منذ فجر التاريخ يحمل الرجل عبئً قيادة الأسرة من خلال تحقيق الأمن وتوفير متطلبات الحياة اليومية والتى كانت بالطبع تقتصر الى على المأكل والملبس لتتطور بعد ذلك إلى توفير اشتراك النادى والكوافير وفاتورة الموبايل.
وهكذا يمتد الحال ليتحول الرجل من مرحلة خروجات الاصدقاء والسفر وغيرها وإلى مرحلة جديدة من الالتزامات المعنوية والسعى للحصول على مزيد من الأموال بهدف سد الاحتياجات والمتطلبات، ليجد ان هناك مزيد من الاعباء متمثلة فى ما سمى «بالمواسم».
يبدأ موسم «المواسم» بعد الخطوبة، وكالعادة يكون الرجل هو الضحية، فيظل فى كل موسم يحضر هدايا لأهل خطيبته فى المواسم مثل رمضان وعاشوراء وشم النسيم والأعياد وأعياد الميلاد وعيد الأم وقد يصل الأمر الى عيد الربيع الصينى، المهم ان يدفع العريس ويحضر متطلبات كل موسم، بالإضافة إلى الفلانتين العالمى والمصرى وخلافه.. كل موسم له هديته الخاصة، فلابد من اعداد زيارة تذهب خلالها والدة العريس أو أخته معه فى يوم هذا الموسم ومعهما هدية الموسم أو «الزيارة»، ففى شم النسيم مثلا تكون الهدية «صندوقين رنجة مثلا» وفى المولد علبة حلويات من الحجم العائلى وفى عيد الحب دباديب وغيرها.
محمد خالد فى مرحلة الخطوبة وقد كلف بهذه المواسم ويرى أن هذه التقاليد والاعراف المتوارثة تعبر عن ثقافة الشعب المصرى ويجب احترامها، مؤكدا انه يتحمل أعباء مالية كبيرة جراء هذه العادات ولكن تبقى عادات فى المجتمع متعارف عليها ومن الصعوبة التملص منها قائلا: والله احنا اتعودنا على الكلام واحنا صغيرين كنا بنشوف العريس بجيب المواسم وكبرنا وعرفنا اننا كمان هنجيب مواسم حتى لو هتكلفنا لاننا اتعودنا عليها ودى طبيعة مجتمعنا».. واضاف أن الطبيعى أن يتحمل الرجل مسؤلياته وان كانت ثقيلة، معتبرا المواسم مرحلة بداية وتهيئة للقادم من مسؤليات فى بيت الزوجية والتى يجب ان يتحملها ويستعد لها من مرحلة الخطوبة، وإن كان هناك مزيد من الضغوط .
على جمال، متزوج، يرى أن هذه العادات بالية ويجب التخلص منها كونها تمثل ضغوط على العريس فى مرحلة الخطوبة والتى يحتاج فيها العريس الى كل قرش بهدف بناء عش الزوجية حيث تمثل تلك المرحلة نقطة فارقة لدخول عش الزوجية.. ويطالب جمال أن تعاود الاسر النظر الى هذه العادات التى لم تعد تصلح لهذه الاوقات الصعبة والتى يحتاج فيها العريس الى كل قرش بهدف اكمال عش الزوجية بخلاف المبالغة فى الهدايا فى تلك المواسم التى لا تنتهى بل يستحدث كل يوم موسم جديد بهدايا جديدة.
