صحف ومواقع عالمية: المصريون يبهرون العالم من جديد

الرئيس عبد الفتاح السيسى يتوسط مجموعة من الأطفال خلال الاحتفال بافتتاح طريق الكباش بمدينة الأقصر
الرئيس عبد الفتاح السيسى يتوسط مجموعة من الأطفال خلال الاحتفال بافتتاح طريق الكباش بمدينة الأقصر

 كتبت : رشا صبيح| ايمان مصيلحى

طلت مصر مساء الخميس الماضى على العالم بأبهى طلة، حيث تابع الملايين حول العالم بنظرات الدهشة والإعجاب مشاهد حية لإعادة افتتاح طريق المواكب الملكية المعروف بـ«طريق الكباش» الذى جسد حضارة الفراعنة فى أبهى صورة.
رأى العالم مشاهد فريدة من معالم الحضارة المصرية القديمة، الأمر الذى عكس قيمة أم الدنيا و«قلب العالم» النابض بالحياة.. مشاهد من أرض التاريخ مدينة الاقصر الجميلة التى كانت فى أبهى صورها خلال احتفالية اعادة افتتاح طريق المواكب الملكية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وقرينته السيدة انتصار السيسي.
مشاهد تظهر مدى أصالة الدولة المصرية التى تستمد مستقبلها ومستقبل أبنائها.
قدمت مصر هدية للعالم بافتتاح طريق الكباش الذى يعد من أهم الأحداث التى تشهدها مصر فى القرن الـ«21» فى حفل كبير مبهر حضره عدد من الوزراء والسفراء العرب والأجانب وتضمن الحفل عرضا فنيا يحاكى بعضا من جانب احتفال المصريين القدماء بعيد «الأوبت» شارك فيه عدد من المطربين والفنانين الاستعراضيين.. «طريق الكباش» هو الطريق الملكى الذى كان يربط ما بين «معبد الاقصر» و«معبد الكرنك» ويبلغ طوله 2700 متر، وكان ملوك مصر القديمة يستخدمونه فى الاحتفالات والطقوس الدينية، ومن المتوقع أن يحول الطريق بعد افتتاحه رسمياً الأقصر إلى متحف مفتوح يضم المعالم الآثرية  والكنوز الفريدة على ضفتى النيل، مما يعد بزيادة التدفقات السياحية فى جنوب مصر، وبالتزامن مع الاحتفال سجلت فنادق الاقصر 100٪ حجوزات فى واقعة لم تحدث من 10 سنوات سابقة، مما يعكس مستقبل الوضع السياحى المنتظر لبلاد طيبة.
احتفت وسائل الإعلام الدولية بالاحتفال المهيب لإفتتاح طريق الكباش بمدينة الأقصر، والذى حظى باهتمام عالمى كبير يليق بعظمة وعراقة الحضارة المصرية الممتدة على مدى آلاف السنين.


واهتمت الصحف الروسية بالحدث، حيث وصفت الاحتفالية بالأسطورية المهيبة، مؤكدة أنها تليق بأقدم ممر تاريخى العالم. وقالت إن الفيلم التسجيلى الذى صاحب الاحتفالية أبرز التنوع الدينى الذى تتمتع به الأقصر، حيث سلط الضوء على المساجد والكنائس المتواجدة هناك.


وأشارت الصحف والمواقع الروسية الى انه نظراً لأهمية الحدث فقد حضره الرئيس عبدالفتاح السيسي، والسيدة قرينته، بالاضافة الى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، وكبار رجال الدولة.

كما أشارت الى أن الحفل الضخم قد تابعه نحو 200 من مراسلى وسائل الإعلام العالمية المعتمدين فى مصر، لنقل وقائعه الفريدة إلى العالم أجمع .
شبكة «ايه بى سى» الأمريكية وصفت حفل افتتاح المشروع بـ«الشديد الفخامة»، وبأنه تقليد ثقافى مختلف تمامًا لم يشهده العالم منذ عدة آلاف من السنين، مؤكدة فى نفس الوقت أنه جاء تتويجا لعقود من جهود التنقيب.

وسلطت صحيفة «بلومبرج» الضوء على الحفل قائلة: إن الألعاب النارية أضاءت سماء الليل مصحوبة بإيقاعات أوركسترالية مرتفعة فى مدينة الأقصر. وأعاد احتفال الخميس جزئيًا للأذهان إحياء احتفالات العصور القديمة، عندما تم استخدام الشارع خلال مهرجان الأوبت السنوى، وعرض المصريون تماثيل آمون وموت فى إعادة تمثيل رمزى لزواجهما، وتقول الصحيفة إن «المدينة المفقودة» التى يعود تاريخها إلى 3000 عام قد تصبح نعمة جديدة للسياحة فى مصر.


وأضافت أن الترميم يعد أحد المشاريع العديدة التى نفذتها الحكومة فى محاولة لاستعادة جحافل السياح الذين اعتادوا التدفق على كنوز البلاد القديمة قبل اضطرابات ما بعد الربيع العربى، ثم تسبب فيروس كورونا فى زيادة خسائرهم. 


وأشارت إلى أن الأقصر، المعروفة باسم «مدينة المائة بوابة» من بين أسماء أخرى فى العصور القديمة، تعتبر متحفًا فى الهواء الطلق بسبب ثرواتها الثقافية الواسعة.


