مبادرات الرئيس السيسى خففت المعاناة عن المواطنين

مدير إدارة تنمية الموارد بسفراء الهداية : بالعمل التطوعى تتقدم الأوطان

المهندس‭ ‬عمرو‭ ‬عثمان
المهندس‭ ‬عمرو‭ ‬عثمان

‭ ‬حوار‭ ‬ــ‭ ‬عامر‭ ‬نفادى

 

أكد‭ ‬المهندس‭ ‬عمرو‭ ‬عثمان،‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬تنمية‭ ‬الموارد‭ ‬بجمعية‭ ‬سفراء‭ ‬الهداية،‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬تسهم‭ ‬فى‭ ‬تقدم‭ ‬الأوطان‭ ‬وازدهار‭ ‬ها‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬توليه‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬وقد‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬المتطوعين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬‮٢٢‬‭ ‬مليون‭ ‬متطوع‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يحتم‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬نفصل‭ ‬الأعمال‭ ‬التطوعية‭ ‬عن‭ ‬التنمية،‭ ‬لأنها‭ ‬تعد‭ ‬جزءاً‭ ‬أصيلاً‭ ‬وأساسياً‭ ‬لتنمية‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬أدركه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬المسئولية‭ ‬وجعله‭ ‬يطلق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬أسهمت‭ ‬فى‭ ‬تخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬المواطنين‭ .

‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬جمعية‭ ‬سفراء‭ ‬الهداية‭ ‬هى‭ ‬جمعية‭ ‬خيرية‭ ‬هدفها‭ ‬رعاية‭ ‬الطلاب‭ ‬الوافدين‭ ‬الدارسين‭ ‬فى‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬منح،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬مساندة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬فى‭ ‬تزويد‭ ‬العالم‭ ‬بالدعاة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صياغة‭ ‬شخصية‭ ‬داعية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامى‭ ‬المعتدل،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رسالتها‭ ‬تتلخص‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬مناخ‭ ‬مناسب‭ ‬لطلابها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التى‭ ‬تعينهم‭ ‬على‭ ‬التفوق‭ ‬الدراسى،‭ ‬وإعدادهم‭ ‬ليكونوا‭ ‬سفراء‭ ‬هداية‭ ‬فى‭ ‬بلادهم‭ ‬وقت‭ ‬العودة‭ ‬إليها‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬التى‭ ‬أطلقها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬تعكس‭ ‬قوة‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬وتعد‭ ‬نقلة‭ ‬حضارية‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬الحديث‭ ‬وتؤكد‭ ‬إرادة‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬التى‭ ‬تبنى‭ ‬وتعمر،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تسهم‭ ‬فى‭ ‬تغيير‭ ‬وجه‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬داخل‭ ‬القرى‭ ‬والريف‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المحافظات،‭ ‬داعيا‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها‭ ‬لكى‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬المرجوة‭ ‬منها‭.‬

وإلى‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭:‬

 

‭  ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬جمعية‭ ‬سفراء‭ ‬الهداية،‭ ‬والهدف‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬تأسيسها؟

‭"‬سفراء‭ ‬الهداية‭" ‬جمعية‭ ‬خيرية‭ ‬مسجلة‭ ‬فى‭ ‬وزارة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬برقم‭ ‬8287‭ ‬لعام‭ ‬2008،‭ ‬هدفها‭ ‬رعاية‭ ‬وكفالة‭ ‬الطلاب‭ ‬الوافدين‭ ‬الدارسين‭ ‬فى‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬المنح‭ ‬الدراسية‭ ‬وغير‭ ‬المقيمين‭ ‬بمدن‭ ‬البعوث‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬التكامل‭ ‬مع‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬رسالته‭ ‬فى‭ ‬رعاية‭ ‬طلاب‭ ‬العلم‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭.‬

