فى الصميم

هل سيفهم المرتزقة أن اللعبة انتهت؟!

جلال عارف
جلال عارف

تلقى الحل السياسى للأزمة الليبية دعمًا دوليًا كبيرًا من اجتماع باريس بحضور رؤساء فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومصر مع نائبة الرئيس الأمريكى «كاميلا هاريس»، وممثلى ٢٥ دولة من دول الجوار والدول المشتبكة مع الأزمة الليبية.
انعقاد المؤتمر قبل ستة أسابيع من الموعد المُقرر للانتخابات، كان مهمًا فى مواجهة أى عراقيل تضعها أطراف محلية أو أجنبية؛ لتعطيل هذا الاستحقاق المهم الذى يفتح الباب للأوضاع الطبيعية وتأكيد سلطة الدولة. ومن هنا جاء التأكيد بالإجماع على دعم إجراء الانتخابات فى موعدها، وتقديم ما يضمن نزاهتها، وما يضمن كذلك اعتراف كل الأطراف بنتائجها.. مع الإشارة إلى الاتجاه لفرض عقوبات دولية على أى جهة أو شخص يُعطِّل العملية الانتخابية والانتقال السياسى فى ليبيا.
ورغم غياب الرئيسين الروسى والتركى عن اللقاء المهم، فقد كانت قضية خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا حاضرةً. وكان تأكيد المؤتمر على ضرورة تنفيذ هذا الاستحقاق قد سبقه إعلان من روسيا عن دعمها لما يُقرره المؤتمر بهذا الشأن، والكشف عن خطوة رمزية بسحب ٣٠٠ من المرتزقة التابعين لشركة «فاجنر» الروسية.. بينما تحفظت تركيا على قرار المؤتمر، ليبقى الموقف التركى عائقًا أمام الخطة المرحلية التى أعدتها ليبيا من خلال اللجنة العسكرية «٥  ٥»، والتى تقضى بسحب ٢٠٪ من القوات الأجنبية والمرتزقة قبل الانتخابات!
هذا يعنى أن الموقف المصرى المبدئى الداعم للحل السياسى ولخروج القوات الأجنبية وميليشيات المرتزقة يلقى كل التأييد الدولى. وأن المطلوب الآن أن يتواصل الجهد الدولى لإتمام العملية الانتقالية فى ليبيا، ولمساعدة الأطراف الليبية الوطنية على محاصرة كل محاولات قطع الطريق على إتمام الاستحقاق الانتخابي، وعلى تطهير الأرض الليبية من المرتزقة، والقوات الأجنبية.
الرهان الأكبر هنا أن شعب ليبيا يُريد استعادة دولته وضمان وحدتها وتحرير أرضها من ميليشيات الإرهاب والمرتزقة، وأن العالم كله يدرك الآن ضرورة أن تتوقف الجريمة التى ارتكبت بحق شعب ليبيا والتى حوَّلت ليبيا إلى ساحة لإرهاب يهدد المنطقة والعالم. وأن رعاة الإرهاب فى ليبيا يُدركون جيدًا أن اللعبة انتهت!!