«الست» تحاور «أمير الرومانسية» بميكروفون الإذاعة المصرية

أم كلثوم تحاور إحسان عبد القدوس فى مكتبه بمؤسسة «أخبار اليوم»
أم كلثوم تحاور إحسان عبد القدوس فى مكتبه بمؤسسة «أخبار اليوم»

بتكليف من الإذاعة أجرت سيدة الغناء العربى أم كلثوم مجموعة من الحوارات الإذاعية مع شخصيات مختارة بعناية لبرنامج «الميكروفون مع» خلال رمضان، من بين الشخصيات التى حاورتها «الست» أمير الرومانسية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس الذى بدأت حوارها معه بقولها: «أنا النهاردة هقوم بدور المذيعة، وهوجه لك أسئلتى بسلاح ميكروفون الإذاعة»، رد عليها إحسان قائلا: «على كل حال أسئلتك هتكون حلوة زى صوتك، وزى كل حاجة حلوة منك» .
 بادرته أم كلثوم بجدية المذيعة : سيبك من الكلام ده، انت متحمس لكل حاجة جديدة، رأيك إيه فى الجيل الجديد، وإيه الفرق بينه وبين الجيل القديم ؟
- إحسان: الحقيقة مفيش حاجة اسمها قديم وجديد، فى الجيل بتاعنا ناس ناجحين وناس لم يوفقوا، ولما بنحكم على الجيل الجديد بظروفنا مش بظروفه، ده اللى بيخلق احكام غير صحيحة، يعنى لما بشوف شاب من الجيل الجديد بيعمل كذا وكذا، وأقيس اللى كنت بعمله لما كنت فى سنه على اللى هو بيعمله، ده أمر مش صح، الظروف اللى عشتها بتختلف عن الظروف اللى عايشها وبيتحرك فيها.
 أم كلثوم : لكن أنا بشوف إن الجيل الجديد واعى أكثر من الجيل القديم.
- إحسان : ما نقدرش نقول كده، فيه شبان واعيين وبيبنوا نفسهم على دراسات مهمة وعميقة، إنما كمان فيه فى الجيل الجديد ناس بتلعب وما عندهاش نفس العمق، زى جيلنا كان فيه ناس دارسين وبيفكروا وبيوصلوا وينجحوا، وكان فيه العكس.
 أم كلثوم : يعنى انت عايز تقول ان فى الجيل القديم والجيل الجديد فيه الكويس وفيه الوحش، وعلى العموم فى الجيل الجديد، الحياة بتتقدم، الجيل الجديد صريح عن الجيل القديم، كان الولد من دول بيشرب سجاير وبيعمل كل حاجة، لكن موش قدام أهله، دلوقتى الولد بيعمل كل حاجة قدام أبوه وأمه، وده فى نظرى «موش كذب» !
- إحسان : ده صحيح، ودا نتيجة التطور، وجيل أولاد أولادنا هيلاقوا الحياة اكثر تطورا.
 أم كلثوم : انا ما بتكلمش عن فشل أو نجاح الجيل الجديد، أنا بتكلم إنه جيل واعى وصريح ومتفتح، غير الجيل القديم.
- إحسان : أنا اتربيت فى بيت جدى اللى كان متدين جدا ومن رجال الأزهر، وانا فى سن 8 سنين اتربيت مع البنات الصغيرين، بنت منهم بصت من الشباك، ادونى عصاية علشان أضربها لأنها عملت كده .
 أم كلثوم : وجدك ليه ما ضربهاش بنفسه؟
- إحسان : اقصد انهم ربونى على التقاليد بتاعتهم، وما اقتنعتش بالكلام ده.
 أم كلثوم : ننتقل لنقطة تانية وأسألك عن الفرق بين الكاتب الأدبى والكاتب السياسى؟
- إحسان: أنا ما بتعمدش أكتب أدب أو أكتب سياسة بكتب بانفعالى وإحساسى، الكاتب بيعبر عن اللى بيحسه فى حياته والحياة العامة، وأنا صغير كنت غاوى أكتب قصص وزجل وشعر.
أم كلثوم : طيب ما تقول لنا حاجة من الشعر اللى كتبته.
- إحسان «يتهرب»: لا.. ده شعر « واقع خالص »، فى صغرى كان لا يمكن يحصل حدث سياسى من غير ما انفعل به، يعنى مثلا اشتركت سنة 1935 فى المظاهرات وأخذت أول علقة فى حياتى من كونستابل إنجليزى !
