متحور كورونا الجديد.. شديد العدوى.. سريع الانتشار .. وأسوأ من «دلتا»

«أوميكرون».. شبح العودة للنقطة صفر

متحور كورونا الجديد
متحور كورونا الجديد

فعالية اللقاحات محل دراسة.. وسباق عالمى لإنتاج جرعات مضادة

«الصحة» تعلن الطوارئ ورفع درجة الاستعداد وتكليف اللجان العلمية بالدراسة

حالة من القلق يشهدها العالم خلال اليومين الماضيين استدعت اجتماعات دولية فى المنظمات القائمة على الصحة العامة ولجان فى الدول للتعرف على التهديد الذى يمثله متحور فيروس كورونا «أوميكرون» الذى اكتشف فى جنوب أفريقيا يوم 9 نوفمبر الجارى كأول إصابة.. «الأخبار» تقدم فى التقرير التالى كل الحقائق التى تم التوصل إليها الى الآن بشأن المتحور الجديد والوضع الحالى فى مصر والإجراءات المتخذة لاكتشاف الأمر.

أولى الحقائق تشير إلى وجود متحور جديد للفيروس (B.1.1.259) تم اكتشافه فى جنوب افريقيا وبتسوانا يحتوى على أكثر من 50 طفرة للجين الكامل للفيروس وأكثر من 30 تغييرا على البروتين المرتفع (الشوكى) - (سبايك بروتين) - وهو البروتين الذى يلتصق بالخلايا المضيفة والهدف لمعظم اللقاحات والمفتاح الذى يستخدمه الفيروس لفتح مدخل له إلى خلايا الجسم، ويستهدف المناعة وانه يحتوى على 10 طفرات مقارنة بطفرتين فقط لمتحور دلتا الذى اجتاح العالم.

