الواد  ده ملوش في حاجة.. ده حتي ميعرفش يكتب فيتامين سي»‬ وعندما لاحظت الشاب ناطق هذه العبارة علامات الدهشة والشك تكسو ملامح وجهي بينما أنا واقفة علي باب النادي انتظر تاكسي، كف عن الضحك والكلام هو وشلة الاصدقاء ثم وجه لي الحوار قائلا: »أرجو لا تفهميني غلط» فتساءلت بابتسامة خبيثة »‬اسم مستعار لنوع جديد من المخدرات» وعلي الفور رد »‬لا.. لا.. اصل صديقنا قدم أوراقه للحصول علي وظيفة وطلبوا منه كتابة سي - في أي سيرة ذاتية لمعرفة مؤهلاته، ضرب لخمة وبقي مش عارف يكتب إيه ويقول إيه».قلت: هل تعلمون أن أول من كتب سي - في أو سيرة ذاتيه كان في عصر النهضة وبالتحديد عام 1482 وكانت بقلم الفنان العظيم ليوناردو دافنشي، فبعد أن انتهي من رسم لوحتي »‬الموناليزا» و»‬العشاء الأخير» كان في الثلاثين من عمره ووجد نفسه في حاجة لمن يرعاه ماديا ليواصل ابداعاته وابتكاراته، فأرسل خطابا إلي الدوق موروه الذي عرف بالثراء وعشق الفنون، حدد ليوناردو في كتابه قدراته والمهام التي يستطيع القيام بها، وسي في اختصار للكلمة اللاتينية curriculum vetae وهي تحدد التعليم والتاريخ العلمي وخبرات الشخص أي وثيقة تسويقية لكاتبها. لاحظت أن هؤلاء الشباب من أبناء الطبقة المتوسطة وبعد حوار سريع أدركت أنهم قلقون علي مستقبلهم فبعضهم قد تخرج في الجامعة بالفعل والبعض في نهاية المرحلة الجامعية ويشعرون أنهم ليس لديهم خبرة او دراية بسوق العمل. وللأسف غير مؤهلين لمواجهة التحديات والمنافسة لاقتحام مجالات العمل والانتاج.وأري أن شباب الجامعات المصرية في حاجة لربط التعليم النظري بمتطلبات سوق العمل ، كما أن هناك اهمية قصوي لاكتشاف ميول الطالب منذ الصغر وتوجيهها في المسار الصحيح.