إخطار .. سريع 

وائل المنجي يكتب.. مراكب الحياة .. والأحلام الواهية 

وائل المنجي
وائل المنجي

مُنذ نُعومه أظَافرهُ وهو يَسّلُك إلي مدرسته طريق أطول من المفترض ،  لَيس إلا ليُمتّع نَظرهُ بتلك السرايا ، الخاصة لأحد الأعيان بقريته ، ويُمعن في تفاصيلها ، مُمَنياً نَفسه بأنه سيكون صاحب سراى مثلها ، ولكن ضِيق الحال كان الخلفيه السوداء لهذا الحلم ، ففكر أن الوسيله الوحيده لتحقيقه هو أن يُهاجر لبلاد الفُرصَ والمال الوفير .. حلمه جعله يخرج من الدراسة ومن قريته ، لأنها سوف تُعَرقلهُ عن هذا الحلم الذي يُرَاودهُ ،  عَمِل بِجُهد ، لِيَجّني به المال ، وانتظر في سبيل ذلك أعواما طويله ، وأخيرا إدخر مبلغاً كبيراً مِن المَال ، كان يستطيع أن يجعله يعيش مَيسور الحَال ، ولكنه هَرع ليضعه في يد أحد أباطرة تجار الأحلام ، أصحاب المراكب الكرتونيه ، وهو علي يقين  انه يخاطر بحياته وقد لا يعود ،  وبالفعل عاد هذا الشاب ، ولكن  أعادته السلطات المصرية إلي بلده ولكن في صندوق خشبي ، ودفن في قريته مع أحلامه ،  ومازال هناك من يحلم ولا يرى الحلم إلا من وراء البحر.
وتبدأ قصه جديدة ، بطلها الطموح الفج ، والأحلام الواهية ، والتي لا تستند إلى منطق أو إثبات وبعيدة عن الحقيقة أو السببية .. وما تقوم به الدولة بعدد من  المبادرات .. وما نتطرق له باخطارنا اليوم ، هي مبادرة مراكب الحياة والتي تُشرف عليها وزارة الهجرة ، أزعم نجاح تلك المبادرة ، وورش العمل التي بدأت الوزارة في تنفيذها ، وتَحّفيز الشباب الذي حالفهم الحظ ، وعادوا من رحلات الموت ، أحياء .. مراكب الحياة تحتاج مزيد من تضافر جهود العديد من الوزارات ، لترسيخ روح المواطنة ، والتي نجح فيها هذا الشاب ابن أحد قري محافظة الدقهلية ، واستطاع أن يعمل بجد ، ويجني قرابة ٧٠ ألف جنيه في أربع سنوات ، حبس فيها أنفاسه ، كي يستثمرها برحلة الذهاب ، ولكن بلا عوده .
نعم نستطيع ، وبالعمل نعم سّنُغير ، نعم نحتاج الوقت ، ولكن البداية تكفي .