كما‭ ‬تهدف‭ ‬الجمعية‭ ‬إلى‭ ‬صياغة‭ ‬شخصية‭ ‬داعية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامى‭ ‬المعتدل،‭ ‬وإبراز‭ ‬الدور‭ ‬التاريخى‭ ‬لمصر‭ ‬بوصفها‭ ‬حاضنة‭ ‬للإسلام،‭ ‬ومحافظة‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬التى‭ ‬تعد‭ ‬مدخلا‭ ‬لفهم‭ ‬الدين‭ ‬الصحيح،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الأزهر‭ ‬فى‭ ‬تزويد‭ ‬العالم‭ ‬بالدعاة،‭ ‬والسعى‭ ‬فى‭ ‬تكوين‭ ‬نموذج‭ ‬معيارى‭ ‬لخدمة‭ ‬طلبة‭ ‬العلم‭ ‬والمسلمين‭ ‬الجدد،‭ ‬ونشر‭ ‬وإعداد‭ ‬كوادر‭ ‬وقيادات‭ ‬وبرامج‭ ‬متخصصة‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعالم‭ ‬الإسلامى،‭ ‬كما‭ ‬تدعم‭ ‬الكوادر‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الدعوة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لهم‭.‬

‭ ‬ كم‭ ‬عدد‭ ‬الخدمات‭ ‬التى‭ ‬تقدمها‭ ‬الجمعية‭ ‬لطلابها؟

تقدم‭ ‬الجمعية‭ ‬للطلاب‭ ‬الوافدين‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬المهمة‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬خدمة‭ ‬الدعم‭ ‬التعليمى،‭ ‬وخدمة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وتحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وخدمة‭ ‬الدعم‭ ‬الإدارى‭ ‬والمهارى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الأخرى‭ ‬التى‭ ‬توفر‭ ‬للطالب‭ ‬المناخ‭ ‬المناسب‭ ‬الذى‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬استذكار‭ ‬دروسه‭ ‬والتفوق‭ ‬الدارسي‭. ‬ولتشجيع‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬التميز‭ ‬الدراسى‭ ‬تحرص‭ ‬الجمعية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬احتفالية‭ ‬كبرى‭ ‬لتكريم‭ ‬الطلاب‭ ‬المتفوقين‭ ‬يحضر‭ ‬فيها‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬المحرصاوى‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر،‭ ‬ونائب‭ ‬عن‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬اساتذة‭ ‬وقيادات‭ ‬الأزهر‭ ‬وجمعية‭ ‬سفراء‭ ‬الهداية‭.‬

ويتحدث‭ ‬الطلاب‭ ‬الوافدين‭ ‬خلال‭ ‬الحفل‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬الفصحى‭ ‬ليعبر‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬الآخرين‭ ‬وتعايشه‭ ‬معهم‭.‬

‭  ‬شاركت‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬قبل‭ ‬انضمامك‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬سفراء‭ ‬الهداية،‭ ‬وضح‭ ‬لنا‭ ‬ماهية‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى‭ ‬المفيد‭ ‬وانعكاسه‭ ‬على‭ ‬المجتمع؟

من‭ ‬الجيد‭ ‬أن‭ ‬يتبرع‭ ‬الإنسان‭ ‬بما‭ ‬يعتبره‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬للآخرين‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬أى‭ ‬مقابل،‭ ‬لأن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬أغلى‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والمال،‭ ‬ويعتبر‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى‭ ‬من‭ ‬الركائز‭ ‬المهمة‭ ‬لارتفاع‭ ‬الوطن‭ ‬والأرض‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ونشر‭ ‬قيم‭ ‬التعاون‭ ‬والترابط‭ ‬بين‭ ‬الناس،

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونه‭ ‬سلوكاً‭ ‬إنسانياً‭ ‬فريداً،‭ ‬لأنه‭ ‬يظهر‭ ‬التفانى‭ ‬والكرم‭ ‬وحب‭ ‬الخير‭ ‬تجاه‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭.‬

وسواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬الجهود‭ ‬الفكرية‭ ‬أو‭ ‬الجسدية‭ ‬أو‭ ‬المالية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فإن‭ ‬الجميع‭ ‬ينالون‭ ‬مكافآت‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬لأن‭ ‬هدفهم‭ ‬الأسمى‭ ‬أن‭ ‬ينهضوا‭ ‬بالمجتمع‭ ‬وينموه‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬عائدات‭ ‬مالية‭.‬

