مؤسس مدرسة «الجن»: فخور بتجربتي في «أمير الشعراء»

السيد خلف
السيد خلف

منذ كان الطالب المثالى فى جامعة القاهرة وهو يحلم بتأسيس مدرسة شعرية جديدة، حتى واتته الفرصة لتأسيس مدرسة الجن مع بعض أصدقائه الشعراء والنقاد؛ إنه الشاعر السيد خلف (أبو ديوان)، وهو من مواليد الدقهلية فى 17 مايو 1982م، ويعمل محاضرا ومدربا بمعهد الإذاعة والتليفزيون، ومدرسا بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، حصل على درجة الماجستير فى «صورة مصر الحضارية فى كتب الرحالة المسلمين من القرن الخامس حتى الثامن الهجريين» بتقدير ممتاز، وعلى درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى فى «عادات الموت فى مصر منذ بداية العصر الفاطمى حتى نهاية العصر المملوكي- دراسة تاريخية حضارية».. ودار هذا الحوار معه:

▪ ما أهمية القصيدة التي تبدعها.. وهل تحمل اهتمامك بالثقافة الموسوعية؟

- لا يمكن أن نتصور العالم بغير الفنون، وفى القلب منها الشعر.. فن العربية الأول، وربما كان أول الفنون فى كل حضارة تقدر الجمال، وترعى تناغم الحس وتجاوب السحر، وحاجات النفس البشرية، ففن الشعر واحة الظل وعين الماء والجزيرة الوحيدة فى صحراء قاحلة أو فى هذا العالم الموحش، والقصيدة الملاذ الآمن والحصن الأخير والبرج الشاهق، هى متنفس الشاعر حين تستبد به العواصف والمحن، هى صورته، ومرآته، وصاحبته التى تؤويه، سيما مع شاعر، ناقد، مفكر، وصاحب بعض النظريات، فلى أكثر من عشرين كتابا تأليفا وتقديما ودراسة، وأربعة دواوين مطبوعة: (كلمات آخر رجل عربي- أعراف- كلام الجن- مارد وادى عبقر) ومثلها تحت الطبع، ومسرحية شعرية عنوانها: (سيناء وكربلاء)، وعشرات البحوث والمقالات.


▪ لن نناقش معك سبب تسمية مدرسة الجن.. لكن هل تتصور أن المدارس السابقة تركت لها ما تتفوق به عليها؟

- ولدت مدرسة الجن من رحم مآخذى على المدارس السابقة التى اهتمت بجانب ما على حساب جوانب أخرى، فوجدت الإحيائيين (البارودى وشوقى وحافظ) يميلون إلى الزخرفة والمعارضات والتقليد، على حين مال الرومانسيون (خليل مطران وميخائيل نعيمة وجماعة أبوللو وشعراء المهجر) إلى الذاتية والمعنى والوجدان، وغلَّب الأستاذ العقاد ورفاقه من الديوانيين الذهنية وسلب الآخر كل فضيلة، واتجه الواقعيون (باكثير ونازك والسياب والبياتى وعبد الصبور وحجازي) إلى مجاراة روح العصر والتحرر شيئا فشيئا من القيود الشكلية، مع الإغراق فى الغموض، وضياع رسالة الفن بين لفظ معجمى أو ذاتية مغرقة أو ذهنية موغلة، أو ابتذال سافر فى قوالب مكرورة على حروف بعينها دون تجديد حقيقى مرجو من رواد شغلهم النيل من السابقين عن خدمة مشروعهم التجديدى، والبحث عن طرق تقربه إلى المتلقين أو ترقى بالجماهير ليصلوا إلى نصوصهم.


▪ وماذا عن أهم مشاركاتك فى المسابقات والجوائز العربية؟ وما أقرب هذه المشاركات إلى نفسك؟

- فزت بجائزة المهرجان الدولى التاسع لمسابقة القلم الحر للإبداع العربى 2019م، وحزت المركز الأول فى المسابقة الدولية لمؤسسة هبة بندارى للتنمية سنة 2020م، فرع الشعر الحر، ووصلت إلى الحلقة النهائية من مسابقة أمير الشعراء فى دورتها التاسعة 2021م بدولة الإمارات، وحققت أرقاما قياسية فى الارتجال والتنوع الموسيقى والتأثير فى النقاد والمتلقين عربيا وعالميا، ورشحت ضمن خمسة عشر للمنافسة على اللقب الشريف بمسابقة كتارا لشاعر الرسول  2021م بقصيدة «رحلة إلى ذروة السنا»، وحقيقة لا يمكن المقارنة بين جائزة أمير الشعراء وغيرها؛ فالفوز بها يشبه التفوق فى التقديرات التراكمية فى المعاهد العلمية، والفوز بغيرها ضربة حظ، فلا يمكن أن نسوى بين جائزة تمنح فى غرف مغلقة لقصيدة واحدة، وبين جائزة تمر بمراحل متنوعة فى بث مباشر متلفز أمام العالم لامتحان قدرة الشاعر وثباته، فالوقوف على (مسرح شاطئ الراحة) حلم كل شاعر، وأنا أحمد الله أن كل أحلامى تتحقق،حتى لو تأخرت عنى أو تأخرت عنها،لكنها حتما تجىء مبتسمة راضيا بتوقيتها؛ لحكمة، فخور بتجربتى فى أهم رحلة فى حياتي، وإن كانت الأولى، قدمت ما أجيده وما أريده، آمنت بحظى وحقى فى حمل لواء الشعر فى العصر الحديث بعد مسيرة تقترب من ربع قرن إبداعا ونزوعا إلى الاختلاف والفحولة والتفرد والوصول إلى الجماهير، سلط البرنامج الضوء على الشعراء واستقطب فئات شتى كمًّا وكيفًا ونوعًا. غنيت على أحد عشر نغما، لم أكرر نفسي، ولم أكتب قصيدة تشبه أخرى، رقصت بين القوالب وفقا للمسموح به فى عدد الأبيات والأغراض واحترام الحريات والشعوب معترفا بدور الإمارات الرائد فى النهوض بالشعر وتشجيع الشعراء ومنحهم مناخا كريما للتثاقف وتبادل الخبرات والارتقاء بملكات الإبداع الظاهرة والمخبوءة بين صفوة شعراء العالم ونخبة ألوية المدهشين.


▪ ما أهم محطات مدرسة الجن وما أهدافها وخططها فى المستقبل؟

- تدشين صالون الجن، وطبع إبداعات مدرسة الجن فى الشعر والقصة والنقد، وعمل ندوات تثقيفية بمعارض الكتاب الدولية، وإصدار كتاب الجن وفيه رؤية الرائد المؤسس والمردة وبعض المبدعين والنقاد والأكاديميين فى الوطن العربي، وإصدار جريدة ورقية ناطقة باسم المدرسة، وإنشاء قناة فضائية تهتم بالثقافة والإبداع والفنون، وتشجيع الغناء بالفصحى والاستعانة بقياصرة الغناء والطرب، التوسع فى نشاطها لتضم اللغة والنقد والأدب مع الشعر، وتقديم جيل جديد من المبدعين الحقيقيين فى كل مجال، وعمل أكاديمية تهتم بالموهوبين وتدعمهم جماهيريا وماديا، وتشجيع روح التنافس الشريف والإبداع الخلاق خدمة للفنون والآداب، وضبط المصطلحات الأدبية والنقدية وتعريف الناس حد المنظوم والمنثور والشعر والشاعرية.


أقرا ايضا | أستاذ نقد: «الكامل في اللغة والأدب» مليء بالطرائف.. بعيد عن الابتذال