«مجد طيبة» يعود إلى الأقصر.. ساعات ويرفع الستار عن احتفالية طريق الكباش

افتتاح طريق الكباش حدث كبير ينتظره العالم
افتتاح طريق الكباش حدث كبير ينتظره العالم

- مدبولي: المشروع يعكس قدرة مصر على إبهار العالم
- طلاء واجهات  2000 منزل وتنفيذ 8400 متر بردورات

أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء أهمية الاستعدادات الجارية على قدم وساق، لاحتفالية «الأقصر تعود من جديد»، وافتتاح طريق الكباش وشدد على استكمال التجهيزات والترتيبات لكي يظهر هذا الحدث العالمي الكبير على مستوى حدث نقل المومياوات الملكية، ليعكس من جديد عظمة هذا الوطن وقدرته على إبهار العالم بحضارته التى ستظل مثار فخر واعتزاز.


خلال ساعات يبدأ أضخم وأكبر كرنفال في تاريخ الأقصر الحديثة ويرفع الستار عن حلم طال انتظاره بإعادة الكشف عن طريق المواكب الكبرى أو طريق الإله أو طريق الكباش الذى ظل العالم ينتظر عودته إلى الظهور بعد طمسه لأكثر من ألفى عام والذى يعد أقدم أثر أقيم على أساس دينى وشارك معظم ملوك مصر القدماء فى إنشائه طوال 1500 عام ليحكى تاريخ أعظم حضارة عرفها الإنسان ويربط بين أكبر معابد مصر الفرعونية وهى مجموعة معابد الكرنك ومعبد الأقصر الذى يعد واحدا من أكمل واجمل المعابد الفرعونية ، الطريق يبلغ طوله 2700 متر وعرضه 36 مترا ويصطف على جانبيه يوم إنشائه 2300 تمثال على شكل أبو الهول ، يبلغ طول التمثال الواحد 5 أمتار وعرضه 135مترا وارتفاعه مترين و75سم ووزنه 5 أطنان.


الأقصر تعيش أزهى عصورها وهى تستعد للاحتفالية التى دعى إليها بعض من ملوك وأمراء ورؤساء من دول العالم المختلفة وأصبحت الأقصر التى تضعها القيادة السياسية نصب عينيها فى أبهى صورة بعد أن تحولت خلال الأسابيع الأخيرة إلى خلية نحل كل من فيها يعمل من أجل إنجاحها لتعيد إلى الأقصر شمسها الذهبى أو «مجد طيبة» التى منها نبعت الحضارة والثقافة والفنون فبدت المدينة وكأنها «عروس» فى ليلة زفافها كل مافيها ينبض بالسحر والجمال خاصة بعد انتهاء العمل بمشروع « الهوية البصرية « الذى تبناه المحافظ المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر..


«الأخبار» ترصد بالكلمة والصورة كل ما يدور فى الأقصر وماتم فيها من جهد لتكون قبلة للسائحين من كل أجناس الأرض فى ليلة عرسها التى لم يبق سوى ساعات على رفع الستار عنها.


البداية مع مشروع الهوية البصرية الذى تضمن توحيد واجهات المباني، وأشرعة المراكب، والبالون الطائر - المنطاد - وإضاءة المبانى التاريخية، والمعالم الأثرية فى المدينة باستخدام أحدث النظم العالمية المستخدمة فى إضاءة المدن والمناطق التاريخية، بجانب تطوير شارع مطار الأقصر الدولي، وكورنيش النيل، ورفع مستوى المرافق بكل المزارات والمعالم الأثرية والسياحية بالمدينة إضافة إلى أعمال الترميم لما تم اكتشافه من معالم طريق الكباش والتماثيل المقامة على جانبيه، وترميم وإظهار الألوان الأصلية لأعمدة وجدران ومعالم معبدى الأقصر والكرنك الأثريين.


