خبير آثار: تطوير طريق «وادى حبران - سانت كاترين» ضمن مشروع التجلي الأعظم 

الشجرةالمباركة
الشجرةالمباركة

 أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن إحياء طريق نبي الله موسى بسيناء يقع ضمن مشروع التجلي الأعظم بتوجيهات من القيادة السياسية ومتابعة من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء والوزارات والجهات المعنية حيث سيتم تطوير طريق "وادي حبران - دير سانت كاترين" وهو طريق تاريخي عبره نبى الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادي المقدس ليتلقى ألواح الشريعة واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج المسيحيون والمسلمون من ميناء الطور إلى جبل موسى ودير سانت كاترين.

 

وأشار الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن طريق خروج بنى إسرائيل فى سيناء له قيمة لدى كل الأديان حيث بنى أشهر أديرة العالم فى القرن السادس الميلادى عند الجبل المقدس جبل طور سيناء وشجرة العليقة الملتهبة وأطلق عليه دير طور سيناء وتحول اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد الجبال الذي حمل اسمها 2246م فوق مستوى سطح البحر وبنى جامع فاطمى داخل الدير تبركًا بالجبل المقدس وحظى بزيارة الحجاج وكتابة توقيعاتهم فى طريقهم إلى مكة المكرمة عبر سيناء إلى مكة المكرمة.

 

ويضيف الدكتور ريحان أن رحلة خروج بنى إسرائيل فى سيناء تبدأ بمنطقة عيون موسى 35كم جنوب شرق السويس وأثبتت الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل.

 

ويشير إلى أن المحطة الثانية هى منطقة معبد سرابيط الخادم 138كم جنوب شرق السويس الذى مر عليها بنو إسرائيل طبقاً لنص القرآن فى سورة الأعراف آية 138وهى المنطقة الوحيدة النى تقع فى طريقهم من عيون موسى بها تماثيل حيث طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهًا من هذه التماثيل }وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ  قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ {والمحطة الثالثة هى طور سيناء 280كم جنوب السويس وهى مدينة ساحلية عبدوا فيها العجل الذى صنعه السامرى وكانت هذه المنطقة تشرف على بحر فلقد خاطب سبحانه وتعالى السامرى بأن هذا العجل سيحرق ثم ينسف فى اليم }وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا  لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا{ (سورة طه آية 97).

 

و يؤكد الدكتور ريحان أن مكان عبادة العجل طبقًا لنص القرآن الكريم هو موقع متسع يقع قرب بحر وهو البحر الذى نسف فيه العجل وقد ترك نبى الله موسى شعبه فى موقع مدينة طور سيناء الحالية القريبة من وادى حبران مدة 40 يومًا وهى المدة الذى توجه فيها نبى الله موسى منفردًا ليتلقى ألواح الشريعة وترك شعبه وراءه استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى وقد عبر طريق وادى حبران وهو الوادى الممتد من طور سيناء إلى منطقة الوادى المقدس وتلقى الألواح فى الوادى المقدس طوى من جانب الجبل الحالى وهو جبل موسى بمنطقة سانت كاترين حاليًا وهى المنطقة التى تجلى فيها سبحانه وتعالى مرتين مرة لنبى الله موسى فى رحلته الأولى وحيداً قبل خروج بنى إسرائيل وفى هذا المرة تجلى عند شجرة العليقة الملتهبة والثانية حين تجلى لنبى الله موسى حين طلب أن يرى الله جهرًا فتجلى سبحانه وتعالى للجبل فدك الجبل.

 

ويتابع الدكتور ريحان أن المحطة الرابعة هى منطقة الجبل المقدس (سانت كاترين حاليًا) وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى يتجمع فيها عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر وجبل كاترين 2642م وجبل التجلى وهذا طبيعى فبعد نسف العجل أخذ نبى الله موسى شعبه وسار بهم فى الطريق الذى عبره وحيدًا وهو وادى حبران لعلمه بمميزاته وهو الطريق إلى الجبل حيث تلقى التوراة وقد عبر بنو إسرائيل بعد ذلك من الوادى المقدس إلى منطقة حضيروت (عين حضرة) 70كم فى الطريق من سانت كاترين إلى نويبع وهى عين ماء طبيعية مشهورة بسيناء وذكرت فى سفر العدد إصحاح 3 :4 باسم حضيروت ثم اتخذوا الطريق الساحلى الموازى لخليج العقبة حتى وصلوا إلى برية فاران أو باران نسبة إلى وادى باران فى جنوب فلسطين غرب وادى عربة الذى يصل البحر الميت بمدينة العقبة ولرفض بنى إسرائيل دخول الأرض المقدسة حرمت عليهم أربعون عامًا يتيهون فى سيناء متخبطين فى عدة أماكن غير مستقرين فى مكان واحد.

 

ويوضح الدكتور ريحان أن خط سير رحلة خروج بنى إسرائيل كانت منتظمة حتى الوصول لأعتاب الأرض المقدسة وأمّا فى فترة التيه بعد رفضهم دخول الأرض المقدسة فكانت رحلتهم بسيناء غير منتظمة بل متخبطة فى عدة أماكن لأنهم لا يعرفون لهم مقصد للاتجاه إليه أما رحلتهم بعد خروجهم من مصر فكانت محددة المقصد إلى الأرض المقدسة وقد خرج نبى الله موسى فى رحلة منفردًا قبل ذلك لحكمة إلهية للتعرف على الطريق قبل الخروج مع بنى إسرائيل حين قتل خطأ خباز ملك مصر وهرب إلى سيناء وتزوج هناك من إبنة العبد الصالح شعيب وليس نبى الله شعيب واسمها صافوراء وظل بسيناء عشرة أعوام وفى طريق عودته لمصر تجلى سبحانه وتعالى عند الشجرة المقدسة ليأمره بخروج بنى إسرائيل من مصر.