نهاية الصراع حول ١٠٠ مليون جنيه من ميراث د. أحمد بهجت

د. أحمد بهجت
د. أحمد بهجت

هبة عبد الرحمن

 مات الأب، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا لأبنائه، الإرث ليس فى المال والممتلكات فحسب، ولكن ترك خلفه السمعة الطيبة والسيرة الحسنة فى مصر وخارجها؛ بطل الحكاية التي بين ايدينا وشهدت أحداثها محكمة الأسرة، رجل أعمال عصامى، بنى نفسه بنفسه، لم يعرف المستحيل يومًا مسلكًا لأحلامه وطموحاته، التى سعى يومًا وراء الآخر لتحقيقها حتى وصل لغايته ليصبح من أهم رجال الاعمال المصريين.

«أحمد بهجت» رجل الأعمال الراحل صاحب قناة دريم الفضائية وملاهى دريم بارك ومنتجع دريم لاند وشركة جولدى للاجهزة الكهربائية، رحل عن عالمنا فى شهر مايو الماضى ورغم الكثير من الاقاويل التى انطلقت عن وجود خلافات بين ابنائه الثلاثة بسبب الثروة الطائلة التى خلفها وراءه والدهم، لكن سرعان ما لبث الاشقاء ليلملموا حالهم ويستعيدون قوتهم برباطهم الذى واثقهم به والدهم، وانطفأ فتيل الخلافات قبل أن تندلع.

وفى الوقت الذى اتفق فيه الاشقاء على كل شيء، وسكتت الشائعات حولهم، فوجئوا بمطلقة والدهم، «لونه صبرى الملكى»، وهى سورية الجنسية، كان قد تزوجها «أحمد بهجت» منذ سنوات مضت وأنجب منها ابنته الصغرى «ميرا» عمرها لم يتعد 19 سنة، وكان قد انفصل عنها بطلاق رسمي منذ عدة أشهر، وقد ظهرت فى طريقهم تختلف معهم وتقف فى وجههم، مطالبة بحقها معهم فى الميراث باعتبارها لازالت فى فترة العدة ومن حقها الحصول على إرث.

ورغم اتفاق الاشقاء المسبق مع مطلقة والدهم بعزمهم على إعطاء اختهم «ميرا» نصيبها من الإرث وعدم الجور على حقها بأى شكل من الاشكال، واعتبار والدتها الواصى عليها، إلا أنها أبت أن ترضى بالاكتفاء بنصيب ابنتها والحفاظ على حقها، وقررت الوقوف فى وجه أبناء طليقها الراحل، وطالبت بأن تدخل ضمن الورثة الشرعيين لميراث الراحل، مدعية بأنه طلقها قبل وفاته بشهور قليلة وبأنها لازالت فى فترة العدة ومن حقها الحصول على إرث من طليقها رجل الاعمال الراحل، وطالبت بالتدخل فى الحصول على إرث يقدر بأكثر من 100 مليون جنيه، وادعت بأن زوجها كان يعانى من المرض فى الآونة الاخيرة وبأنه تقريبا كان غير واع لما يقوله أو يفعله وأن أبناءه هم الذين أجبروه على تطليقها قبل وفاته بشهور قليلة.

لكن ادعاءات مطلقته لم تروق لابنة الراحل «دينا» والتى أسرعت بدورها إلى محكمة أسرة الشيخ زايد فى 6أكتوبر؛ تقدمت بالدعوى رقم 964 لسنة 2021 وراثات اسرة 6 اكتوبر والشيخ زايد فى يوم 9/6/2021  طالبت فيه بتحديد الورثة الشرعيين وهم شقيقيها، «عمر أحمد بهجت، وشهد احمد بهجت»، واختهم القاصر  «ميرا احمد بهجت» واعتبار والدتها الوصية عليها، وقالت؛ إنه بتاريخ 19/5/2021 توفى الى رحمة الله تعالى والدها المرحوم احمد بهجت فتوح وانه ترك ورثة شرعيين له وهم ابنائه، دينا وعمر وشهد وميرا دون غيرهم، وطلبت تحقيق وفاة ووراثة المرحوم، وقدمت حافظة مستندات طويت على اصل قيد وفاة المرحوم وصورة لتحقيق شخصية الراحل وقرار وصاية والدة ميرا عليها لانها قاصر.

وفى جلسة بتاريخ 22/6 الماضى حضر المستشار معتز الدكر محامى أبناء الراحل احمد بهجت، كما حضرت فى الجلسة السيدة لونه صبرى المالكى بصحبة محاميها، وقدمت صورة اشهاد طلاق المتوفى لها بتاريخ 25/2/2021 ثابت به طلاق المتوفى لها فى 17/2/2021، وقررت انها كانت زوجة للمتوفى وانه حال وفاته كانت فى فترة عدتها ومن ثم فيحق لها نصيبها من الميراث، فطالبت بعمل ما يسمى بـ (التدخل هجومى) فى الطلب الذى تقدمت به «دينا احمد بهجب» ابنة الراحل بغرض القضاء لها بتحقيق وفاة ووراثة والدها، وقالت السيدة «لونه»؛ انه تم اغفالها بطلب تحقيق الوفاة والوراثة وادعت أنها لازالت فى فترة العدة لانه توفى فى يوم 16/5/2021 بالخارج بدولة أمريكا على خلاف ما ثبت بشهادة وفاته بأنه توفى يوم 19/5/2021، وطلبت الاجل لتقديم المستندات الدالة على ذلك.

