سبق علمي يفجر مفاجأة.. «حيوانات مشلولة» تنجح في المشي

 الشلل وإصابات الحبل الشوكي
الشلل وإصابات الحبل الشوكي

يعرف الحبل الشوكي أو النخاع الشوكي، بأنه أحد الأعصاب الرئيسية في الفقاريات، ويمتد من قاعدة الدماغ عبر قناة العمود الفقري، ويتألف هذا النخاع من ألياف عصبية تعمل على القيام بالحركات اللإرادية ونقل النبضات من وإلى الدماغ.

ويمتاز النخاع الشوكي، بأنه مغطى بثلاث أنسجة ضامة يطلق عليها السحايا، ويمتلئ الفراغ بين الطبقة الخارجية والوسطى بسائل النخاع الشوكي وهو سائل عديم اللون يقوم بإسناد الحبل الشوكي، كما ويتكون مقطع عرضي من الحبل الشوكي من مادة بيضاء تقع في منطقة على شكل فراشة، حيث تتكون هذه المادة البيضاء من ألياف عصبية تشكل مسالك للأعصاب من وإلى الدماغ، ويتشكل النخاع الشوكي من ما يقارب 31 زوجاً من الأعصاب الشوكية تتوزع على الجسم، حيث تقع 8 في عنق الرحم و12 في الصدر و5 في أسفل الظهر و5 في العجزية و1 في العصعصية، كما ويشكل الحبل الشوكي والدماغ الجهاز العصبي المركزي للجسم.


 

ربما لم يعد الشلل وإصابات الحبل الشوكي داء لا علاج له بعد الآن، وذلك في ظل التوصل لعلاج لا سابق له، وهو أمر مثّل تحدياً كبيراً للعلماء على مر سنوات.

فقد طور باحثون في جامعة نورث وسترن الأميركية علاجاً جديداً عن طريق الحقن، يستخدم ما يطلق عليه اسم "الجزيئات الراقصة" لإصلاح الأنسجة بعد إصابات الحبل الشوكي الشديدة.


وقام الباحثون بإعطاء حقنة واحدة للأنسجة المحيطة بالحبال الشوكية لفئران تجارب مشلولة، وبعد أربعة أسابيع فقط، استعادت الحيوانات قدرتها على المشي، بحسب ما نشره موقع SciTechDaily.

علاج غير مسبوق
إلى ذلك، كشف الموقع أن العلاج الجديد يعمل من خلال إرسال إشارات نشطة بيولوجياً لتحفيز الخلايا على الإصلاح والتجديد.

وحسّن أسلوب العلاج غير المسبوق بشكل كبير الحبل الشوكي المصاب بشدة من خلال خمس طرق رئيسية ومن دون آثار جانبية ملحوظة.

فبعد أن يؤدي العلاج وظيفته تتحلل المواد بيولوجياً إلى مغذيات للخلايا في غضون 12 أسبوعاً ثم تختفي تماماً من الجسم دون آثار جانبية ملحوظة.

وتعد هذه هي الدراسة الأولى التي يتحكم فيها الباحثون في الحركة الجماعية للجزيئات من خلال تغييرات في التركيب الكيميائي لزيادة فعالية العلاج.

 

"الجزيئات الراقصة"
ويكمن السر وراء هذا السبق العلمي في ضبط حركة الجزيئات، حتى تتمكن من العثور على المستقبلات الخلوية المتحركة باستمرار والتفاعل معها بشكل صحيح.

لذا يُحقن العلاج في صورة سائل، ويتحول فوراً إلى شبكة معقدة من الألياف النانوية التي تحاكي المصفوفة خارج الخلية للحبل الشوكي.

ويمكن استخدام العلاج الجديد للوقاية من الشلل بعد الصدمات الكبيرة، مثل حوادث السيارات والسقوط والحوادث الرياضية وجروح الطلقات النارية.