وطريق الكباش يقول الأثرى الدكتور منصور بريك صاحب الجزء الأكبر من مشروع الكشف عنه أنه يمثل آيه من آيات الفن المصرى القديم واستغرق إنشاؤه 1500 عام ليكون دليلا على ابداع الفن والعمارة المصرية القديمة حيث تبارى ملوك وأمراء مصر القديمة على المشاركة فى إنشائه تقربا للألهة ، واستخدموه فى الاحتفالات وأطلقوا عليه طريق المواكب أو الاحتفالات حيث كانوا يحتفلون فيها بأعياد مصر القديمة خاصة عيد «الأوبيت»


1949  البداية


ويضيف د بريك أن بداية العمل الرسمى فى المشروع كانت عام 2004 بتكلفة مبدئية تم تقديرها بــ 240 مليون جنيه وبلغ ماتم صرفه على المشروع 579 مليون جنيه ، وتوقف العمل بالمشروع عقب ثورة يناير واستؤنف العمل فى سبتمبر 2016 بعد إصرار القيادة السياسية على تنفيذه لما يمكن أن يضيفه من أهمية لمصر والمصريين إلى جانب أن العالم كله ينتظر افتتاحه ، وإن كان قد سبق ذلك المشروع خطوات حثيثة قام بها الأثارى زكريا غنيم فى عام 1949م الذى كان أول من اكتشف الطريق عندما كان يقوم بالتنظيف أمام معبد الأقصر وكشف أول 8 من تماثيل لأبو الهول والتى كانت أول بداية لطريق المواكب الكبرى ثم تبعه بعد ذلك الدكتور محمد عبد القادر فى الفترة من ( 1958-1960م ) بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر عندما أمر بتنظيف معبد الأقصر وإزالة التعديات التى كانت تحيط به فقام محمد عبد القادر بالكشف عن 14تمثالًا سبعة على كل اتجاه أمام معبد الأقصر وهى كانت بداية للكشف عن طريق ابو الهول.. ثم بعد ذلك اكمل الكشف من بعده الدكتور محمود عبد الرازق فى الفترة من 1961- 1964م حيث استكمل العمل من أمام معبد الأقصر حتى قسم شرطة الأقصر القديم وجامع المقشقش و كشف عن 64 تمثالًا على جانبى الطريق وكشف عن بقايا مدينة رومانية تمتد الى الشرق والغرب من طريق الكباش حتى قصرى يس اندراوس وبعده قام الدكتور محمد الصغير رئيس قطاع الأثار المصرية الأسبق وقت توليه منصب مدير أثار مصر العليا باكتشاف عدد كبير من التماثيل بالقرب من بوابة معابد الكرنك الجنوبية


ويقول الآثارى الدكتور منصور بريك مدير عام آثار مصر العليا السابق الذى شهد بداية المشروع الجديد أن الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق كان له فضل كبير فى نجاح المشروع بعد ان رصد كل إمكانات المحافظة والمجتمع الدولى إحياء تلك الفكرة .


لاسكو والتانيرا


ويضيف الآثرى الدكتور منصور بريك أن إعادة كشف طريق الكباش كان له اهمية كبرى عند كل محبى وعشاق الآثار فى العالم كله وان كان كل مايهمنا هو الوقوف ماتبقى من الطريق الذى كنا على يقين أن مساره موجود فى باطن الأرض حتى لو تكسرت بعض التماثيل فالأثر موجود وأهميته بالغة والكشف عنه ضرورة قومية رغم انتقادات البعض وقتها وضربنا يومها مثل بـ ـ «كهف لاسكو» فى فرنسا والذى يحوى على بعض التصاوير الخاصة بانسان ما قبل التاريخ وحفاظا عليه من أعداد الزائرين الهائلة التى تدفقت على زيارته بشدة فقامت فرنسا بعمل نسخة منه اطلقوا عليها ( لاسكو 2) فأغلقوا الكهف الأصلى عن الزيارة حتى يتمكن الزائر من زيارة النموذج دون التأثير على الأصل !! ..

وما حدث لكهف لاسكو بفرنسا تكرر فى اسبانيا وبالتحديد فى كهف التانيرا حيث تم عمل نسخة اخرى منه لتكون مزارا للسياح للمحافظة على الكهف الأصلى.


البنية التحتية


ولم يتوقف الأمر عند المشروع الأصلى وهو إعادة كشف طريق الكباش بل كان خطة التطوير تسير جنبا إلى جنب تطوير البنية التحتية وتطوير الخدمات بتوجيهات فخامة الرئيس السيسى كما يقول المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصربدأت بتنفيذ خطة لتجديد الهوية البصرية لطريق الكباش ضمن رؤية فنية تستهدف إضفاء هوية موحدة لمدينة الأقصر بكاملها، باعتبارها مدينة سياحية ومقصدا سياحيا بارزا، مع تنفيذ أعمال الإنارة على جانبى الطريق بما يتيح الزيارة ليلاً، إلى جانب استكمال أعمال الرصف والتشجير حتى نهاية طريق الكباش.