طلب إحسان ان يأخذ الميكرفون من أم كلثوم باعتباره محاورا صحفيا كبيرا ليسألها عن أشياء يود معرفتها، لكنها رفضت فى البداية، ثم سلمته الميكروفون فقال لها: «طول عمرى بحب آلة «العود» باعتبرها الآلة التى تعبرعن شخصيتنا مثل «الناى»، وملاحظ ان استخدام آلة «العود» بقالها فترة مش بتتوظف فى أعمال موسيقية كبيرة وكأنها بتختفى ؟
 أم كلثوم: أبدا.. «العود» ما اختفاش، وكان معايا على «العود» المرحوم القصبجى، «العود» آلة شرقية لا يمكن الاستغناء عنها مثل القانون والناى، لا يمكن الاستغناء عنهما أبدا.
- إحسان: أقصد أن «العود» لازم يتوظف فى أعمال كبيرة، وبقالنا فترة ماسمعناش تقاسيم على «العود» من بعد رحيل القصبجى !
أم كلثوم: لأ.. فيه تقاسيم كتير معمولة على « العود »، والأستاذ رياض السنباطى عامل اسطوانة كاملة فيها تقاسيم هايلة على «العود» وهو طبعا أستاذ فى العزف على العود.
- إحسان: بتسمعى المزيكا الجديدة، زى «الجيرك» والرقصات الجديدة، وإيه رأيك فيها ؟
 أم كلثوم: عافنى من الإجابة، لأنى بتنرفز جدا لما بسمعها، وببقى عايزة أمسك أى حاجة أكسرها.
- إحسان: للدرجة دى.. على أى حال همه بيشبهوها على أنها تفريج عن حالات نفسية.
 أم كلثوم: نفسية إيه ؟!، أنا شفت أولاد عمرهم 8 سنين بيتنططوا عليها، فهل دول يعنى عندهم حالات نفسية، مش معقول! دى مزيكا نشاز وتثير الأعصاب بشكل غير معقول.
- إحسان: ملاحظ ان فيه فقر فى المسرحيات والأفلام الغنائية، ليه وانتى عملتى أفلام ناجحة؟
 أم كلثوم: الأفلام الغنائية محتاجة مجهود، وناس مؤمنين بها، اللى بينتجوا الأفلام دلوقتى عايزين يعملوا افلام متتكلفش وتجيب إيراد، والدولة لازم تنتج ولو فيلم غنائى واحد راقى فى السنة، لكن فيه أوبريتات غنائية حلوة اتعملت ولم تستمر، لأن مفيش مسرح يعرض 15 يوما ويستنى شهرا أو شهرين أو ثلاثة، الجمهور عايز يتعود على مسرح يكون غنائيا.
- إحسان: تحبى تسمعى مين غير أم كلثوم؟
 أم كلثوم: أنا باسمع أى حاجة إلا أم كلثوم.
- إحسان: علشان شبعانة منها.
 أم كلثوم: طيب انت بقى بتحب تسمع مين غير أم كلثوم ؟
- إحسان: أحب أسمع عبد الوهاب فى «جبل التوباد».
وينطلق صوت عبد الوهاب: «كم بنينا من حصاها أربعا، وانثنينا فمحونا الأربعا»
- إحسان: دلوقت أقدر أسأل سؤال تانى والا..
 أم كلثوم : وانتو حد يقدر يمنعكوا من الأسئلة يا صحفيين.
- إحسان: أنا بحب أسمع أم كلثوم، وأحب اشوف أم كلثوم، وأحب اخلى الناس تسمع وتشوف أم كلثوم، بس موش أم كلثوم الفنانة الكبيرة، إنما أم كلثوم ست البيت.
 أم كلثوم «وقد فوجئت»: ست البيت؟ !!!
- إحسان: وانتى ست بيت بتتصرفى ازاى؟.
 أم كلثوم «تحاول التهرب من الإجابة»: فى إيه بقى ؟
- إحسان: فى كل حاجة.
 أم كلثوم «تراوغ »: فى المطبخ مثلا؟.
- إحسان : مثلا.
 أم كلثوم « ترد بإجابة طريفة غير متوقعة»: طبعا بعرف.. أعرف آكل!
- إحسان: فهم انه غير مطلوب ان يضغط أكثر من هذا فقال: انتى عارفة إن أنا مؤمن بالحب.
 أم كلثوم : كلنا مؤمنين بالحب.
- إحسان: أنا مؤمن بيه قوى، وانتى بتقولى فى رائعتك «ألف ليلة وليلة» - الله محبة والخير محبة - يا ترى تسمحيلى أسمعها.
وتختتم أم كلثوم اللقاء مع الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس أمير الرومانسية بالأغنية التى طلب سماعها وهى تقول : «أيها السادة كل سنة وانتو طيبين».
من برنامج «الميكروفون مع»

إقرأ أيضاً| أغرب زوجين.. دخلا المحكمة للطلاق فخرجا «مخطوبين» !