دهشة مستجاب الابن

دهشة مستجاب الابن
دهشة مستجاب الابن

صدرت مؤخرًا للأديب الشاب (محمد محمد) مستجاب مجموعته القصصية الجديدة بعنوان «حكايات الدهشة» - «الحزن لا يميل للممازحة» فى سلسلة «أصوات» بالهيئة العامة لقصور الثقافة. 


فى البداية سننتبه إلى العنوان الذى يعاكس عنوانًا آخر لوالده الأديب الراحل (محمد مستجاب) حيث نجد بعد عنوان حكايات الدهشة عنوانًا آخر «الحزن لا يميل للممازحة»

ويبدو لى أن الأديب يعاكس والده بهذا الشأن وهو يرى أن والده فى مجموعته الشهيرة استطاع استخلاص برؤية فلسفية للحياة أنه

وسط الأحزان توجد ابتسامة أو سخرية أو مفارقة لكن مستجاب الابن يُبدى اعتراضه على وجهة النظر تلك حيث أحيطت به مجموعة من الأحزان جعلته يقول إن الحزن لا يميل للممازحة المجموعة القصصية عبارة عن ثمانى قصص

والبطل فى جميعها هو الرجل والمجموعة متنوعة بين القصة القصيرة كقصة «مسمار» أو الطويلة كقصص: الصحراء لا تنزعج من جريمة قتل أو «عين الحياة»، «فردة حذاء بالية»

ويبدو فيها البطل عاجزاً عن المحافظة على تراث والده بعد رحيله من خلال الإبن الذى يترك له والده مكتبة ضخمة وكثيرًا من الأوسمة إلا أن الأهل سواء من الأقارب أو أفراد الأسرة يريدون إلقاءها إلى بائع «الروبابيكا»

وعند محاولة البطل تحويل كل تراث والده إلى مزار أو إلى متحف فى إحدى الشقق الجديدة فى مدينة حديثة ويشعر بإنجازه العظيم يأتى له بعض الأصدقاء للاحتفاء به

 

ولكن فى لحظة غياب للوعى يتم كسر وتحطيم المكتبة وحرق الكتب لإشعالها لشواء اللحم ويتركون البطل وسط هذا الحطام كما أن قصة « الصحراء لا تنزعج من جريمة قتل» قائمة على واقعة لمستجاب الأب أثناء عمله فى مشروع السد العالى

وهو ما يتضح أن تأثير الوالد لن يستطيع الفرار منه الإبن  وقد برع المؤلف فى التنوع بين نصوص المجموعة. تعتبر «حكايات الدهشة» هى المجموعة الرابعة لمستجاب الإبن، بالإضافة إلى رواية «قمر تعابثه بنات الحور» والتى حازت جائزة «تونس-  توفيق بكار» العام الماضى.

أقرا ايضا | «فلسفة الحرب والسلم والحكم» بالفرنسية أحدث إصدارت الهيئة العامة للكتاب