خسوف جزئي للقمر الجمعة المقبلة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تشهد الكرة الأرضية، يوم الجمعة 19 نوفمبر 2021 خسوف جزئي عميق استثنائي، حيث سيكون معظم قرص القمر داخل ظل الأرض وتختفي إضاءته وسيبقى جزء صغير من القمر تصله أشعة الشمس المباشرة وستدوم مرحلة الخسوف الجزئي 3 ساعات و 28 دقيقة و 23 ثانية ما سيجعله أطول خسوف جزئي منذ القرن الخامس عشر واطول خسوف في القرن الحادي والعشرون.

ويعد هذا الخسوف هو الثاني والأخير في عام 2021، سيحدث والقمر في العقدة الصاعدة قبل يوم من وصوله الى نقطة الاوج، وسوف يرصد الحدث بأكمله في أمريكا الشمالية والمحيط الهادئ وألاسكا وشرق أستراليا ونيوزيلندا واليابان ولن يكون مشاهداً في سماء الوطن العربي .

وتتراوح المدة الإجمالية لهذا الخسوف من اللحظة التي يدخل فيها القمر شبة ظل الأرض حتى لحظة مغادرته ستكون حوالي 6 ساعات ودقيقتان وتعتبر هذه مدة طويلة بالنسبة لخسوف غير كلي- بعبارة أخرى، خسوف يحتوي فقط على مراحل شبه ظل والجزئي فقط.

يرجع السبب في أن مدة هذا الخسوف طويلة لأن ذروته العظمى تحدث قبل حوالي 41 ساعة من وصول القمر إلى نقطة الأوج - أبعد نقطة له عن الأرض - لهذا الشهر، لذلك سيتحرك بشكل أبطأ في مداره وعليه يستغرق وقتًا أطول للمرور عبر ظل الأرض.

يحدث خسوف القمر عندما تصطف الشمس والأرض والقمر في خط مستقيم ، بحيث تكون الأرض بين الشمس والقمر وتلقي بظلالها على سطح القمر، ففي كل مرة يدور القمر حول الأرض، فإنه يمر تقريبًا مقابل الشمس في السماء عند وصوله مرحلة البدر المكتمل ولو ان القمر يدور حول الأرض في نفس المستوى تمامًا الذي تدور فيه الأرض حول الشمس ، فسوف يحدث خسوفًا عند اكتمال القمر كل شهر.

ووفقاً لجمعية الفلكية بجدة، إلا أن مدار القمر يميل بزاوية 5 درجات بالنسبة إلى مدار الأرض حول الشمس، وهذا يعني عدم حدوث اصطفاف لمراكز الشمس والأرض و القمر منتصف الشهر القمري. 

 

يبدأ خسوف القمر الجزئي عند الساعة 10:18 صباحاً بتوقيت مكة (07:18 صباحاً بتوقيت غرينتش)  مع بداية دخول حافة قرص القمر في ظل الارض ويتحرك القمر من غرب إلى شرق ظل الأرض وهي الحركة الطبيعية له في مداره حول كوكبنا.

يتبع ذلك وصول الخسوف ذروته العظمى عند الساعة 12:02 ظهراً بتوقيت مكة (9:02 صباحاً بتوقيت جرينتش) حيث سيكون (97.9 %) من قطر القمر في داخل ظل الأرض وقد يأخذ القمر اللون البرتقالي المحمر الذي يميز عادة الخسوف الكلي، ما سيجعل هذا الخسوف الجزئي حالة استثنائية، أما النسبة الصغيرة المتبقية (2.1%) من الطرف الجنوبي للقمر ستكون خارج ظل الارض.  

نظرا لأن هذا الخسوف يحدث قبل يوم واحد فقط من وصول القمر نقطة الأوج فإن حجمه الظاهري سيكون صغيراً جداً  عند ذروة الخسوف العظمى حيث سيكون اقل بنسبة 6.1% من المتوسط وسيكون القمر المخسوف بالقرب عنقود الثريا والقلائص ونجم الدبران. 

السبب في اكتساء القمر المخسوف اللون البرتقالي المحمر هو الغلاف الجوي حول الكرة الارضية ، فلو كان هذا الغلاف غير موجود فإن القمر سوف يكون أسودا لذلك ستبقى اشعة الشمس الغير مباشرة قادرة على الوصول إلى القمر ولكن قبل ذلك عليها المرور خلال الغلاف الجوي الذي يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق وسيتبقى الطيف البرتقالي والأحمر ويقوم الغلاف الجوي بعد ذلك بجعل ذلك الضوء ينحني ويصل إلى القمر ما سيجعله يضئ، واللون الذي سيأخذه القمر فعليا سيعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي ما يعني أن ذلك متروك للرصد الميداني للخسوف.

سيشاهد كذلك ظهور لون أخضر مزرق على إحدى حواف القمر مع وصوله ذروته العظمى والسبب أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر وسيمر الضوء الازرق ويصل إلى القمر، وهذا يحدث عادة مع خسوف القمر الكلي ولكنها حالة فريدة ستحدث مع هذا الخسوف الجزئي، بعد ذلك ينسحب القمر تدريجياً للخروج من ظل الأرض إلى أن ينتهي الخسوف الجزئي وتعود كامل إضاءة قرص القمر الساعة 01:47 بعد الظهر بتوقيت مكة (10:47 صباحاً بتوقيت غرينتش). 

واستخدم خسوف القمر الجزئي منذ القديم لتأكيد أن الأرض كروية حيث يلاحظ أن ظل الأرض الساقط على قرص القمر سيكون ذو شكل متقوس.

خسوف القمر الجزئي سهل الرصد بالعين المجردة بدون استخدام معدات أو تجهيزات خاصة ولكن يمكن الاستعانة بالمنظار أو تلسكوب صغير لرؤية أفضل، وبعكس كسوف الشمس فإن خسوف القمر لا يؤثر على العين أبدا ولا توجد حاجة لاتخاذ احتياطات السلامة .

يشار إلى اخر خسوف جزئي للقمر امتد لفترة أطول حدث في 18 فبراير 1440، وفي المرة القادمة التي ستشهد فيها الأرض خسوفًا جزئيًا للقمر سيكون طويل المدة مثل هذا الشهر بعد  975 سنة. 

جدير بالذكر، أنه سيتبع هذا الخسوف الجزئي للقمر بعد أسبوعين كسوف كلي للشمس في الرابع من ديسمبر المقبل لن يكون مشاهدا في الوطن العربي.

اقرأ أيضًا

الأرض تشهد أطول خسوفًا جزئيًا للقمر في هذا الموعد