وقد قررت المحكمة إحالة المادة للمحكمة المختصة بسبب وجود نزاع على مادة الوراثة، وتحولت لدعوى قضائية حملت رقم 1766 لسنة 2021 أسرة الشيخ زايد، وقد حددت لها المحكمة جلسة بتاريخ 27/7/2021 لنظرها، وبعد عمل عدة جلسات صدر الحكم برفض التدخل الهجومى، وقالت المحكمة فى حيثيات الحكم:-

أحيلت الدعوى لهذه المحكمة وتداولت الدعوى بالجلسات ومثل فيها اطراف الدعوى كل بوكيل عنه، وحضرت المتدخلة «لونه صبرى المالكى» وقدمت عدة مستندات طالعتها المحكمة، وأقرت امام المحكمة بأنها من اللائى يئسن من المحيض، وحيث أنه من المقرر أن تعيين الورثة وتحديد أنصبائهم فى الارث وانتقال التركة إليهم تحكمه الشريعة الاسلامية، وتبين من قول المولى عز وجل «واللائى يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائى لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا» سورة الطلاق، و»الايسه» هى التى انقطع عنها المحيض لكبرها، وهذا يدل على أن السيده «لونه» نزلت فى حكم من لا تحيض وهنا عدتها ثلاثة أشهر عوضًا عن ثلاثة قروء فى حق من تحيض كما أكدت عليه سورة البقرة.

والأصل أن عدة المحيض ثلاث حيضات فتستحق النفقة عنها، أما عدة من لا تحيض لصغر فى السن أو بلوغها سن اليأس فهى ثلاثة أشهر عربية  فتستحق عنهم النفقة، وبشأن التدخل الهجومي من قبل «لونه» فى طلب «دينا احمد بهجت»،وبعد فحص المستندات التى تقدمت بها «لونه صبرى المالكى» فقد تبين أن الراحل «أحمد بهجت فتوح» قد طلقها فى 17/2/2021 الموافق 5 رجب 1442 هجرى، كما هو ثابت فى اشهاد الطلاق، وإقرار المتوفى به فى إشهاد الطلاق - وهو ما يخالف ما ادعته بأنه طلقها بسبب إجبار ابنائه على ذلك لكنها رغبة منه- ولما انها من النساء اللائى يئسن من المحيض كما قررت امام هيئة المحكمة، فعدتها بذلك ثلاثة اشهر عربية لذا فعدتها تنقضى بمضى ثلاثة اشهر عربية من تاريخ الطلاق اى أن عدتها انقضت شرعًا يوم 5 شوال 1442 هجريا الموافق 17/5/2021، ولا يقدح فى ذلك أن بعض الشهور العربيه قد تأتى 29 يوما، فاذا كان ذلك فإن عدتها تنتهى قبل هذا التاريخ.

وتقول سطور حيثيات الحكم:ولما كان المتوفى قد توفاه الله فى 19/5/2021 طبقا للثابت، فإن عدة المدعوة «لونه صبرى المالكى» قد انقضت شرعا قبل وفاة المتوفى لرحمة الله تعالى «أحمد بهجت فتوح عبد الفتاح»، مع الاخذ فى الاعتبار ما قررته «لونه» ان الوفاة كانت فى 16/5/2021 بالولايات المتحدة الامريكية، وقد امهلتها المحكمة لاثبات ذلك،الا انها لم تقدم مستندات تفيد وفاة الراحل فى ذلك التاريخ المزعوم، وان الثابت لدى المحكمة أنه توفى فى تاريخ 19/5/2021.

لذلك رأت المحكمة أن طلبات طليقته هجوميًا بمادة الوراثة جاءت على غير سند صحيح من الشريعة الاسلامية والقانون ويتعين على المحكمة رفضها، لذلك قررت المحكمة فى جلسة 22 سبتمبر الماضى برفض التدخل الهجومى من قبل «لونه صبرى»، وتحقق وفاة ووراثة المتوفى لرحمة الله تعالى «أحمد بهجت فتوح عبد الفتاح»، وبعد سماع شهادة الشهود ومطالعة الاوراق والمستندات قررت إنحصار إرثه فى أولاده البالغين، دينا ،عمر، شهد، والقاصرة «ميرا» والمشمولة بوصاية والدتها «لونه صبرى المالكى» ويستحقون كل التركه تعصيبًا للذكر مثل حظ الانثيين، دون شريك ولا وارث ولا مستحق توصية واجبه دونهم، صدر الحكم برئاسة المستشار، كمال مختار، وعضوية المستشارين، احمد عطوه، وحسين رضا، وبحضور باهر يحيى وكيل النيابة، وأمين السر كريم أحمد.