أستاذ إعلام تدعو لطرح سيناريو إعلامي جديد.. وتؤكد: بعض المؤسسات أفرغت المحتوى من مضمونه

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

شاركت الدكتورة حنان يوسف، أستاذ الإعلام ورئيسة المنظمة العربية للحوار ورئيسة وحدة الدراسات الإعلامية بالمعهد العالمي للتجديد العربي، في أعمال المؤتمر الفكري الأول للمعهد العالمي للتجديد العربي والذي عقد بمدينة الحمامات التونسية في الفترة من ٧-١٠- نوفمبر ٢٠٢١  في عدد من الأنشطة داخل المؤتمر، حيث شاركت في الجلسة الرئيسية الإعلام والتكنولوجيا وتحدثت في مداخلتها حول العلاقة بين الإعلام وأطر التجديد في الوطن العربي، مؤكدة أن وسائل الإعلام لا تنفصل عن واقعها وبيئتها ومجتمعها، لأنها تعبر عن هذا الواقع بصدق وشفافية، رغم الإبداع المطلوب والخيال في بعض الأحيان.

‎وأضافت أستاذ الإعلام، أنه في هذا الشأن يلاحظ أن بعض المؤسسات قد أفرغت من المحتوى الإعلامي مضمونه وجعلته إعلاما خاليا من أخلاقيات العمل، مستندا في ذلك إلى أساليب التحريض الطائفي، العرقي والديني، التحفيز المعنوي والمادي وإرساء خطاب الكراهية والتطرف في الرأي، مع تراجع قيم المهنية والتوازن في المحتوي الاعلامي والاختلاط السلبي بين مفهومي الحرية والمسؤولية الاجتماعية في الخطاب الاعلامي نتج عنه اداء إعلامي يبعث علي الكراهية. 

وقدمت الدكتورة حنان يوسف، رؤية حول كيفية قيام الإعلام العربي بدعم مسارات التجديد، أكدت فيها أنه يجب على الإعلام العربي أن يعتمد على رؤية استراتيجية بمصفوفة قضايا واضحة ليعرف الإعلام ما يريد أن يقدم من قيم ومشروعات التجديد العربي، مع العمل على التدفق المكثف كما وكيفا لكل مسارات التجديد العربي في مضامين الإعلام العربي البديل، ويسعى إلى تحقيقه والتوازي في الاهتمام بين منصات الإعلام الجديد ووسائل الإعلام الأخرى ليتناسب مع كافة فئات الجمهور المستهدف.

ودعت إلى طرح سيناريو إعلامي جديد يبنى على التأزر الاجتماعي لمفهوم التجديد بديلا عن السيناريوهات الإعلامية السائدة ما بين السيناريو المرجعي أو الديني أو التفكيكي، وهي سيناريوهات رجعية لا تحقق تقدما او دعما لمفهوم التجديد.

وقدمت الدكتورة حنان يوسف  ورقة بحثية أخرى تحت عنوان "الاتجاهات النقدية للإعلام العربي في دعم قضايا التجديد-صورة المرأة نموذجًا"، وأضافت أن صورة المرأة العربية قد حظيت فى وسائل الإعلام باهتمام ويثار معها التساؤل:هل قدمت قضايا المراة العربية في اطار مرجعي من منطلق مفهوم التجديد ام انحصرت المعالجات في قوالب تقليدية بالية.

وسعت الدراسة إلى بناء أطر تجديد في  صورة المرأة فى الإعلام العربي كنموذج لمعالجات اعلامية تبني علي اطر التجديد لقضايا المجتمع العربي يساهم فيه جميع قطاعات الامة العربية في إعادة بناء الوطن العربي، كما ترأست جلسات الأبحاث العلمية لوحدة الدراسات الإعلامية التي تضمنت عددًا من بحوث الاعلام العربي المتميزة.

وفي ختام المؤتمر، تم تكريم الدكتورة حنان يوسف من قبل الدكتور خضير المرشدي رئيس المعهد العالمي للتجديد العربي، على مشاركتها وجهودها في مجال الدراسات الإعلامية لدعم قضايا التجديد.

وكان  مؤتمر التجديد الفكري الأول، قد عقده المعهد العالمي للتجديد العربي برئاسة الدكتور خضير المرشدي في تونس الخضراء للفترة من ٧ - ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢١، بإشراف وزارة الشؤون الثقافية التونسية، وحضور معالي وزيرة المرأة والاسرة والطفولة وكبار السن الدكتورة أمال الحاج موسى، والاستاذة الدكتورة جهينة غريب رئيسة جامعة منّوبة وعدد من السفراء العرب ونخبة فذة من مفكري الامة ومفكريها. 

واستمر على مدى اربعة أيام حافلة بالجلسات العلمية  وبالمحاضرات والحلقات الدراسية التي القيت فيها عشرات المحاضرات والبحوث الفكرية والثقافية، من أجل تحقيق اهداف  المعهد العربي وتحقيق رؤيته الاستراتيجية في بناء فكر عربي حديث يستلهم قيام التراث العربي المشرقة ويستوعب مشاكل الحاضر ويواكب التطور العالمي في مختلف المجالات.

وعقدت الدكتورة حنان يوسف، على هامش المؤتمر وخلال تواجدها بتونس، عددًا من اللقاءات لبحث التعاون المستقبلي وخطة الأنشطة القادمة مع المنظمة العربية للحوار وجهات تونسية وعربية شريكة في مجال الاعلام والثقافة والشباب والتعليم من اجل تعزيز بناء الانسان العربي.