خبير آثار: تطوير متحف دير سانت كاترين ضمن مشروع التجلي الأعظم

تطوير متحف دير سانت كاترين ضمن مشروع التجلى الأعظم 
تطوير متحف دير سانت كاترين ضمن مشروع التجلى الأعظم 

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن تطوير متحف دير سانت كاترين وربطه بنظام إطفاء تلقائى وتحذير ضد الحريق الذى يضم كل معالم الدير وتنسيق قاعاته وعمل أغلفة تحافظ على مخطوطاته ومتابعة الصيانة الدائمة للأيقونات واستكمال أعمال تسجيل مقتنيات وأيقونات دير سانت كاترين وقد أنجزت اللجنة المشكّلة لذلك والذى يترأسها الدكتور عبد الرحيم ريحان مؤخرًا تسجيل 43 أيقونة من أيقونات الدير الهامة والذى يتم وضعها بالتبادل من وقت لآخر ضمن معروضات المتحف.

 

ويشير الدكتور ريحان إلى أن تجربة إنشاء المتحف داخل الدير هى تجربة رائدة لإنشاء معارض ذاتية  داخل أديرة بإحياء متحف قديم لعرض مقتنياته الأثرية حيث استغل رهبان دير سانت كاترين موقع تاريخى بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالى الشرقى وهو برج القديس جورج  ليكون معرضًا دائمًا لمقتنيات وأيقونات الدير يطلق عليه متحف الدير منذ عام 2001 وقد حرص د.مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والوفد الرفيع المرافق له على زيارة المتحف حين زيارته للدير.

 

ويوضح الدكتور ريحان أن المعرض يضم عدة نسخ من صورة العهدة النبوية المعتمدة وهو العهد الذى يؤمّن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسيحيين على أموالهم وأنفسهم ومقدساتهم وممتلكاتهم كما يحوى أشهر مخطوطات الدير والتحف الفنية المختلفة المهداة للدير عبر العصور من تحف معدنية وخشبية رائعة ويقع المتحف فى أجمل موقع بالدير بالوادى المقدس مواجهًا لكنيسة التجلى الكنيسة الرئيسية بالدير وشجرة العليقة الملتهبة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى داخل الدير لتتعانق الأديان فى بقعة واحدة لا مثيل لها فى العالم.

 

ولفت الدكتور ريحان إلى أن مقتنيات المتحف تضم مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم "كودكس سيناتيكوس، وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها "أسبيوس" أسقف قيصرية عام 331 تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها الإمبراطور "جستنيان" إلى "دير طور سيناء" عند بنائه للدير عام 560 م، الذى تحول اسمه إلى "دير سانت كاترين" بعد العثور على رفات "القديسة كاترين" على أحد جبال سيناء، الذى عرف باسمها، هذا المخطوط اكتشف فى الدير بواسطة "تشيندروف" (روسى الجنسية، وفى بعض المراجع ألمانى الجنسية) عند زيارته للدير أعوام 1844، 1853، 1859، والجزء الأكبر من الوثيقة حصل عليه "تشيندروف" فى رحلته الأخيرة عام 1859، وهى التى قدمها إلى الإسكندر الثانى قيصر روسيا، وحفظت بمدينة "سان بطرسبورج بأمر القيصر الروسى، وفى عام 1933 باعتها الحكومة الروسية للمتحف البريطانى بمبلغ مائة ألف جنيه إسترلينى، جاء "تشيندروف" إلى دير سانت كاترين وطلب أن يستعير هذا المخطوط السينائى من الدير لحساب إمبراطور روسيا على أن يعيدها، إلا أنه لم يعد منها شيئًا للدير، وفى عام 1933 اشتراها المتحف البريطانى ولا تزال معروضة به حتى يومنا هذا، وقد تقدم الدكتور عبد الرحيم ريحان بمذكرة علمية تفصيلية إلى المجلس الأعلى للآثار عام 2012، مطالبًا بعودة مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكسسيناتيكوس) الموجود حاليًا فى المتحف البريطانى وجزء منه بمكتبة جامعة ليبزج بألمانيا.

ولمصر حق في عودة هذا المخطوط، حيث يوجد بمتحف دير سانت كاترين حاليًا خطاب تعهد من "قسطنطين تشيندروف" بإعادة هذا المخطوط السينائى إلى دير طور سيناء بتاريخ 16، 28 سبتمبر 1859م، ومعروض بقاعة العرض المتحفى داخل الدير، وكذلك قرار مجمع آباء دير طور سيناء المقدس بتاريخ 16، 28 سبتمبر 1859م، بشأن الإعارة المؤقتة للمخطوط السينائى. ومن حق مصر المطالبة بعودته باعتباره مخطوطًا خاضعًا للقانون رقم 8 لسنة 2009.

 

وتابع الدكتور ريحان أن المتحف يضم عدة قاعات، منها قاعات للأيقونات وذخائر ومخطوطات الدير والملابس الكهنوتية، ومن أشهر أيقونات الدير أيقونة السيدة العذراء تحمل السيد المسيح القرن 6م، أيقونة البانتوكراتور "ضابط الكل" القرن 6م، أيقونة القديس بطرس القرن 6م، أيقونة الميلاد القرن 8م، أيقونة النبى موسى "خلع نعليه أمام العليقة المقدسة" القرن13 م، أيقونة النبى موسى يتسلم الألواح القرن 13م، أيقونة البشارة القرن 13م، أيقونة سلم الفضائل من مخطوط يوحنا السلمى القرن 13م، ويضم قاعات للمخطوطات تضم الإنجيل السريانى القرن 4م، قانون الرهبان بالسريانية مكتوب على رق غزال ينظم حياة الرهبنة القرن 11م، إنجيل يوحنا باللغة العربية مكتشف حديثًا يعود إلى القرن 11م، مخطوط كوزماس الملاح القرن 12، 13م، مخطوط سفر أيوب، زمبيل من العصور الوسطى، وقاعة للتحف المعدنية من مقتنياتها مجموعة من الأوانى المقدسة تشمل 17 إناء منها 2 كأس مناولة، 1 مبخرة، 2 صندوق لحفظ رفات القديسين، 3 قلادات، صليب المباركة، 1 قنديل، 2 تيجان للرهبان، حاملا لأرغفة "القربانة"، حافظة ذخائر خاصة بالقديسة كاترين.

اقرأ أيضا | وزير البترول : نستهدف توصيل الغاز لـ 4 مليون وحدة ضمن "حياة كريمة"