الخروج عن الصمت

إدراك الجمال

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

من نعم الله الجميلة علينا أن تتذوق حواسنا كل جميل وتنفر من كل قبيح. فتجد العين تنبهر بالجمال الطبيعى وترسل الإشارات الى المخ لينبه باقى الحواس حتى تستعد لاستقبال الجمال فيشعر الإنسان بالسعادة. وهذا ليس معناه أن فاقدى البصر لا يشعرون بالجمال بل أعطاهم الله نعمة للشعور به.


فمنذ أيام انتهت فعاليات مهرجان الموسيقى العربية ومن يدرك تلك المعانى الجميلة تجده يتابعها بشغف ليعش معها اياما يشعر فيها بالسعادة وهو يستحضر الماضى بجماله حيث كانت الكلمات لها معانٍ والموسيقى تطرب الآذان والأصوات العذبة تحلق بك فى عنان السماء ولكى تخلدها تجد نفسك تدون تلك الأسماء.. شاعر الكلمات وملحنها وموزعها وقيادة الأوركسترا فلم تكن تلك الحالة فى الغناء فقط بل كانت تنتابك فى السينما كما الغناء، فأنت تدون اسم الفيلم بابطاله.. وللتخليد اسم كاتب القصة وصاحب السيناريو والحوار ومخرج هذا العمل الذى أصبح علامة فى ذاكرة السينما.. وقس على ذلك دقات المسرح التى تعكس الرؤية الحقيقية لحال الشعوب وباقى الفنون الجميلة التى كان لها روادها.
فهل فعلا مات الإحساس والتذوق بكل جميل لدينا وأصبح المزاج العام  يلهث وراء كل شاذ حتى يواكب العصر؟ اقولها بكل قوة: لا.. بدليل اننى ذكرت ان هناك منا من كان يتابع مهرجان الموسيقى العربية بالحضور او المتابعة من خلال القنوات وليس هذا فقط فاصحاب الذوق الجميل يحتفلون بميلاد جارة القمر فيروز لبنان التى طالما امتعتنا جميعا.
لذلك اقول ان هناك شيئا متعمدا من بعض أصحاب رءوس الأموال لإفساد الذوق العام وطمس كل جميل فتراهم يصطحبون معهم فى حفلاتهم صخب الموسيقى مع أصوات تشبه تلك الصخب ولم يقتصروا على ذلك بل تطرقوا للسينما فأفسدوها وعاش معهم الشعب حالة العرى الثقافى والجسدي.


وعندما يحاول بعض القائمين على تلك الفنون محاولة إصلاح مسار الذوق العام تجد أصحاب رءوس الأموال يتصدون لهم عبر بعض المنصات الاعلامية بحجة أن هذا ذوق ولك أن تقبله او ترفضه دون وصايا عليك.
فإذا كان المال نعمة أعطاها الله لك، فحاول جاهدا ألا تجعله نقمة يبتلى بها الجميع.