يا تري فين اليمنية توكل كرمان الحائزة علي جائزة نوبل للسلام.. لم نسمع صوتها.. ولم نشاهدها تحمل السلاح لعودة الشرعية مثلما كانت تريد ذلك في مصر يا خسارة العالم العربي يتآكل.. يتم تقسيمه إلي دويلات صغيرة كل حسب معتقداته أو مذهبه أو حتي انتمائه العرقي.. فبعد اتفاقية سايكس / بيكو أوائل القرن الماضي وتفتيت الدول العربية.. إلي دول جديدة.. فتم تقسيم الشام والمغرب العربي وتم وضع »‬خازوق» في كل دولة حتي لا تستطيع النهوض أو التقدم.. وإذا حاولت هذه الدول الخروج عن الخط المرسوم.. يتم إشعال فتنة أو مشكلة معينة ليبقي الوضع كما هو.. وتتخلف عن ركب التقدم. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتقسيمه إلي عدة دول اختفت سياسة القطبين وسيطرت أمريكا علي العالم وبدأت بسط نفوذها.. واتخذت من الحروب الأهلية فرصة لإعادة التقسيم مرة أخري. ولننظر إلي العراق تم استنزاف قدراته وتقسيمه إلي دويلات.. هذه للسنة والثانية للشيعة والثالثة للأكراد.. وانتهي إلي الأبد. وجاء الدور علي سوريا.. فتم إشعال حرب أهلية بين الأسد وشعبه.. وأصبح نصف السكان مشردين والأسد قابع علي الكرسي.. لا يهمه شعبه بل يهمه الحكم. ثم انهيار ليبيا.. وإعدام القذافي وأفراد أسرته وسيطرت الميليشيات علي البلاد وأصبحت أقرب إلي التقسيم لدويلات. ومن قبل كل هذا السودان الذي تم تقسيمه بالفعل إلي دولتين.. حسب الدين ومازال أقليم دارفور يحاول. وجاء الدور علي اليمن »‬السعيد سابقا» »‬التعيس» حاليا.. ففي بداية الثمانينيات من القرن الماضي بدأت الانقلابات العسكرية.. فبعد تنحي عبدالرحمن الإرياني تم اغتيال إبراهيم الحمدي في ظروف غامضة تلاه ايضا اغتيال أحمد الغشمي وحرب 1986 ومقتل عبدالفتاح إسماعيل ثم الحرب بين شمال اليمن وجنوبه.. كلها عوامل ساعدت علي اضعاف اليمن السعيد وبدأت موجة احتجاجات علي البطالة وغلاء الأسعار ومحاولة تمرير بعض التعديلات الدستورية التي كانت تسمح بنجل علي عبدالله صالح علي خلافته في الحكم.. وانتهت الاحتجاجات بتنازل علي عبدالله عن الحكم لصالح نائبه عبدربه منصور هادي.. ووفرت المبادرة الخليجية حصانة لعلي عبدالله صالح واسرته من الملاحقة القانونية.. وتولي جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة مهمة الأشراف علي الفترة الانتقالية.. وعلي سير أعمال مؤتمر الحوار الوطني ولكن فشل الحوار.. وفجأة سيطرت جماعة الحوثيين الشيعية علي صنعاء بمساعدة علي عبدالله صالح وتقدمت نحو عدن.. وهنا تدخلت السعودية بمساندة دول الخليج ومصر وقادت عملية الحزم في محاولة لإعادة الرئيس الشرعي علي منصور هادي.. وتحولت البلاد إلي حالة من الحرب الأهلية مازالت رحاها تدور حتي الآن.. وانقسمت البلاد إلي معسكرين الأول بقيادة عبدربه منصور هادي والثاني بقيادة جماعة الحوثيين وعلي عبدالله صالح.. وهكذا أصبح اليمن السعيد سابقا في طريقه إلي الزوال. إيران تراها فرصة للانقضاض علي دول الخليج وفرض المذهب الشيعي من خلال جماعة الحوثيين.. وعلي عبدالله صالح يراها فرصة للعودة مرة أخري للحكم وكأنه لا يكفيه 33 سنة حكما وثروة تبلغ 60 مليار دولار.. ومازالت البلاد تعيش حالة حرب في كل مكان والتقسيم هو الأقرب مثلما حدث في سوريا والعراق وليبيا. • الختام: يا تري فين اليمنية توكل كرمان الحائزة علي جائزة نوبل للسلام.. لم نسمع صوتها.. ولم نشاهدها تحمل السلاح لعودة الشرعية مثلما كانت تريد ذلك في مصر.. وزعيم الحوثيين هل هو حسن نصر الله اليمني مع اختلاف اللون.