د. إيمان تروي: تفاصيل ٣٠ دقيقة من الرعب داخل صيدليتها بالمحلة

الصيدلانية‭ ‬إيمان‭ ‬محمود‭
الصيدلانية‭ ‬إيمان‭ ‬محمود‭

محمد‭ ‬عوف

‭‬ مشهد‭ ‬مرعب‭ ‬وكأننا‭ ‬أمام‭ ‬لقطة‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬اكشن،‭ ‬لكنه‭ ‬نُفذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬داخل‭ ‬صيدلية‭ ‬صغيرة‭ ‬بأحد‭ ‬شوارع‭ ‬قرية‭ ‬بشبيش‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬المحلة‭ ‬الكبرى،‭ ‬المشهد‭ ‬عاشته‭ ‬الصيدلانية‭ ‬إيمان‭ ‬محمود‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمارس‭ ‬عملها‭ ‬بشكل‭ ‬معتاد‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المترددين‭ ‬على‭ ‬الصيدلية‭ ‬لطلب‭ ‬الدواء؛‭ ‬المشهد‭ ‬من‭ ‬بدايته‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القادم‭ ‬شخص‭ ‬غير‭ ‬متزن‭ ‬نفسيًا،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬كذلك؟‭!‬،‭ ‬وبماذا‭ ‬علق‭ ‬نقيب‭ ‬الصيادلة‭ ‬بالغربية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحادث؟‭!‬

 

الحادث‭ ‬من‭ ‬بدايته‭ ‬جرى‭ ‬هكذا؛‭ ‬فجأة‭ ‬يدخل‭ ‬شخص‭ ‬يدعى‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬أ‭ ‬س‭ (‬33‭ ‬سنة‭ ‬عاطل‭) ‬تبدو‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬علامات‭ ‬الريبة‭ ‬والشر‭ ‬حاملاً‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬سلاح‭ ‬أبيض‭ (‬منجل‭) ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬حش‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية،‭ ‬يقف‭ ‬وسط‭ ‬الصيدلية،‭ ‬يتفحص‭ ‬جميع‭ ‬أركانها‭ ‬وكأنه‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬مكتشفا‭ ‬مكانها،‭ ‬يتقدم‭ ‬نحوه‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬بالصيدلية‭ ‬يسأله‭ ‬عن‭ ‬غرضه،‭ ‬وبصوت‭ ‬مرتعش‭ ‬يطلب‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬روشتة‭ ‬طبيب‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬زجاجة‭ ‬قطرة‭ ‬معينة‭ ‬للعين،‭ ‬تقوم‭ ‬الدكتورة‭ ‬إيمان‭ ‬لإحضارها‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الأرفف‭ ‬وتعطيها‭ ‬له‭ ‬والخوف‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬يتملكها‭ ‬من‭ ‬تصرفات‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية؛‭ ‬الذي‭ ‬أمسك‭ ‬بزجاجة‭ ‬القطرة‭ ‬وقذفها‭ ‬في‭ ‬وجهها‭ ‬قائلاً‭ ‬لها‭ ‬‮«‬مش‭ ‬دي‭ ‬اللي‭ ‬انا‭ ‬عاوزها‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬تانية‮»‬،‭ ‬فردت‭ ‬عليه‭ ‬الصيدلانية؛‭ ‬‮«‬خلاص‭ ‬روح‭ ‬اكشف‭ ‬عند‭ ‬الدكتور‭ ‬ليوصف‭ ‬لك‭ ‬العلاج‭ ‬المناسب‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يعط‭ ‬المتهم‭ ‬للدكتورة‭ ‬إيمان‭ ‬الفرصة‭ ‬لكي‭ ‬تكمل‭ ‬كلامها‭ ‬حتى‭ ‬هاج‭ ‬وبدأ‭ ‬يحطم‭ ‬في‭ ‬زجاج‭ ‬الصيدلية‭ ‬بالمنجل‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬يده،‭ ‬وكلما‭ ‬حاول‭ ‬أحد‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه‭ ‬ازدادت‭ ‬حالة‭ ‬هياجه‭ ‬ومعها‭ ‬يحطم‭ ‬جزءًا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الصيدلية‭ ‬ختمها‭ ‬بتدمير‭ ‬جهاز‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬الخاص‭ ‬بالصيدلية‭ ‬تمامًا،‭ ‬صوت‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬بدأ‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬اصحاب‭ ‬المتاجر‭ ‬والمارة‭ ‬خارج‭ ‬الصيدلية،‭ ‬وكلما‭ ‬حاول‭ ‬أحد‭ ‬الجيران‭ ‬الدخول‭ ‬لاستطلاع‭ ‬الأمر‭ ‬تصدى‭ ‬له‭ ‬وأبرز‭ ‬السلاح‭ ‬فيأخذ‭ ‬بعضه‭ ‬وينصرف‭ ‬خوفًا‭ ‬على‭ ‬حياته،‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬الشخص‭ ‬لتكرار‭ ‬فعلته‭ ‬وسط‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‭ ‬تملكا‭ ‬الصيدلانية‭ ‬والعامل‭ ‬بالصيدلية،‭ ‬حاولت‭ ‬د‭.‬إيمان‭ ‬الاستغاثة‭ ‬عبر‭ ‬هاتفها‭ ‬المحمول‭ ‬لكنها‭ ‬أغلقته‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬حينما‭ ‬لاحظته‭ ‬وهو‭ ‬يراقبها،‭ ‬ماذا‭ ‬تفعل؟‭ ‬الصمت‭ ‬يخيم‭ ‬على‭ ‬المكان‭ ‬والناس‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬يراقبون‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬فكيف‭ ‬يواجهون‭ ‬شخصًا‭ ‬مختلاً‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬منجل؟‭! ‬لكن‭ ‬لكل‭ ‬قصة‭ ‬نهاية‭!‬