‭  ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬ومردوده‭ ‬الإيجابى؟

يمثل‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى‭ ‬للمجتمع‭ ‬قيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬لأنه‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬أفراده،‭ ‬ويسد‭ ‬الثغرات‭ ‬وأوجه‭ ‬القصور‭ ‬فى‭ ‬احتياجات‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجمعيات‭ ‬الرسمية‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الفعلية‭ ‬للمجتمع‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬يساهم‭ ‬فى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬وتقوية‭ ‬العلاقات‭ ‬الشخصية‭ ‬وتطوير‭ ‬جميع‭ ‬جوانب‭ ‬المجتمع‭ ‬وتعزيز‭ ‬قوة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬اشخاصه،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نشر‭ ‬الثقافة‭ ‬والأفكار‭ ‬الإيجابية،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬تقدم‭ ‬جميع‭ ‬المجتمعات‭.‬

وكما‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬المنافسة‭ ‬النشطة‭ ‬بين‭ ‬المتطوعين‭ ‬والأفراد‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المنافسة‭ ‬بينهم‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬عملهم‭ ‬وأدائهم‭ ‬مقارنة‭ ‬بالآخرين،

الأمر‭ ‬الذى‭ ‬سيفيد‭ ‬المجتمع‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬ويقدم‭ ‬له‭ ‬الخدمات‭ ‬التطوعية‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابى‭ ‬على‭ ‬الأشخاص‭ ‬المرضى‭ ‬والفقراء،‭ ‬والمهددين‭ ‬بأخطار‭ ‬مثل‭ ‬الحروب‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬فيشعرون‭ ‬بالأمل‭ ‬عندما‭ ‬يجدون‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬إلى‭ ‬جانبهم‭ ‬لتجاوز‭ ‬العقبات‭ ‬التى‭ ‬يواجهونها‭ ‬والتقدم‭ ‬نحو‭ ‬الحياة‭.‬

‭  ‬كيف‭ ‬يسهم‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى‭ ‬فى‭ ‬نهضة‭ ‬البلاد‭ ‬وتقدمها؟

من‭ ‬أسمى‭ ‬أنواع‭ ‬الإنسانية‭ ‬أن‭ ‬يهب‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه‭ ‬ووقته‭ ‬لخدمة‭ ‬الآخرين‭ ‬دون‭ ‬مقابل،‭ ‬والأسمى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬ينقذهم‭ ‬مما‭ ‬هم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬ومشقات،‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬الوقت‭ ‬والمال‭ ‬من‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬الفرد،‭ ‬لذلك‭ ‬وهب‭ ‬الفرد‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬وقته‭ ‬وماله‭ ‬للآخرين‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬الدنيا‭ ‬وما‭ ‬فيها،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬ولكل‭ ‬وجهة‭ ‬هو‭ ‬موليها‭ ‬فاستبقوا‭ ‬الخيرات‭ ‬أين‭ ‬ما‭ ‬تكونوا‭ ‬يأت‭ ‬بكم‭ ‬الله‭ ‬جميعا‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قدير‮»‬‭.‬

