نار الغضب من قيود كورونا تحرق أوروبا

الشغب يجتاح هولندا وبلجيكا .. وألمانيا تسابق الزمن

جانب من  الاحتجاجات ضد قيود كورونا فى بروكسل       «صورة من أ. ف . ب»
جانب من الاحتجاجات ضد قيود كورونا فى بروكسل «صورة من أ. ف . ب»

عواصم ــــــ وكالات الأنباء :
فى الوقت الذى يستعد فيه العالم لاستقبال أعياد الميلاد، عادت أوروبا لتصبح مرة أخرى بؤرة تفشى فيروس كورونا، بعد ارتفاع عدد الاصابات، وسط غضب وأعمال شغب جراء فرض قيود وتدابير احترازية جديدة.
ففى النمسا، دخل إغلاق عام حيز التنفيذ فى الساعات الأولى من صباح أمس، وذلك أمام ارتفاع عدد الاصابات إلى مستويات غير مسبوقة.  وساد الصمت فى سائر  أنحاء البلاد حتى العاصمة فيينا التى أُغلقت فيها المتاجر والمطاعم وأسواق الميلاد والحفلات الموسيقية ومراكز التجميل باستثناء المدارس. وتعد النمسا أول دولة أوروبية، تعاود فرض الحجر لصحى على سكانها بالكامل منذ تم توفير اللقاحات على نطاق واسع. ويستمر الإغلاق فى النمسا حتى 13 ديسمبر المقبل، وسوف يصبح تطعيم السكان البالغين إلزامياً اعتباراً من الأول من فبراير 2022. وأدت القيود الجديدة فى النمسا إلى اندلاع احتجاجات تلبية لدعوة أطلقها حزب اليمين المتطرف. وحذر وزير الداخلية كارل نهامر من أنه إلى جانب «المواطنين القلقين» يوجد آخرون «يتطرفون».  ورغم الإغلاق، شهدت مدينة لينز فى شمال البلاد، مسيرة ضمت آلاف المتظاهرين أمس.
وفى هولندا، استمرت الاضطرابات لليلة الثالثة على التوالي. وأطلق المتظاهرون الألعاب النارية وألحقوا أضراراً جسيمة فى مدينة إنشيده بالقرب من الحدود الألمانية، و كذلك فى جرونينجن وليوفاردن فى الشمال وتيلبورج فى الجنوب. وندد رئيس الوزراء الهولندى مارك روتى بهذه الاضطرابات ووصفها بأنها «عنف محض» ينفّذه «حمقى»، وتعهّد بملاحقة المسئولين عنها قضائيا. وقال روتى لوسائل إعلام هولندية إن أعمال الشغب التى شهدتها مدن عدة فى أنحاء البلاد ليست إلا «عنف تحت ستار الاحتجاج». وأضاف بأنه سيدافع على الدوام عن الحق فى الاحتجاج لكن «لن أقبل بتاتا بأن يستخدم الحمقى العنف».
وأعلنت الشرطة الهولندية اعتقال 145 شخصا على مدى 3 أيام  من أعمال الشغب خلال الاحتجاجات ضد قيود كورونا. وأثارت الحكومة الغضب مع فرض إغلاق جزئى يتضمن سلسلة من تدابير تُلزم بالمطاعم بإغلاق أبوابها عند الثامنة مساءً.  كما تعتزم هولندا منع الأشخاص غير الملقحين من دخول أماكن معينة للحد من انتقال العدوى. وفى بلجيكا، اندلعت مواجهات مع الشرطة فى العاصمة بروكسل التى شهدت احتجاجات ضمت نحو 35 ألف متظاهر. وأعلنت السلطات تعميم ارتداء الكمامة كما تعتزم جعل العمل عن بُعد إلزاميًا للوظائف التى تسمح بذلك من أجل وقف انتشار الوباء. وفى جوادلوب إحدى الجزيرتين الرئيسيتين فى جزر الأنتيل الفرنسية، تحولت مظاهرات معارضى الشهادة الصحية والتطعيم الإجبارى للعاملين فى مجال الرعاية الصحية إلى أزمة ضخمة. ووصلت تعزيزات من الشرطة بعد أعمال العنف تخللتها أعمال نهب وحرق. وفى ألمانيا، حذّر وزير الصحة، ينس سبان، من أن معظم السكان سيكونون إما «تلقوا اللقاحات أو تعافوا أو توفوا» جرّاء الإصابة بـ»كوفيد -19» فى غضون بضعة أشهر، وذلك فى إطار دعوته للإقبال على اللقاحات. وقال الوزير: «على الأرجح بحلول نهاية الشتاء الحالي.. سيكون الجميع إما تلقّحوا أو تعافوا أو توفوا» جرّاء انتشار سلالة دلتا «المعدية بدرجة كبيرة». وأضاف: «لذلك نوصى بشكل عاجل بتلقى اللقاح». ويأتى التحذير فى وقت تسابق ألمانيا الزمن لاحتواء الارتفاع القياسى فى عدد إصابات كورونا فى الأسابيع الأخيرة، ودقّت المستشفيات ناقوس الخطر بسبب الضغط الذى تعانى منه وحدات العناية المركّزة. وسجلت ألمانيا أمس 30643 إصابة جديدة ، ليصل إجمالى عدد الإصابات إلى أكثر من 5٫3 مليون. وتوفى نحو 100 ألف شخص حتى الآن.  وكانت برلين قد أعلنت الأسبوع الماضى عن قيود مشددة لاحتواء موجة وبائية رابعة تجتاح البلاد. وسيحظر بموجبها على غير الملقّحين دخول الأماكن العامة مثل صالات السينما والرياضة والمساحات الداخلية ضمن المطاعم.   وفى المقابل، أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آرديرن، أمس، أن بلادها سترفع الإغلاق الذى دام لأكثر من ثلاثة أشهر  فى أوكلاند أكبر مدن البلاد فى مطلع ديسمبر المقبل، وذلك  باعتماد استراتيجية جديدة لاحتواء تفشى سلالة «دلتا». وقالت آرديرن للصحفيين «الحقيقة المرة هى أن دلتا موجودة ولن تختفي».

إقرأ أيضاً|ميركل: موجة كورونا الحالية «أسوأ من أي شيء رأيناه»