحالف إن المهاجرين يجب أن يكونوا قادرين على التقدم بطلب الحصول على الجنسية بعد 5 سنوات من وصولهم ألمانيا.


كما أكد الائتلاف على التزام برلين بـ«سياسة أوروبية مشتركة» تجاه المملكة المتحدة والحاجة للامتثال الكامل للاتفاقيات المعتمدة، ولا سيما بروتوكول أيرلندا الشمالية، الذى يحكم القضية الخلافية للتجارة بين بريطانيا وأيرلندا الشمالية.

 

اقرأ ايضا | ميركل وزيلينسكي يناقشان الوضع في شرق أوكرانيا وأزمة المهاجرين