فصام‭ ‬عقلي

فجأة‭ ‬يخرج‭ ‬المختل‭ ‬فأسرع‭ ‬العامل‭ ‬الى‭ ‬غلق‭ ‬باب‭ ‬الصيدلية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬القصة‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد؛‭ ‬خرج‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬الصيدلية‭ ‬متوجهًا‭ ‬ناحية‭ ‬أحد‭ ‬الجيران‭ ‬الذي‭ ‬حاول‭ ‬تهدئته‭ ‬فتعدى‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬رأسه‭ ‬بالمنجل‭ ‬فسقط‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬مغشيًا‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬إصابته‭ ‬بجرح‭ ‬قطعي‭ ‬في‭ ‬الرأس،‭ ‬بينما‭ ‬فر‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬هاربًا،‭ ‬تجمع‭ ‬الجيران‭ ‬حول‭ ‬المصاب‭ ‬ونقلوه‭ ‬لمستشفى‭ ‬المحلة‭ ‬العام،‭ ‬وتوجهت‭ ‬الدكتورة‭ ‬إيمان‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬المحلة‭ ‬لتحرير‭ ‬محضر‭ ‬بالواقعة،‭ ‬حمل‭ ‬رقم‭ ‬34555‭ ‬جنح‭ ‬مركز‭ ‬المحلة‭ ‬الكبرى‭ ‬لسنة‭ ‬2021،‭ ‬وتم‭ ‬إخطار‭ ‬اللواء‭ ‬هاني‭ ‬عويس‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬مدير‭ ‬أمن‭ ‬الغربية‭ ‬بتعرض‭ ‬صيدلانية‭ ‬تدعى‭ ‬إيمان‭ ‬إبراهيم‭ ‬محمود‭ ‬صاحبة‭ ‬صيدلية‭ ‬بقرية‭ ‬بشبيش‭ ‬هي‭ ‬والعاملين‭ ‬بالصيدلية‭ ‬لاعتداء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شخص‭ ‬مقيم‭ ‬القرية،‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬يصدر‭ ‬مدير‭ ‬الأمن‭ ‬تعليماته‭ ‬بسرعة‭ ‬التحرك‭ ‬وضبط‭ ‬المتهم،‭ ‬تنتقل‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬لمعاينة‭ ‬مكان‭ ‬الواقعة،‭ ‬وبصوت‭ ‬يغلفه‭ ‬الخوف‭ ‬تدلي‭ ‬الطبيبة‭ ‬إيمان‭ ‬بأقوالها‭ ‬قائلة؛‭ ‬إن‭ ‬المتهم‭ ‬دائم‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬أهالي‭ ‬القرية‭ ‬وفرض‭ ‬سطوته‭ ‬وسيطرته‭ ‬باستخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيضاء‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬اعتراضه،‭ ‬مستغلاً‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬تؤكد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعالج‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬فصام‭ ‬عقلي‭ ‬مزمن‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المتابعة‭ ‬المستمرة؛‭ ‬وفي‭ ‬كمين‭ ‬للمتهم‭ ‬تمكنت‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬وإحالته‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تولت‭ ‬التحقيق‭ ‬تحت‭ ‬اشراف‭ ‬المستشار‭ ‬عماد‭ ‬سالم‭ ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬لنيابات‭ ‬شرق‭ ‬طنطا،‭ ‬وقررت‭ ‬حبس‭ ‬المتهم‭ ‬4‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيق،‭ ‬تم‭ ‬تجديدها‭ ‬15يومًا‭ ‬أخرى‭ ‬لحين‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬الفنية‭ ‬وأقوال‭ ‬شهود‭ ‬العيان‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬القرية‭.‬

