مشروع «القرش» لوقف استيراد الطرابيش

اللطائف المصورة تتبنى مشروع القرش
اللطائف المصورة تتبنى مشروع القرش

انخفاض أسعار القطن فى الأسواق، واستمرار استيراد الطرابيش من الخارج، من الأسباب التى حفزت كلا الشابين «أحمد حسين، وفتحى رضوان» الطالبين بالفرقة الثانية بكلية الحقوق جامعة فؤاد الأول لطرح فكرة «مشروع القرش» الذى يناشد كل مواطن بأن يتبرع بقرش لإنقاذ الاقتصاد الوطنى وتحرير صناعة الطرابيش وبناء مصنع محلى لإنتاجها.

وقد أمرت حكومة صدقى باشا بتقديم كل التسهيلات للمشروع وتبنته لتحقيق شعبية فى الشارع المصرى على حساب منافسة حزب الوفد الأكثر شعبية، الذى حارب رئيسه مصطفى باشا النحاس المشروع واتهمه بأنه ضد الوطنية المصرية وقال: «إن المشروع انحراف بجهود الشباب عن قضية مصر الحقيقية.. وهى الاستقلال»، وهذا الموقف تكرر من عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين حيث قال عن المشروع : «هروب الشباب عن ثورة الفكر»، أما أمير الشعراء أحمد شوقى فكان داعما للمشروع وكتب قصيدة يروج فيها للمشروع يقول فى مطلعها: «اجمع القرش إلى القرش.. يكن لك من جمعهما مال لبد».
وقد بلغت ثقة أحمد حسين فى عدالة ووطنية مشروعه لأن الدعوة التى وجهها إلى الشعب للتبرع من أجل استقلال مصر الاقتصادى فى فبراير 1932 تضمنت نبرة التهديد حين جاء فيها قوله: «لا يفكر شخص فى الامتناع عن شراء طوابع القرش، فالمتطوعون مكلفون بالتعرض لكل شخص لا يحمل طابع القرش، والمتطوعون بالألوف، فخير لك أن تدفع».
شارك آلاف المتطوعين فى كافة أنحاء مصر فى «مشروع القرش»، وحظى بدعم الكثير من الأحزاب باستثناء حزب الوفد، حتى إن فرق الموسيقى العسكرية كانت تشارك فى بعض حملات المشروع، وتقيم لها الحفلات الغنائية، والطريف أنه فى تلك الفترة ظهرت «تقاليع» للطرابيش، مثل استبدال اللون الأحمر التقليدى للطربوش باللون الأخضر، وهو لون علم مصر، وبلغت حصيلة مشروع القرش فى العام الأول نحو 17 ألف جنيه، وفى العام التالى نحو 13 ألف جنيه، وأسفر مشروع الطربوش عن إنشاء مصنع فى العباسية بالتعاقد مع شركة «هاريتمان الألمانية»، وافتتح المصنع فى 15 فبراير 1933 وبدأ فى الإنتاج لتتوقف مصر منذ ذلك الحين عن استيراد الطرابيش من الخارج.
«اللطائف المصورة » - فبراير 1933