الإسكندرانية سنيوريتا الصنايعية| إيمان: حققت حلمى وأخطط لإفتتاح مطعم كبير

صورة موضوعية
صورة موضوعية

في أحد أزقة منطقة الأزاريطة بالإسكندرية، وسط جلبة أصوات ورش إصلاح السيارات، وروائح الشحم والبنزين، ودقات المطارق، يمكنك أن تميز رائحة طعام مميز، وتسمع "طشة الكبدة الإسكندراني"، ليس مطعما من أرقى مطاعم المدينة السياحية، أو حتى عربة صغيرة في الشارع، إنه مطبخ سينيوريتا إيمان.

اقرأ أيضاً : محافظ الإسكندرية: جاهزون للأمطار.. وغدًا يوم عمل طبيعي| فيديو 

إيمان الفتاة الصعيدية، التي أتى أهلها من "الصعيد الجواني" للإستقرار في الإسكندرية، استطاعت أن تثبت نفسها، لم تتقيد بأي من تقاليد الصعيد، أو المناطق الشعبية السكندرية التي تعيش فيها، وخرجت إلى سوق العمل تبحث عن إثبات الذات، وتحقيق الأحلام بعيدا عن الغرف المغلقة، وتعليقات وسائل التواصل الإجتماعي، فقررت أن تصنع من موهبتها في الطبخ، مصدر رزق لها، لتحقيق الخطوة الأولى من حلم تحقيق الذات ـ كما وصفته ـ.
تقول إيمان منتصر، 26 سنة، أنا من الصعيد، ومن بيئىة محافظة جدا، فأسرتي ملتزمة بتقاليد الصعيد الصارمة، ولكن أقنعت أبي أن أفتح مطبخ في وسط ورش الصنايعية بالأزاريطة للعمل وتحقيق ذاتي، ووافق بعد إلحاح كبير مني، ولم يكن لدي القدرة على تجهيز مطعم بالكامل، ففتحت كراتين "الشوار" الخاص بزواجي، وقمت باستعمال جميع الأدوات بها، واستأجرت محل صغير جدا، وفتحته مطبخ.
وتضيف إيمان "بدأت الخطوة الثانية، والمهمة بعد تمكني من تجهيز مطبخي الصغير بعد رفض أمي لأخذ الأدوات التي مضت سنوات على جمعها لي استعدادا ليوم زواجي، كما تقوم كل أم، وكان التحدي الأكبر، في أن أقنع الجمهور المستهدف بتغيير نوع الأكل اليومي من فول وفلافل، لكرسبي وبانيه وكبدة وسجق وسي فود، والحلو "وافل".
تقوم إيمان بتقليب عجينة الوافل التي حرصت على تجهيزها طيلة الليل، وتأخذ نفسا عميقا وتقول، كان التحدي الأكبر في حياتي، كيفية تغيير الطريقة المعيشية لجمهوري، وتقديم هذه الأكلات الغربية لهم بسعر مغرٍ، وهذا ماحدث، فقمت بتوزيع "الوافل" على جميع الورش من حولي يوم الإفتتاح كدعاية لي، وبالفعل أعجبهم جدا، وبدأو بالسؤال عن اسمه وسعره، ويوم بعد يوم بدأ الإقبال يزداد علي مطبخي، فبدلا من تناول فول وفلافل بعشرة جنيهات، من الممكن أن يتناول الفرد سندوتش كبدة وقطعة وافل بالعشرة جنيهات.
ترتسم على وجهها بسمة سعادة وتقول، لا أستطيع أن أصف سعادتي حينما أمشي في الشارع وأجد "الصنايعية" يجلسون بملابسهم المشحمة من أثر العمل، وبيديهم أكواب الشاي وقطع الوافل التي أصنعها لهم، ويأكلونها بنهم لحلاوة مذاقها، ثم يشيرون إلي "تسلمي يا سنيوريتا"، كان هذا أكبر إنتصار لي، وبدأ مطبخي يكبر شيئا فشيئا، والحلم يكبر معي، وأخطط لافتتاح مطعم كبير في القريب، بعد اكتساح الساندوتشات التي أقدمها من محلي الصغير المستأجر، بأدوات زواجي المستقبلي، لأكون رسالة لكل الشباب الحالمين انزلوا من منازلكم وفكروا في حدود الممكن لتحقيق غير الممكن.