حماية‭ ‬الصيادلة

انتقلت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الحوادث‮»‬‭ ‬لقرية‭ ‬بشبيش‭ ‬بالمحلة‭ ‬لرصد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬على‭ ‬الطبيعة،‭ ‬البداية‭ ‬تحدثت‭ ‬معنا‭ ‬الدكتورة‭ ‬إيمان‭ ‬إبراهيم‭ ‬محمود‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬التي‭ ‬وصفت‭ ‬المشهد‭ ‬بأنها‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ذهول‭ ‬ورعب‭ ‬مما‭ ‬حدث،‭ ‬وأضافت؛‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬اعتاد‭ ‬التردد‭ ‬على‭ ‬الصيدلية‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لآخر‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬منه‭ ‬شيء‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وكان‭ ‬يتصرف‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬كانت‭ ‬تصرفاته‭ ‬مريبة‭ ‬ومخيفة،‭ ‬فما‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ويتضمن‭ ‬مقطع‭ ‬اقتحام‭ ‬الصيدلية‭ ‬لم‭ ‬يكشف‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬جزء‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬المأساة،‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬دخل‭ ‬الصيدلية‭ ‬وتهجم‭ ‬علينا‭ ‬وظل‭ ‬يسب‭ ‬ويشتم‭ ‬بأبشع‭ ‬الألفاظ‭ ‬وطلب‭ ‬زجاجة‭ ‬قطرة‭ ‬وأدوية‭ ‬وعقاقير‭ ‬مخدرة‭ ‬وحينما‭ ‬أعطيته‭ ‬القطرة‭ ‬رفض‭ ‬وقذفها‭ ‬في‭ ‬وجهي‭ ‬وطلب‭ ‬نوعًا‭ ‬آخر‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬‮«‬توجه‭ ‬لطبيب‭ ‬أفضل‭ ‬للكشف‭ ‬عليك‭ ‬ولكي‭ ‬يوصف‭ ‬لك‭ ‬العلاج‭ ‬اللازم‮»‬،‭ ‬فلم‭ ‬يعجبه‭ ‬كلامي‭ ‬وهاج‭ ‬وظل‭ ‬يحطم‭ ‬في‭ ‬محتويات‭ ‬الصيدلية‭ ‬وحاول‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬بالصيدلية‭ ‬تهدئته‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يستجب،‭ ‬وحينما‭ ‬حاولت‭ ‬الاستغاثة‭ ‬بالجيران‭ ‬وأصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬المجاورة‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬الدخول‭ ‬وكلما‭ ‬اقترب‭ ‬أحد‭ ‬منهم‭ ‬ووجد‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬المتهم‭ ‬وما‭ ‬ان‭ ‬يقوم‭ ‬برفعه‭ ‬والاشارة‭ ‬بذبحه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الاقتراب،‭ ‬انصرف‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬ثم‭ ‬خرج‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وتعدى‭ ‬على‭ ‬جاري‭ ‬عم‭ ‬هاني‭ ‬الذي‭ ‬أصيب‭ ‬في‭ ‬رأسه‭ ‬وتم‭ ‬نقله‭ ‬للمستشفى،‭ ‬وتضيف‭ ‬الصيدلانية‭ ‬أنها‭ ‬تقدمت‭ ‬ببلاغ‭ ‬رسمي‭ ‬مدعومًا‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬هاني‭ ‬دنيا‭ ‬نقيب‭ ‬الصيادلة‭ ‬وبعض‭ ‬زملائها‭ ‬من‭ ‬الصيادلة‭ ‬الذين‭ ‬تضامنوا‭ ‬معها‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬البلطجي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬ضبطه‭ ‬واقتياده‭ ‬إلى‭ ‬ديوان‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬المحلة‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬وطالبت‭ ‬سرعة‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬حالته‭ ‬النفسية‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬اضطارب‭ ‬عقلي‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يكرر‭ ‬ذلك‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬مرتكبًا‭ ‬جريمة‭ ‬قتل،‭ ‬مشيرة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعالج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬عقلي،‭ ‬مطالبة‭ ‬بتأمين‭ ‬الصيدليات‭ ‬لحماية‭ ‬العاملين‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬البلطجية‭.‬