والعامل‭ ‬النفسى‭ ‬للإنسان‭ ‬المتطوع‭ ‬يجعله‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬الصفة‭ ‬الأنانية‭ ‬فى‭ ‬أفضل‭ ‬مراحل‭ ‬عمره،‭ ‬إذ‭ ‬يعلمه‭ ‬عدم‭ ‬السعى‭ ‬خلف‭ ‬نفسه‭ ‬وإيثار‭ ‬احتياجات‭ ‬الفقراء‭ ‬عليها،‭ ‬فالأعمال‭ ‬التطوعية‭ ‬هى‭ ‬نواة‭ ‬المجتمعات‭ ‬المتقدمة‭ ‬وجزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬إبداع‭ ‬ونهضة‭ ‬وتطور‭ ‬الدول‭.‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى‭ ‬وبالأخص‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى‭ ‬الجماعى‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬وأهم‭ ‬عوامل‭ ‬تطور‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬والبيئة،‭ ‬فـ‭ ‬بالتطوع‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬أو‭ ‬عمل‭ ‬المشاريع،‭ ‬أو‭ ‬التبرع‭ ‬بالأموال‭ ‬للفقراء،‭ ‬أو‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬النهضوية،‭ ‬وإلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المتعددة‭ ‬والمختلفة،‭ ‬سيجنى‭ ‬المجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬أحسن‭ ‬الثمار،‭ ‬ولعل‭ ‬العامل‭ ‬المشترك‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬أن‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى‭ ‬كثيرة‭ ‬وأعداد‭ ‬المتطوعين‭ ‬كبيرة،‭ ‬ومثال‭ ‬ذلك‭ ‬وجود‭ ‬22‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬يشاركون‭ ‬بالتطوع‭ ‬وبشكل‭ ‬رسمى‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وبساعات‭ ‬عمل‭ ‬تطوعى‭ ‬رسمية‭ ‬وصلت‭ ‬90‭ ‬مليون‭ ‬ساعة‭ ‬عمل‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬فى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬البريطانية‭.‬

والواقع‭ ‬يحتم‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬نفصل‭ ‬الأعمال‭ ‬التطوعية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عن‭ ‬التنمية،‭ ‬لأن‭ ‬التطوع‭ ‬جزء‭ ‬أساسى‭ ‬وأصيل‭ ‬لتنمية‭ ‬المجتمع‭.‬

‭  ‬وكيف‭ ‬حث‭ ‬الإسلام‭ ‬عليه؟‭ ‬

الإسلام‭ ‬يشجع‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى،‭ ‬لأنه‭ ‬يعزز‭ ‬الترابط‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬ونشر‭ ‬القيم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭.‬

والعديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬والأحاديث‭ ‬النبوية‭ ‬تثبت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سرد‭ ‬فضائل‭ ‬وتأثير‭ ‬الأعمال‭ ‬الصالحة،‭ ‬ومنها‭ ‬قول‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ (‬من‭ ‬كان‭ ‬معه‭ ‬فضل‭ ‬ظهر‭ ‬فليعد‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬ظهر‭ ‬له،‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬فضل‭ ‬من‭ ‬زاد‭ ‬فليعد‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬زاد‭ ‬له‭.‬

وقوله‭ ‬تعالى‭ (‬ولكل‭ ‬وجهة‭ ‬هو‭ ‬موليها‭ ‬فاستبقوا‭ ‬الخيرات‭ ‬أين‭ ‬ما‭ ‬تكونوا‭ ‬يأت‭ ‬بكم‭ ‬الله‭ ‬جميعا‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬قدير‭).‬

وقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ (‬فاستبقوا‭ ‬الخيرات‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬مرجعكم‭ ‬جميعا‭ ‬فينبئكم‭ ‬بما‭ ‬كنتم‭ ‬فيه‭ ‬تختلفون‭).‬

‭   ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬يتجه‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالى‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬سواء‭ ‬بجهد‭ ‬فردى‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬المتخصصة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظركم‭ ‬ما‭ ‬الدافع‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬وما‭ ‬الذى‭ ‬يمثله‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬للفرد‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع؟

باختصار‭ ‬شديد‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعى‭ ‬جعل‭ ‬للحياة‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممارسة‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬الأفراد‭ ‬يهتمون‭ ‬فقط‭ ‬بالاحتياجات‭ ‬الشخصية،‭ ‬بل‭ ‬عادوا‭ ‬يهتمون‭ ‬بشئون‭ ‬الآخرين‭ ‬واحتياجاتهم‭.‬

