بسم الله

تغير المناخ «1»

 محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

شاهدنا ما حدث فى أسوان ومدن البحر الأحمر من أمطار ثلجية وسيول جارفة، ربما لم تحدث من قبل، والسبب التغيرات المناخية التى نتغافل عن مصائبها. لقد دفعت السيول الأفاعى والعقارب للخروج من مخائبها لتهجم على العديد من المواطنين فى منازلهم حتى وصلت الإصابات بالتسمم الى اكثر من 400 شخص. والغريب أن مستشفيات أسوان لم تكن مستعدة بالأمصال المضادة للدغات الأفاعى والعقارب، مما اضطر المحافظ الى الاستغاثة بوزارة الصحة. وقد سارعت الوزارة بتدعيم المستشفيات بالأمصال اللازمة.
بعيدا عما يحدث فى أسوان، فإن التغيرات المناخية تلقى بظلالها على العالم أجمع. وقد اتخذت مصر العديد من الإجراءات لمواجهة تغير المناخ، لكنها تفتقر الى التمويل اللازم، مثلها مثل كثير من دول العالم النامى. لهذا توصلت القمة 26 للمناخ التى عقدت مؤخرا بمدينة جلاسكو باسكتلندا، وأصدرت أهم اتفاقياتها التى توصلت إليها بهدف درء التغير المناخى الخطير. وهو أول اتفاق مناخى على الإطلاق يخطط صراحة لخفض الفحم الذى هو أسوأ وقود أحفورى لغازات الاحتباس الحرارى. وتضمن الاتفاق دفع مزيد من الأموال للدول النامية، لمساعدتها على التكيف مع تأثيرات المناخ.
وتعهدت الدول بالاجتماع العام المقبل، والذى تستضيفه مصر بمنتجع شرم الشيخ، للتعهد بمزيد من التخفيضات الرئيسية للكربون حتى يمكن الوصول إلى هدف 1.5 درجة مئوية وهو ما سيتم فى قمة مصر. وقد حذر العلماء من أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية، فإن الأرض من المحتمل أن تتعرض لتأثيرات شديدة مثل تعرض ملايين آخرين للحرارة الشديدة. وفى تقرير لمحطة «بى بى سى» فإن الإنجازات الرئيسية في الاتفاقية، إدراج الالتزام بخفض الفحم التدريجي، وإعادة النظر في خطط خفض الانبعاثات على أساس أكثر انتظامًا، وزيادة المساعدة المالية للبلدان النامية. لكن الدول النامية لم تكن راضية عن عدم إحراز تقدم فيما يعرف باسم «الخسائر والأضرار» ، وهى الفكرة القائلة بأن الدول الغنية يجب أن تعوض الدول الفقيرة عن تأثيرات تغير المناخ التى لا تستطيع التكيف معها. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.
دعاء : لا إله إلا الله محمد رسول الله