وقالت شبكة «سى إن إن» الأمريكية أن مصر شهدت بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى حفلا ضخمًا بمناسبة افتتاح طريق الكباش التاريخى فى مدينة الأقصر، ووصفته بأنه «أكبر متحف مفتوح فى العالم» وأضافت الشبكة أن مصر تهدف من خلال فعالية «الأقصر.. طريق الكباش» إلى الترويج السياحى لمدينة الأقصر، وإبراز مقوماتها السياحيّة والأثريّة المتنوّعة.

 


 وأشارت إلى أن مشروع إعادة إحياء طريق الكباش يمتد على مسافة 2.7 كيلومترًا بمحاذاة نهر النيل، بدءًا من معبد الأقصر ووصولًا إلى مجمّع معبد الكرنك، وشهد الطريق قديماً احتفالات المصريّين القدماء بأحد أهم أعيادهم الدينية (عيد الأوبت). ويتكون الطريق من مسار يحيطه 1200 تمثال نحتت فى الحجر الرملى وتشكل هيكلًا واحدًا ويجسّد بعضها أبا الهول وكباشاً، وبدأت عملية ترميم معبد الأقصر وطريق الكباش فى عام 2005.


كما وصفت وكالة «أسوشيتد برس» طريق الكباش بأنه أحدث مشروع حكومى يتم تنفيذه من أجل تسليط الضوء على الكنوز الأثرية التى تتميز بها مصر . 
واشارت الوكالة إلى أعمال التطوير المكثفة التى قامت بها محافظة الأقصر، على مدار الأشهر القليلة الماضية، لرفع كفاءة البنية التحتية وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها. بالاضافة الى مشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر، وترميم قاعة الـ 14 عموداً بمعبد الأقصر، والانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بـ «طريق الكباش».


وترى هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» أن مصر تستهدف حاليا إنعاش قطاع السياحة الذى ما كاد يشهد تعافياً بعد عشر سنوات من الركود حتى تراجعت أرباحه فى ظل وباء كورونا. لذلك افتتحت يوم الخميس طريق الكباش الرابط بين معبدى الكرنك والأقصر فى أقصى جنوبى البلاد وأقامت حفلاً فنياً كبيراً لإلقاء الضوء على أهمية هذا الطريق التاريخي. واشارت الى وصف عالم المصريات زاهى حواس الحدث بأنه «أهم مشروع أثرى فى القرن الحادى والعشرين».


وتقول شبكة «ايه بى سي» الأمريكية إنه فى محاولة لإبهار السياح وجذبهم مرة أخرى، أقامت البلاد حفلًا فخمًا للاحتفال بافتتاح شارع أبو الهول، وهو طريق قديم يبلغ طوله 1.7 ميلا. 

 


وأضافت أنه بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى وقرينته فإن الحدث يهدف إلى إبراز مدينة الأقصر الغنية بالآثار التى كانت ذات يوم عاصمة لمصر، والتى كانت تسمى آنذاك طيبة، باعتبارها «أكبر متحف مفتوح فى العالم».


ووصفت الشبكة ماحدث بأنه بمثابة إجراء عملية تجميل للأقصر، حيث تمت أعادة تمهيد الطرق وتنظيف الشوارع وتزيين الجدران بالحروف الفرعونية الملونة. وبدا السكان سعداء لأن الأقصر حصلت على فرصة جديدة للحياة بعد أن تأثرت، مثل العديد من المواقع السياحية فى البلاد، بشدة من الوباء.


موقع «69 News» المعنى بالأخبار الثقافية والسياحية أشاد بالاحتفال الذى صاحب الافتتاح، مشيراً الى الأهمية التاريخية للممشى القديم - المعروف باسم شارع أبو الهول، والذى أُطلق عليه أيضًا طريق الكباش ومسار الآلهة، وقال إن الممشى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر الشهيرين فيما كانت تعرف بمدينة طيبة، والتى كانت عاصمة مصر فى العصور القديمة.. ويُعتقد أنه كان الطريق الذى سلكه الحجاج لزيارة المعابد وتكريم آلهتهم. 


موقع «ذا ناشيونال نيوز» أشار الى الاستعدادات الضخمة التى سبقت الحفل الأسطورى، مشيراً إلى أن المئات من سكان الأقصر كانوا يتدربون على العرض منذ شهور، واستمرت التدريبات حتى بعد منتصف ليل الأربعاء، مع رنين موسيقى الأوركسترا الصاخبة فى جميع أنحاء المدينة حيث قام مهندسو الصوت بإجراء فحوصاتهم النهائية.

 


وقال الموقع إن العرض كان هو الموضوع الأكثر رواجًا على Twitter يوم الخميس، حيث تابع عشرات الآلاف من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى الفعالية. كما أن الفنادق فى المدينة أعلنت أنها محجوزة بالكامل لأول مرة منذ سنوات.. وأضاف ان الموكب هو بمثابة إعادة افتتاح لشارع أبو الهول والمعابد بعد تجديدها، حيث من المتوقع أن ينشط العرض الكبير للآثار التاريخية فى مصر السياحة بعد، أن أدت جائحة فيروس كورونا إلى إغلاق السفر الدولى العام الماضي.


واختتم الموقع بقوله: إن الاحتفال لم يقل روعة عن الاحتفال بموكب المومياوات الملكية فى القاهرة الذى أقيم فى أبريل الماضى. 

أقرا ايضا | قطاع الأعمال ينعش السياحة بتطوير الفنادق التاريخية