وعندما‭ ‬يسعى‭ ‬الفرد‭ ‬لإرضاء‭ ‬الآخرين،‭ ‬فإنه‭ ‬يشعر‭ ‬بالراحة‭ ‬النفسية،‭ ‬وعندما‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الإعمال‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬تجعله‭ ‬يشعر‭ ‬بالسلام‭ ‬الداخلى،‭ ‬وهذا‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفرد‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مقيدا‭ ‬بغرفته‭ ‬الخاصة،‭ ‬أو‭ ‬يعتمد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والمنزل‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬وهذا‭ ‬يعطى‭ ‬الشخص‭ ‬فرصة‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬فريق‭ ‬متكامل‭ ‬يكون‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬المختلفين‭ ‬وبالتالى‭ ‬ينجح‭ ‬ويكتسب‭ ‬خبرات‭ ‬متنوعة‭ ‬فى‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة،‭ ‬تكون‭ ‬عملية‭ ‬لحياة‭ ‬الشخص‭ ‬اليومية‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬مما‭ ‬درسه‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬والجامعة‭.‬

‭ ‬ ولماذا‭ ‬يبتعد‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬الآخر‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي؟‭ ‬هل‭ ‬لأنه‭ ‬يبدو‭ ‬عملا‭ ‬يستغرق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الشاق؟‭ ‬أم‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أهمية‭ ‬التطوع؟

هذه‭ ‬الحياة‭ ‬مليئة‭ ‬بالأشغال،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الوقت‭ ‬للتطوع،‭ ‬لكننا‭ ‬نجد‭ ‬الوقت‭ ‬لقضاء‭ ‬ساعات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬بذلك،‭ ‬كذلك‭ ‬قد‭ ‬نقضى‭ ‬أوقاتنا‭ ‬فى‭ ‬مشاهدة‭ ‬الأفلام‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الجلوس‭ ‬دون‭ ‬القيام‭ ‬بأى‭ ‬شيء،‭ ‬نعم‭ ‬إنه‭ ‬الطبع‭ ‬العربى‭ ‬المنغرس‭ ‬فينا،‭ ‬عدم‭ ‬القيام‭ ‬بشىء،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬علينا‭ ‬البقاء‭ ‬هكذا؟‭ ‬بالطبع‭ ‬لا،‭ ‬ليس‭ ‬علينا‭ ‬سوى‭ ‬تخصيص‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الفائض‭ ‬فى‭ ‬حياتنا‭ ‬للقيام‭ ‬بأشياء‭ ‬جيدة‭ ‬ومفيدة،‭ ‬قد‭ ‬تكفى‭ ‬ساعتين‭ ‬فى‭ ‬الأسبوع‭ ‬للمشاركة‭ ‬بنشاطات‭ ‬تطوعية‭: ‬كالنشاطات‭ ‬البيئية،‭ ‬وحملات‭ ‬النظافة‭ ‬مثلا‭.‬

وعن‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬تدفعنا‭ ‬للتطوع،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬الفوائد‭ ‬التى‭ ‬يعود‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬أو‭ ‬الجهة‭ ‬التى‭ ‬تخدمها‭ ‬المنظمة‭ ‬التطوعية،‭ ‬فإنهم‭ ‬يجهلون‭ ‬جل‭ ‬الفوائد‭ ‬التى‭ ‬يعود‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬المتطوع‭ ‬نفسه،‭ ‬حيث‭ ‬يقدم‭ ‬التطوع‭ ‬مساعدة‭ ‬حيوية‭ ‬للمحتاجين،‭ ‬وقضايا‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يساعد‭ ‬المتطوع‭ ‬فى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التوتر،‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬الاكتئاب،‭ ‬ويحفز‭ ‬عقله‭ ‬ونفسيته،‭ ‬ويجعله‭ ‬يشعر‭ ‬بقيمة‭ ‬وجوده‭.‬

ويعتبر‭ ‬التطوع‭ ‬وسيلة‭ ‬لكسب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬المهارات‭: ‬الثقة‭ ‬بالنفس،‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء،‭ ‬والشعور‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعى‭ ‬والابتكار‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬سيزود‭ ‬المتطوع‭ ‬بخبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬شخصية،‭ ‬وسيكون‭ ‬إضافة‭ ‬جيدة‭ ‬إلى‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية،‭ ‬حيث‭ ‬يجعله‭ ‬مميزا،‭ ‬ويتيح‭ ‬له‭ ‬التواصل‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬أشخاص‭ ‬جدد،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭.‬

‭  ‬بماذا‭ ‬تنصح‭ ‬الشباب‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي؟