ويضيف المحافظ المستشار مصطفى ألهم أن محافظة الأقصر إنتهت من طلاء واجهات ما يقرب من 2000 منزل بالمناطق المستهدفة داخل مدينة الأقصر، وذلك استعداداً للاحتفالية المرتقبة ، كما تم 8400 متر طولى أعمال بردورات وتنفيذ 35000 أعمال انترلوك ، وتنفيذ كل أعمال الرصف التى تشمل 16 كم بطريق المطار (طريق مزدوج) ، و1 كم طريق مدخل المعبد وطريق السيد يوسف وطريق الكباش الغربى من كوبرى المطار حتى كوبرى المطحن والتى إنتهت بنهاية جميع أعمال المرافق.


الوجه الحضارى


وأضاف أن ذلك يتم فى إطار توجه الدولة لاستعادة الوجه الحضارى لمدينة الأقصر ورفع كفاءتها وتطويرها بصورة كاملة، لتظهر بالصورة التى تليق بها أمام السائحين الزائرين من كل دول العالم، واستمرارا لمشروعات التطوير السابقة التى شملت مشروع الكورنيش العلوى والسفلى وتطوير 4 ميادين رئيسية وحديقة الطفل وتطوير ساحة سيدى أبو الحجاج وشارع السوق السياحي، ومشروع إنشاء مرسى سياحى جديد ومرسى معدية الأهالى وضم عدد 2 عبارة نهرية جديدة ومشروع إعادة إنارة جبل القرنة بالبر الغربي، وغيرها من مشروعات التطوير الأخرى.


كوبرى زجاجى


وذكر المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر تفاصيل إقامة أول كوبرى زجاجى على الضفة الشرقية لنهر النيل أمام معبد الأقصر والانتهاء من عملية إحياء طريق الكباش العالم وأوضح أن الكوبرى الزجاجى سوف يقوم بمهمة حماية بقايا المرسى الأثرى للمعبد، مشيرا إلى أنه يتم العمل على قدم وساق لوضع كل اللمسات النهائية لاحتفالية افتتاح مشروع «إحياء طريق الكباش الفرعونى العالمى، وتم الانتهاء من أعمال تنظيف وترميم المرسى الأثرى أمام معبد الأقصر وإعادة تركيب الأحجار المتساقطة منه، والذى كانت ترسو به مراكب الاحتفال بعيد الأوبت المصرى القديم مضيفا أن احتفالية افتتاح طريق الكباش سوف تكون احتفالية عالمية و أنه بعد إنشاء الكوبرى الزجاجى الجديد على المرسى الآثرى بكورنيش النيل، سوف يستطيع المارة على الكوبرى الزجاجى الاستمتاع بمشاهدة المرسى الأثري، موضحاً أن الرؤية الفنية للاحتفالية تضم بجانب الهوية البصرية الديكورات والعناصر الفنية والمواد الدعائية التى ستستخدم لتزيين الشوارع والميادين والأسواق بالأقصر، وكذلك تصميمات الملابس والأزياء التى يرتديها المشاركون فى الاحتفالية والموسيقى المصاحبة لها.. ووجه المحافظ الشكر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة الطرق والجهاز المركزى للتعمير ممثلا فى اللواء محمود نصار رئيس الجهاز، والمهندس حسنى منصور رئيس فرع الجهاز بالبحر الأحمر على سرعة تنفيذ كل المشروعات الجارية وطبقا للمواصفات القياسية.
مستقبل زاهر


الآن وبعد أن تم الإنتهاء من المشروع الحلم وهو إعادة كشف طريق المواكب الكبرى أو «طريق الكباش» سألت الخبير السياحى محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر إلى العالم كله كيف يمكن أن يسهم المشروع إعادة إنعاش الحركة السياحية


فأجابنى بقوله بالتأكيد بدون مبالغة أن إعادة الكشف عن الطريق الملكى الذى يسمى بطريق المواكب الكبرى ويشتهر عند العامة بـ «طريق الكباش» اهمية لا تقل بأى حال من الأحوال فى دعم السياحة الثقافية من إنشاء المتحف الكبير أو اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ امون ، فالطريق يمثل أهمية بالغة لامثيل لها وشاهد على عبقرية قدماء المصريين.

اقرأ أيضاً| الحكومة: تطعيم 876.5 الف مواطن بلقاح كورونا في مراكز التطعيم المتنقلة