أشعر مع قدوم شهر مارس من كل عام ان للمرأة تاريخا يعاد ذكراه، فمع اقبال فصل الربيع تقام سلسلة من الاحتفالات يتم خلالها طرح قضايا وانجازات واخفاقات واماني واحلام النساء، تبدأ بيوم 8 مارس الذي اختارته منظمة الامم المتحدة كيوم عالمي للمرأة وبعده بأسبوع نحتفل بيوم المرأة المصرية والذي يوافق ذكري خروج المصريات في مظاهرة نسائية ضد الاحتلال البريطاني عام 1919 وبالتحديد يوم 16 مارس، فجعلناه يوما للاحتفال بالمرأة المصرية ثم يأتي تكريم ست الحبايب والعرفان بجميلها يوم 21 مارس، نحتفل بالام التي اعطت دون انتظار مقابل، ويشعر الابناء ان سنة مرت عليهم ومازال حضن وحنان الأم الأجمل فيها والاكثر صدقا. انتظر احتفالات بيوم المرأة العالمي حتي اتابع الاستراتيجيات التي تقدمها الدول للرفع من شأن المرأة وحماية حقوقها في المجتمع وتعزيز دورها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وهنا اتذكر كلمة بان كي مون الامين العام للامم المتحدة بمناسبة احتفالية المرأة، يقول: »‬الدول التي تكون فيها نسبة المساواة بين الجنسين اكبر يكون نموها الاقتصادي افضل، والشركات التي تتولي ادارتها عدد اكبر من النساء يكون اداؤها احسن، واتفاقيات السلام التي يشترك في اعدادها عدد اكبر من النساء تكون اكثر استمرارية والبرلمانات التي يشغل مقاعدها عدد اكبر من النساء تسن تشريعات افضل لخدمة القضايا الاجتماعية الرئيسية كالصحة والتعليم ومكافحة الفقر ومناهضة التمييز ورعاية الطفولة. وفي كل احتفال بيوم المرأة اتذكر شعار »الخبز والورد»‬ لان شرارة ثورة النساء اندلعت عندما خرجت مجموعة من عاملات مصنع للنسيج للتظاهر في شوارع نيويورك حاملات قطعا من الخبز اليابس وباقات الورود كان ذلك عام 1908 ولكن فكرة اتخاذ هذا اليوم عيدا للمرأة جاءت من جانب النساء في اوروبا وبعد كفاح طويل واقرت الامم المتحدة هذا الاحتفال وكان ذلك عام 1977 التزمت العديد من الدول بهذا القرار واختار بعضها تاريخا يناسب ظروفهم الوطنية لأن الامم المتحدة اتاحت الحرية للدول لاختيار اليوم المناسب طبقا للخلفية التاريخية لكل دولة.. وفي لقاءات مختلفة من النساء المهتمات بشئون المرأة اكدت الكثيرات منهن انهن قررن خلال الاعداد والاحتفال بيوم المرأة رفض التهميش والاقصاء ومواجهة القوانين المجحفة والعادات والتقاليد التي تكرس دونية المرأة وتبعيتها والعمل معا من اجل إلغاء جميع أنواع التمييز ضدها وممارسة العنف والأهم من ذلك كله محاربة الارهاب لان النساء والاسر هم أول المتضررين.