أنصحهم‭ ‬بإخلاص‭ ‬النية‭ ‬لله‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخرين‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬المظاهر‭ ‬والتفاخر‭ ‬بالعمل‭ ‬الخيرى،‭ ‬وضرورة‭ ‬دراسة‭ ‬مشروع‭ ‬العمل‭ ‬وفهم‭ ‬حيثياته‭ ‬وتفاصيله‭ ‬والتمكن‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المتعلقة‭ ‬به‭ ‬لعدم‭ ‬خلط‭ ‬الأمور‭ ‬وحدوث‭ ‬سوء‭ ‬فهم‭ ‬مع‭ ‬متلقى‭ ‬الخدمة‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬الصدق‭ ‬والعمل‭ ‬بإخلاص‭ ‬فالعمل‭ ‬التطوعى‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬رغبة‭ ‬فردية‭ ‬بمساعدة‭ ‬الآخرين‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬أى‭ ‬مقابل‭ ‬مادي‭.‬

وأنصحهم‭ ‬أيضا‭ ‬بضرورة‭ ‬تنمية‭ ‬مهاراتهم‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬أقصى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الفائدة‭ ‬لهم‭ ‬وللمجتمع،‭ ‬وتحديد‭ ‬وقت‭ ‬فراغ‭ ‬مخصص‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬لعدم‭ ‬تقاطعه‭ ‬مع‭ ‬أوقات‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬الأوقات‭ ‬المخصصة‭ ‬للأسرة‭ ‬والأنشطة‭ ‬الأخرى‭ ‬لديهم‭.‬

وأقول‭ ‬لهم‭ ‬إن‭ ‬العطاء‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬يصل‭ ‬للقلب‭ ‬مباشرة‭ ‬كذلك‭ ‬صدق‭ ‬المشاعر‭ ‬والعمل‭ ‬بمحبة‭ ‬لمساعدة‭ ‬الآخرين

‭  ‬كيف‭ ‬ترى‭ ‬مبادرة‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬التى‭ ‬أطلقها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى،‭ ‬ومردودها‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى؟

تعكس‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬قوة‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬وتعد‭ ‬نقلة‭ ‬حضارية‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬الحديث،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تساهم‭ ‬فى‭ ‬تغيير‭ ‬وجه‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬داخل‭ ‬القرى‭ ‬والريف‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المحافظات‭.‬

لذلك‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬سفراء‭ ‬للمبادرة‭ ‬حتى‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬كاملة،‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التى‭ ‬ننتظرها‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل،‭ ‬حيث‭ ‬جعلت‭ ‬مواطنى‭ ‬الريف‭ ‬والقرى‭ ‬يشعرون‭ ‬بأنهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬والإصلاحات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التى‭ ‬تتحقق،‭ ‬فهى‭ ‬مبادرة‭ ‬شاملة‭ ‬لكافة‭ ‬القطاعات‭.‬

وما‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬سيتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬المقبلين‭ ‬يعد‭ ‬نقلة‭ ‬حضارية‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬الحديث‭ ‬وستصبح‭ ‬مصر‭ ‬نموذجا‭ ‬لأفريقيا‭ ‬ولكل‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬للتنمية،‭ ‬ويكفينا‭ ‬فخرا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬تشجيع‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭.‬

وأحب‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬جاءت‭ ‬لتؤكد‭ ‬أننا‭ ‬أمة‭ ‬لا‭ ‬تحتشد‭ ‬ولا‭ ‬تجتمع‭ ‬إلا‭ ‬للخير‭ ‬والنماء،‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬إرادة‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬الصلبة‭ ‬التى‭ ‬تبنى‭ ‬وتعمر‭ ‬وتحمى‭ ‬مصالحها‭ ‬واستقرارها‭ ‬بقيادة‭ ‬رجل‭ ‬عظيم‭ ‬وحارس‭ ‬أمين‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬المصريين،‭ ‬الذين‭ ‬يساندوه‭ ‬دائما‭ ‬ولم‭ ‬يخذلهم‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬مسئولية‭ ‬إدارة‭ ‬شئون‭ ‬البلاد‭.‬