لحظة صدق

لعبة الدومينو والأزمة العالمية

الهام أبو الفتح
الهام أبو الفتح

لا حديث للعالم كله الآن إلا عن موجة من غلاء الأسعار والتضخم التى سيواجهها العالم كله بلا استثناء.. وبدأت آثارها على معظم دول العالم، هذا الأسبوع ؛ نشرت جريدة الفيننشال تايمز تقريرا مطولا حول ما يحدث فى العالم من تضخم كبير وأنه سيكون مثل قطعة الدومينو  يبدأ بارتفاع أسعار الطاقة ثم يتوالى انهيار باقى السلع، وهو التشبيه الذى أطلقه الرئيس الأمريكى جو بايدن لهذه الأزمة العالمية التى تبدأ بسقوط قطعة واحدة من لعبة الدومينو تسقط بعدها جميع القطع  بمعنى أن العالم كله سينهار بسبب هذه الأزمة مما أدى إلى أن كثيرا من الدول اتخذت إجراءات بدأتها الصين بتوجيه نداء إلى مواطنيها  لتخزين السلع الأساسية ومصارحتها ـ وهذه المصارحة سابقة هى الأولى من نوعها فى الصين ـ  إنها تواجه أزمة كبرى وأن هذه الأزمة ستتزايد خلال الفترة القادمة مما أدى إلى رعب عالمى وارتباك حول كيفية مواجهة الأزمة.. التى أرغمت أمريكا على إعلان أقصى درجات الاستعداد للمواجهة وتضغط على الأوبك لزيادة الإنتاج لتقليل سعر برميل البترول، فقد قفزت أسعار بيعه للمستهلك فى الولايات المتحدة بصورة مخيفة، وهو ما انعكس على معدل التضخم الذى  تؤكد الفيننشال تايمز أنه ارتفع فى أمريكا منذ أكتوبر الماضى  بأسرع وتيرة منذ ثلاثة عقود مع انتشار تداعياته وتصدعاته وضغوطه التضخمية فى جميع صروح الاقتصاد، مما وضع إدارة بايدن فى ركن حلبة المصارعة فى موقف دفاعى وزادت احتمالات قيام مجلس الاحتياطى الفيدرالى برفع أسعار الفائدة بدءا من العام المقبل!
لكن ماذا عن آثار هذا الإعصار العالمى على الاقتصاد المصرى، وكيف استعدت مصر؟
مصر أعلنت عن الأزمة وبدأت اتخاذ خطوات لمواجهتها مثل زيادة السلع الغذائية وإنشاء مصانع للأغذية وخطوط انتاج جديدة ومزارع للأسماك  وتأمين مخزون استراتيجى يكفى البلاد لمدة طويلة وتوفير منتجات اللحوم والألبان ..
نثمن يقظة مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسى لاتخاذ الإجراءات الاستباقية لكى نحمى الغذاء ونحمى الاقتصاد المصرى
المعروف أن الطريق الوحيد للنجاة هو الاكتفاء الذاتى سواء على مستوى مصر أو على مستوى قارة أفريقيا التى تمتلك الكثير من الثروات الغذائية والحيوانية والمناجم وأراضيها الشاسعة التى لم تستغل حتى الآن قد تكون هذه الخطط تأخرت ولكن لا شئ مستحيل.
الأزمة يستعد لها العالم كله ونحن أيضا نستعد لها ولكن لابد من حملات توعية كبيرة لترشيد الاستهلاك والاكتفاء الذاتى والاستعداد بكل الوسائل  نحتاج إلى رفع درجة الوعي
شكرًا