حكايات| حمام الأقصر.. أجواء الحرم المكي في مسجد أبو الحجاج الأقصري

 حمام الأقصر.. أجواء الحرم المكي في مسجد أبو الحجاج الأقصري
حمام الأقصر.. أجواء الحرم المكي في مسجد أبو الحجاج الأقصري

كتب: أحمد زنط

 

الحمام فأل حسن وفيه خير كثير.. إن كان يطير نحوك أو يتجه إليك أو جالسا على صدرك أو كتفك أو يديك أو يكون موجودا في ضوء الشمس أو بجوارك فهو شيء طيب جدا يبشر بالخير والسعادة وكذلك الفرح والسرور وحسن الحال في قلب ساحة.

 

وفي ميدان مسجد العارف بالله أبو الحجاج الأقصري بمدينة الأقصر، ترى مشاهد الحمام التي تضاهي أعظم ميادين أوروبا؛ حيث يرى يوميا بساحة مسجد سيدي أبو الحجاج الأقصري سحر وجمال والسبب هو وقوف الحمام الأبيض المميز الذي يأسر قلوب الجميع.

 

وتتواجد أسراب من الحمام يوميًا وكأنك تعيش في أعظم ميادين أوروبا؛ حيث يعتبر المسجد  أيقونة العارفين والعاشقين ومجاذيب الديون الأطهار وأولياء الله الصالحين؛ إذ لا تنقطع احتفالات أهالي الأقصر ومحافظات الصعيد  للاحتفالات على مدار العام.

وتعددت روايات أسرار الحمام بحرم وساحة مسجد سيدي أبو الحجاج، فيقول أحد المريدين عن الحمام الأبيض: إنه جميل  الطلعة والشكل وأنهم ملائكة الرحمة يتعبدون بمحراب وساحة المسجد.

 

ويروي أنه بعد فترة تجمع الحمام بأعداد كبيرة في ساحة وميدان أبو الحجاج الأقصري؛ حيث يقول الشيخ سيد محمد عبدالدايم وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر إن تجمع أسباب الحمام في منظر جمالي على مدار اليوم إنما يرمز إلى طهارة ونقاء المكان والحمام يرمز إلى الأمن والطمأنينة والسلام لأن الحمام لا يعيش إلا في مكان طاهر نقي.

 

وأصبح الجميع من الأحبة وأهل الخير وأصحاب المحلات وعشاق ومريدي سيدي أبو الحجاج الأقصري يقومون يوميًا بجلب الغلة التي تجمع الحمام حول بعضه البعض في قلب الساحة بمشاهد كمثل مشاهد الحرم المكي في مكة المكرمة.

 

اقرأ أيضًا| "شمروخ" من نصاب عالمي لمؤذن متطوع.. "ربنا تاب عليّ"

 

ومع بزوغ الشمس وأول ضوء للنهار يخرج الحمام إلى المسجد ثم يعود لمكانه المبيت بها  في نهاية اليوم عقب صلاة المغرب وتنتشر أسراب الحمام بصورة كبيرة وكثافة شديدة بساحة مسجد أبو الحجاج.

 

يذكر أن مسجد أبو الحجاج الأقصري كانت ساحته في البداية حديقة وبعدها متنزه، وتم تطويرها في عدة مراحل فف عهد اللواء سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق تم عمل تطوير كبير له من رخام وسيراميك وتجميل محيط وساحة سيدي أبو الحجاج.

 

وتعود قصة الحمام إلى سنوات طويلة مضت أيام مولد العارف بالله الشيخ أبو الحجاج الأقصري،  حيث يقوم بعض الأحبة والمريدين والعاشقين بإحضار أعداد كبيرة من الحمام وإطلاقه بمنطقة مسجد أبو الحجاج الأقصري في يوم المولد والدورة الخاصة التي تقام والاحتفالات التي تخرج من المسجد وتجوب كافة شوارع الأقصر وتعود إليه من جديد.

 

 ويقول الشيخ منصور صقر المدير العام بأوقاف إسنا إن الحمام يرمز إلى السلام والمحبة ويطلق المصلحين وفي حالات المصالحات وإنهاء الخصومات الثأرية والنزاعات الإقليمية ويتم إرسال الحمام بانتهاء الحروب والخصومات وتجمع أسراب الحمام بمسجد سيدي أبو الحجاج.