وزير التعليم العالى:
اللقاحات والإجراءات الاحترازية طريق النجاة

وجدى أمين: قادر على البقاء فى الجسم لفترة أطول

عبدالفتاح: إصابة السيدة البلجيكية بعيدة عن مصر

عبد الغفار:  متابعة على مدار الساعة للوضع الوبائى محليا وعالميا

بعد اجتماع طارئ صنفت منظمة الصحة العالمية متحور أوميكرون أنه مثير للقلق وشديد العدوى مقارنة بالتحورات السابقة محذرة من احتمالية تغير الأعراض المعروفة والتشخيص السريرى المعتاد لإصابات كورونا، وظهور أعراض جديدة، وعدم قابليته للرصد بواسطة تحليل PCR لكنه ما زال التحليل الذى يكتشف الفيروس.
وحذرت المنظمة من مخاوف حول دخول العالم مرحلة جديدة من الإغلاق تذكر ببداية جائحة «كوفيد 19» وذلك لاحتمالية انخفاض فاعلية التدابير الصحية المتخذة حاليا والعلاجات واللقاحات المتاحة.
وأشارت دلائل أولية إلى زيادة خطر الإصابة مرة أخرى بهذه السلالة مقارنة بالسلالات الأخرى التى تشمل أيضا متحور دلتا السائد حاليا.
ووفقا للمنظمة تم اكتشاف هذه السلالة -أوميكرون- فى جنوب أفريقيا باستخدام التحليل الجينى فى 9 نوفمبر الجاري، وتم اكتشاف هذه السلالة وراثيا حتى الآن أقل من 100 مرة. وثبت لعلماء المنظمة وجود العديد من التحورات التى يعتقد العلماء أنها يمكن أن تؤدى إلى انتقال أسهل للمرض.. وقالت إنه سوف تمر أسابيع قبل أن تتضح الآثار الدقيقة للإصابة بهذه السلالة.
ودعت المنظمة جميع الدول إلى تشديد وسائل الرقابة والترصد والتحليل لاستكشاف مدى انتشار السلالة المتحورة الجديدة.
شديد العدوى
وتعليقا على ما اعلنته الصحة العالمية، قال الدكتور وجدى أمين رئيس ادارة الأمراض الصدرية بوزارة الصحة سابقا واستشارى الأمراض الصدرية وعضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا السابق، إن متحور أوميكرون من الممكن أن يصاب به الشخص حتى لو كان قد اصيب بالفيروس من قبل وكوَّن مناعة.
وأضاف ان تحليل الـpcr ما زال قادرا على اكتشاف المتحور الجديد والمتحور له القدرة على البقاء فى الجسم لفترة أطول من المتحورات السابقة ويعد أسوأ من متحور دلتا سريع الانتشار.
وأشار أمين الى أن المتحور أوميكرون ينتشر حاليا بسرعة كبيرة فى جنوب افريقيا و90 % من الاصابات الجديدة مصابة به، ونحن فى انتظار الدراسات لمعرفة تأثيره على المرضى وتأثيره على اللقاحات.
لكن ما يثير القلق تجاه متحور أوميكرون هو أنه استطاع أن يغير الفيروس ليكون مختلفا جذريا عن الأصلى الذى ظهر فى ووهان، الصين، وهذا يعنى أن اللقاحات، التى صممت باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعالة، خاصة أن اللقاحات المستخدمة حاليا ليست مصممة بناء على خواص المتحور الجديد، لكن هذا لا يعنى أنها لن توفر أى درجة من الحماية، فما زالت فعالة فى تقليل حالات المرض الشديد مع متحورات أخرى من الفيروس.
وينصح الأطباء المواطنين بأخذ كافة جرعات اللقاح الموصى بها للحصول على أقصى حماية من الفيروس وما يظهر من متحورات، ومن المقرر أن يجرى العلماء تجارب كثيرة لمعرفة ما إذا كانت اللقاحات المستخدمة حاليا فعالة ضد المتحور الجديد، لكن ما زالت واقية.
حجر صحى
ومحليا أعلنت وزارة الصحة المصرية حالة الطوارئ فى الحجر الصحى بالمطارات والمنافذ البرية والبحرية بعد قرار اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا، بإيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب افريقيا، وليسوتو، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وناميبيا، واسواتينى سواء الرحلات المباشرة أو غير المباشرة (الترانزيت).
وأوضحت اللجنة انه سيتم اجراء اختبار فحص الحامض النووى السريع، وحال ظهور أى حالة ايجابية تمنع من صعود الطائرة التالية، ويعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها، أما حال سلبية الاختبار فيقوم بعمل حجر ذاتى منزلى لمدة ٧ ايام، ويتم عمل اختبار pcr فى نهاية مدة الحجر، كما تستمر متابعته لمدة سبعة ايام اخرى عن طريق فريق الحجر الصحى حتى نهاية المدة القصوى لفترة حضانة الفيروس.
تكليف وزارى
وفى سياق متصل، كلف الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم بأعمال وزير الصحة؛ اللجان العلمية والخبراء والباحثين بالوزارة والجامعات ومراكز الأبحاث المصرية بدراسة جميع البيانات الأولية المتعلقة بهذا التحور.
وأكد أن الوزارة على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية وانه مازال من المبكر جدا معرفة مدى قدرة هذا المتحور على التهرب من الاستجابات المناعية الناجمة عن اللقاحات وما إذا كانت شدة المرض الناتجة عنه أكثر أو أقل من المتغيرات الأخرى، الا أن الخبراء والباحثين فى اللجان العلمية بوزارة الصحة والجامعات ومراكز الأبحاث يقومون بإجراء جميع الأبحاث المتعلقة بهذا الشأن كما يقومون بدراسة قدرة هذا المتحور على الانتشار عالميا.
وأوضح أن هناك حالة من الذعر العالمى الشديد، بسبب المتحور الجديد لفيروس كورونا «أوميكرون»، مشيرًا الى أن اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا انتظرت انتهاء اجتماع منظمة الصحة العالمية، لتصدر قراراتها بتعليق الرحلات الجوية من وإلى جنوب أفريقيا و7 دول أخرى رُصدت حالات بها.
