عصام عطية
"هلاوس" بـ9 نجوم تخلق تيارا جديدا فى عالم المسرح، حيث يحلق بنا فى مغامرة إبداعية إلى أعماق عالم الصمت والتجسيد الحركى فى عمل مسرحى يناقش من خلاله السلوك الإنسانى المتناقض والعلاقات الإنسانية المتشابكة، مستعينا بأحد أهم النصوص المسرحية التى تناقش هذه الفرضية الشائعة وهو نص "تاجر البندقية" لوليم شكسبير صانعا من عالم الهلاوس التى تصيب المجتمع وتحدث حالة من التناقض الإنسانى الذى يؤثر فى صنع المجتمع عرضا مسرحيا جديدا من نوعه.
هلاوس يعد أول عمل مسرحى صامت جديد من نوعه يتم إنتاجه بمسرح الدولة ويقدم على خشبة مسرح قاعة هدى وصفى بمسرح الهناجر برئاسة الفنان شادى سرور وتحت إشراف دكتور خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، وتعتمد المسرحية على 4 مدارس تمثيلية وهى المسرح الجسدى والمايم والبانتومايم والمسرح الأسود، ويشارك فى تقديمه كل من عمر عز، وعبدالله سلطان، وعبدالرحمن القاضى، ونسمة عادل، ومعتصم شعبان، وجورج فوزى، ومصطفى حزين، ويشارك فى الأداء للمسرح الأسود كل من ريم عصام وأميرة إبراهيم.
يقول محمد عبدالله مخرج العرض إن التجربة تعتمد على 4 مدارس تمثيلية وهى المسرح الجسدى والمايم والبانتومايم والمسرح الأسود، حيث يعتمد العرض بشكل أكبر على الإمكانيات الجسدية للممثلين بدلا من الحوار المسرحى، فهى تجربة استثنائية مختلفة عن العروض المسرحية العادية، التركيز فيها على تقديم العلاقات الإنسانية بشكل أكبر وهو ما يركز عليه فن المايم خارج مصر، إن همى كمخرج مسرحى أن أقدم عرضا مختلفا يناقش علاقات مهمة مثل الصداقة والحب وكيف تتشابك داخل دائرة صراع واحدة، الموضوع لم يكن سهلا، والفكرة بدأت معى منذ 12 عاما حتى قدر لها الخروج منذ 8 أشهر.
وأضاف عبد الله "إن عرض هلاوس عن رائعة شكسبير، ولكن ليس الهدف منه تقديم تاجر البندقية، ولكن كما أوضحت التركيز على تقديم العلاقات الإنسانية من صداقة وحب وغيرة وكره، إنى أحاول أن أقدم رسالة لكل فنانى المسرح الجسدى والمايم بأن يكملوا مسيرتهم دون يأس، ولكنى اصطدمت بالكثير من المعوقات بجانب مفردات التجربة الكثيرة إلى أن تمكنت من كسر حواجزها بتقديم هذا العمل ليظهر إلى النور أخيرا".
العرض مدته ساعة، وهو قائم بالكامل على الأداء الحركى الصامت لتسعة من الممثلين الشبان مع توظيف مميز للموسيقى التى أعدها عبد الله أيضا من مقطوعات عالمية مع ربط دقيق بين الماضى والحاضر، تتسلط دائرة الضوء المسرحية فى البداية على مؤلف يجلس بمكتبه فى ركن قصى من المسرح يبدو أنه يكتب نصاً جديداً مستوحى من المسرحية الإنجليزية الشهيرة وفى ذهنه الفرقة المسرحية التى ستقدم رؤيته المعاصرة للعمل، لكن رويداً رويداً يبدأ القديم فى الاشتباك مع الحديث داخل رأسه وتتداخل الأحداث حتى تتحول أفكاره إلى هلاوس تخرج عن السيطرة فيحاول إعادة كتابة النص من جديد، ورغم تركيز العرض على معانى الحب والكره والصداقة والغيرة واستناده إلى نص أدبى عالمى، لا تغيب عنه روح الفكاهة التى يصنعها الممثلون بتلقائية شديدة من خلال أداء حركى سلس وسريع على المسرح.
بقول المخرج ان إخراج العروض الصامتة تختلف عن العروض العادية لأن طريقة تحرك الممثل الصامت تختلف عن طريقة تحرك الممثل المتكلم، الفرق أننى أسعى لإظهار كل مواهبه وكيف يقدم حركة أكثر تعبيرا عما بداخله، فأنا أتعامل مع حواسه".
وأضاف: "هو عرض مسرحى متكامل يحمل الكثير من فنون الأداء والمسرح لكنى أردت تقديم رسالة لكل فنانى المسرح الجسدى والمايم بأن يكملوا مسيرتهم دون يأس، فرغم المعوقات الكثيرة التى اصطدمت بها بجانب مفردات التجربة الكثيرة تمكنت من كسر الحواجز وتقديم هذا العمل ليظهر إلى النور".
وعن اختيار أبطال العرض قال: "لم يكن من السهل اختيار أبطال العرض لأن أغلبهم يمارسون فن المايم مثل عبدالله وعبدالرحمن ومصطفى حزين بطل العرض وكان هناك عناصر تمثيلية مثل جورج فوزى، معتصم شعبان، إلا أننى اخترت تلك التوليفة لأننى أريد تقديم مشاهد تمثيلية لتاجر البندقة".