فطين عبدالوهاب.. مخرج الأفلام الضاحكة لا يبتسم

 فطين عبدالوهاب
فطين عبدالوهاب

كان المخرج فطين عبدالوهاب يقول إن من أشق الأعمال في بلدنا إضحاك الناس فالإنجليزي يضحك على النكتة بعد ساعة عندما يفهمها، والأمريكاني يناقشك في النكتة باعتبارها حقيقة، والتركي لا يفهم أي نكتة، والإيطالي يضحك بشدة وإن كانت النكتة بايخة، أما المصري فإنه يقول لك قبل أن تحكيها قديمة.


وروى فطين عبدالوهاب الذي أخرج عشرات الأفلام الضاحكة أنه بفضل إخراج عشرين فيلما تراجيديا على فيلم واحد كوميدي فإن انتزاع الدموع أسهل ألف مرة من انتزاع الضحكات من ناس يمارسون صنع النكتة بتفوق وإتقان، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 10 / 4 / 1965.


وفطين الذي تخصص في أفلام الضحك لا يضحك بسهولة فهو لا يضحك إلا إذا كانت النكتة شديدة الانفجار أو إذا قرأ  لبرناردشو أو توفيق الحكيم الذي له قصصا ومسرحيات كثيرة تضعه في صف واحد مع أرقى كتاب الكوميديا في العالم.

 ومن بين هذه القصص التقط فطين قصة «طريد الفردوس» التي أضحكته قبل أن تتحول إلى سيناريو وحوار فدخل بها الاستديو ليحولها إلى فيلم سينمائي.


وأكد فطين أن الحكيم ينفرد بأسلوب مثير أنه يفلسف الضحكة في عمق وذكاء فهو لا يكتفي بخلق الموقف المضحك بل يضفي عليه التأمل الفكري وأحيانا الحيرة حتى ليجد القارئ نفسه في النهاية يفكر في ذلك الموقف تفكيرا جديا بعد الضحك منه وهذا هو أرقى ألوان الكوميديا في الدنيا.


ورأى فطين عبد الوهاب أنه من الضروري أن يكون وراء الضحك هدف فهو يعتبر أن مجرد إضحاك الناس والترويح عن أعصابهم لمدة ساعتين مثلا هو في حد ذاته هدف حتى لو لم يكن وراء هذه الضحكات فكرة أو معنى تهدف له.

 وأخيرا يردد فطين أنه يفضل أن يكون الإضحاك جامعا بين غسل أعصاب الناس من المتاعب وأن يكون وراءه أيضا معنى وفكرة.

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم

أقرا أيضا|في ذكرى ميلاده| 8 معلومات عن «أبو ضحكة جنان»