وكشف الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، تعقيبا عن أول إصابة لسيدة بليجيكة كانت قادمة من مصر قائلا إن اكتشاف اصابة السيدة كان بعد 11 يوما من وصولها لبلجيكا ومرت ترانزيت بدولة تركيا.
وأوضح لـ»الأخبار»، أنه فور وصولها بلجيكا اجريت لها مسحة pcr حسب القواعد المتبعة فى بلجيكا فور الوصول وكانت نتيجتها سلبية وبعد مرور 7 أيام من المسحة الأولى أجريت لها مسحة ثانية وجاءت نتيجتها سلبية أى انها غير مصابة بالفيروس وفى اليوم 11 ظهرت الاعراض واكتشفت اصابتها وبالتالى فمن المستبعد ان تكون قد اصيبت فى مصر والارجح اصابتها فى بلجيكا نفسها.
وأكد عبدالغفار أن منظمة الصحة العالمية أعلنت بعد اجتماعها انها ستستغرق عدة أسابيع لمعرفة تأثير وفاعلية اللقاحات على النسخة الجديدة المتحورة كما انه ليس لديها تعليق فى الوقت الحالى على قيود السفر التى تفرضها بعض السلطات على دول جنوب القارة الأفريقية المرتبطة بهذه السلالة المتحورة، وانه سوف يكون هناك اجتماع آخر للجنة الفنية التابعة للمنظمة لمناقشة ان كان هذا التحور يحتاج الى إجراءات خاصة ام لا يزال يحتاج الى مزيد من الأبحاث لدراسة التسلسل الجينى لهذا المتحور.
وأكد الدكتور محمد عبدالفتاح، رئيس الادارة المركزية للشئون الوقائية، ان التحرك الفورى للسلطات الصحية المصرية يدعو للفخر ففور معرفة الامر تم التدخل فوريا بعد تعليمات الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والقائم باعمال وزير الصحة بالتواصل بمنظمة الصحة العالمية لمعرفة اخر توصياتها بشان المتحور الجديد وعقب ذلك اتخذ قرار منع السفر لجنوب افريقيا و٦ دول اخرى ورفع حالة الطوارئ بالحجر الصحي.
واضاف ان التدخل كان سريعا فور رصد ما تم نشره من اصابة بلجيكية بالمتحور الجديد وكانت قادمة من مصر وعلى الفور تم التواصل مع السلطات البلجيكية من قبل اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية والتى اخطرت مصر بالمعلومات الرسمية وتاريخ رحلة السيدة وانها اجرت اختبارين pcr فى اليومين الاول والسابع من وصولها لبلجيكا وجاءت نتائجها سلبية أى غير مصابة بالفيروس واليوم الـ١١ شعرت باعراض وتم تأكيد اصابتها وبالتالى لم تصَب هذه السيدة فى مصر.
واوضح انه تم تصنيف ذلك المتحور من قبل المنظمة انه متحور مثير للقلق ويتميز بطفرات كثيرة ويحتاج الى فترة للدراسة والتعرف عل كافة خصائصه ولم تنته الدراسات الى تاثيره على اللقاحات. واشار الى ان هذا يدعو الى ضرورة الالتزام الكامل بالحصول على اللقاح والالتزام بآداب وضوابط الصحة العامة من تباعد اجتماعى والتهوية الجيدة وارتداء الكمامات.
عودة للإجراءات الاحترازية
واستمرارا لحالة الطوارئ عادت وزارة الصحة لتؤكد بعد ظهور المتحور الجديد أهمية تلقى اللقاحات والالتزام بتنفيذ تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، بما فيها ارتداء القناع الواقى «الكمامة»، والبعد البدنى، وغسل اليدين، الذى يمثل حائط الصد الأول فى الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا.
واستكمل متحدث الصحة أن الوزارة تتابع على مدار الساعة الوضع الوبائى فى مصر والعالم ، بشأن ما تم الإعلان عنه من ظهور متحور جديد من فيروس كورونا يحمل اسم «أوميكرون».
وأشار إلى أن الوزارة تقيم جميع الإجراءات والتدابير بشكل مستمر، بحسب تطورات الوضع الوبائى لفيروس كورونا فى العالم.
اللقاحات فعالة
وأكد أن اللقاحات ما زالت هى الأداة الرئيسية لمنع الحالات والوفيات الشديدة الناجمة عن الإصابة بـCOVID-19، مشيراً إلى أن الدولة تعمل بقوة على تطعيم عدد أكبر من المواطنين، مع إعطاء الأولوية للفئات المعرضة لخطر كبير.
وقال عبد الغفار إن مصر استطاعت فى وقت وجيز توفير جميع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، والتى شملت لقاحات سينوفاك، وسينوفارم، وأسترازينيكا، وسبوتنك، وجونسون آند جونسون، وفايزر، ومودرنا، وذلك ضمن خطة الدولة للتنوع والتوسع فى توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، حفاظاً على مكتسبات التصدى للجائحة، مطالبا المواطنين بالتسجيل على الموقع الإلكترونى للوزارة https://egcovac.mohp.gov.eg/#/registration لتلقى لقاحات فيروس كورونا.
مبادرات تصنيع
ورغم ذلك بادرت الشركات المصنعة للقاحات بالدخول على خط الأزمة حيث أعلنت العديد من الشركات المنتجة عن خطط لمواجهة المتحور الجديد.
وبدأت شركة نوفافاكس للأدوية العمل على تطوير لقاح كى يناسب متحور «أوميكرون». وقالت الشركة إنها تأمل فى أن يكون اللقاح الجديد جاهزا للاختبار والتصنيع فى غضون أسابيع.
وقالت شركة بيونتيك إنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضاد للوباء خلال مائة يوم، حال اكتشاف أن النسخة الجديدة من الفيروس يمكنها التغلب على المناعة التى يحدثها لقاحها الحالي.
وتجرى شركة أسترازينيكا دراسات فى بوتسوانا وإسواتيني، حيث ظهر المتحور الجديد هناك أيضا، وذلك لجمع البيانات من أرض الواقع حول مدى فاعلية لقاحها فى الحماية منه.
كما أعلنت شركة موديرنا أنها سوف تطور جرعة معززة من لقاحها لمقاومة المتحور الجديد.

إقرأ أيضاً|

جنوب أفريقيا تعلن تقاسم عينات من متحور «أوميكرون» مع بلدان أخرى