وبسؤال‭ ‬الدكتور‭ ‬هاني‭ ‬دنيا‭ ‬نقيب‭ ‬الصيادلة‭ ‬بالغربية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬رد‭ ‬قائلاً؛‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬هو‭ ‬منتهى‭ ‬الرعب‭ ‬والفزع‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬اجراءات‭ ‬رادعة‭ ‬ضد‭ ‬هؤلاء‭ ‬عامة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يحدث‭ ‬فيها‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬صيادلة‭ ‬وعاملين‭ ‬في‭ ‬صيدليات،‭ ‬مشيرًا‭ ‬أن‭ ‬الصيادلة‭ ‬جميعًا‭ ‬يرفضون‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مطالبا‭ ‬بتفعيل‭ ‬قانون‭ ‬المسئولية‭ ‬الطبية‭ ‬وضرورة‭ ‬سن‭ ‬قانون‭ ‬لحماية‭ ‬الصيادلة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواحهم‭ ‬وعلى‭ ‬الممتلكات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭.‬

أما‭ ‬شهود‭ ‬العيان‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬القرية‭ ‬فتحدثوا‭ ‬مطالبين؛‭ ‬بمعاقبة‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬بأشد‭ ‬أنواع‭ ‬العقاب‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬سليم‭ ‬نفسيا‭ ‬وعقليا،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬متهم‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬سابقة،‭ ‬ويتردد‭ ‬أن‭ ‬معه‭ ‬شهادة‭ ‬معاملة‭ ‬أطفال،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يقيم‭ ‬في‭ ‬قطعة‭ ‬أرض‭ ‬استولى‭ ‬عليها‭ ‬نتيجة‭ ‬افعاله‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬عليها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يريد‭. ‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬فقد‭ ‬كشف‭ ‬تقرير‭ ‬الفحص‭ ‬النفسي‭ ‬للمتهم‭ ‬باقتحام‭ ‬الصيدلية،‭ ‬والتعدي‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬بها،‭ ‬باستخدام‭ ‬سلاح‭ ‬أبيض‭ ‬‮«‬منجل‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬واضطرابات‭ ‬نفسية‭ ‬وعصبية،‭ ‬كما‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬كان‭ ‬يعالج‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬بطنطا‭ ‬ويعاني‭ ‬من‭ ‬فصام‭ ‬عقلي‭ ‬مزمن‭ ‬وبحاجة‭ ‬للعلاج‭ ‬والمتابعة‭ ‬المستمرة‭.‬