وداعًا عاشق القرآن

محمد الهجرسى
محمد الهجرسى

هند النمر

عندما التحقت بجريدة الأخبار كان زملائى دائما يتحاكون عن ذكرياتهم فى قسم الحوادث، ولابد أن تسمع وسط الكلام عن محمد الهجرسى الصحفى الجهنمى، يحصل على أدق التفاصيل فى دقائق وآخرون تحدثوا عن مدى رشاقة قلمه وإبداعه فى سرد الحادثة وكأنها رواية سينمائية، وبعد مرور عامين انتقلت معه فى قسم شكاوى المواطنين وأصبحت أجلس امامه وجها لوجه وأتذكر حينها أنه كان قادما من العمرة وأحضر للزملاء مياه زمزم وأعطانى زجاجة وقال لى «انا عارف انك مسيحية ..

بس دى بركة ومياه مقدسه مالهاش علاقة بالدين»، ومرت أربع سنوات ونحن نتجالس يوميا علمت عنه أنه لا يهتم بالترقيات والصراعات وراء الحصول على منصب او مصدر فهو كان عاشقا للقرآن الكريم وتعمق فيه وأصبح يدرسه ، اه يا استاذ محمد على صوتك العذب وأنت تتلو القرآن، كروان يغرد، صوت يدخل القلب، كان دائما حريصا على نشر استغاثات المواطنين ويسعى لحل مشاكلهم ويفرح كثيرا عندما تأتى استجابة لمشكلة وهو يقول «يكفى الأجر والثواب».


آخر مرة تحدث معنا من فراش المرض طلب منا ان ندعو له بالشفاء وقال لنا «لو لسه ليا عمر هخرج من المستشفى على خير» وكأنك كنت على علم بالغيب، إلى اللقاء إلى أن نلتقى فى عالم أفضل.