قنوات تبتز الفتيات بعد التهديد بالتشهير بهن 

بعد فيسبوك وتويتر.. قنوات تبتز الفتيات على الـ« تيليجرام»

تيليجرام الفضائح
تيليجرام الفضائح

محمد عطية

وكأن البعض يصرون على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في كل ماهو خاطئ ومسيء، ماجعل الكثيرون يصرخون: كوارث السوشيال ميديا لا تنتهي.

  ولعلك ترى أن قائمة التريندات تزدحم يومًا بعد يومٍ بالعديد من القصص والحكايات، وخلال الأيام الماضية تصدرت واقعتان جديدتان قائمة الأكثر تداولاً بين رواد السوشيال ميديا؛ الأولى كانت حملة لغلق قناة على تطبيق التيليجرام يستخدمها صاحبها في تهديد وابتزاز الفتيات، أما الحملة الأخرى كنت بعنوان «حق سارة فين» للدفاع عن سيدة مطلقة تعرضت للتهديد والتشهير من طليقها عبر عدة صفحات بتطبيقات فيسبوك وتويتر وقنوات التليجرام.

لم يكتف هواة ارتكاب الحماقات والجرائم بصفحات فيسبوك وتويتر وانستجرام، لكنهم عمدوا إلى تدشين قنوات فيديو على تطبيق «تليجرام» وصاروا يمارسون جرائمهم ظنا منهم أنهم بعيدين عن أيدي العدالة، لكنهم سقطوا في أيدي رجال الشرطة الأسبوع الماضي.

ابتزاز مطلقة

  بمجرد دخولك على هذا الترند ستجد مئات التويتات بل الآلاف من المتعاطفين معها خصوصاً بعد نشر مذكرة مكتوب أسمها عليها فتدعى «سارة.أ» تناشد فيها رئيس نيابة الشرق بورسعيد، بضرورة التدخل لوقف سياسة الابتزاز التي يتبعها طليقها «و.ق.ر»، بعد طلاقها منه خلعًا لاستحالة العشرة بينهما على حد قولها، وأضافت خلال استغاثتها إلى أن زوجها ينشر محادثات مفبركة للتشهير بها وبأسرتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب ادعائه أن الأطفال ليسوا أولاده.

بينما نصت المذكورة؛ أن طليقها ينشر صور لها، ويظهر فيها فيديوهات وهو يسيء إلى سمعتها ويتهمها بالخيانة الزوجية، وسرعان ما يتهرب عند مطالبتها بعمل تحليل DNA لإزالة كل هذه الاتهامات عنها، لإيقاف التشهير والقذف الذي يمارسه على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يسبب لها أضرارًا نفسية جسيمة بين الأهل والأصدقاء والجيران، ويجعلها حبيسة جدران غرفتها، بينما انتشرت المذكرة عبر موقع تويتر، لتثير تعاطف الجميع مع السيدة، واستنكارهم لتصرفات طليقها، الى أن أطلق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر هاشتاج باسم حق سارة فين وبرفقته المذكرة التي كتبوها، والبعض الآخر غير اسم صفحته الشخصية للتضامن معها، مطالبين المسئولين بسرعة التدخل، كما طالبوا مباحث الإنترنت بتتبع الإجراءات الخاصة بأزمتها.

لم نتوقف في»أخبار الحوادث» عند ما قرأناه، لكننا اتجهنا إلى البحث للوصول إلى الصورة كاملة، وجدنا فيديوهات لشخص يدعى أنه محامي الزوج وطول الفيديو يشهر ويقذف الزوجة بأبشع الألفاظ، حاولنا التواصل مع الزوجة عن طريق صفحتها، وبعد ساعات من البحث توصلنا لرقم هاتفها إلا إنها لم ترد، أيضًا حاولنا التواصل مع محاميها عن طريق رقمه المتواجد بصورة المذكرة المقدمة للنيابة ببورسعيد فلم يرد أيضاً، ومازلنا أمام لغز غريب.

 

تطبيق العصابة

في واقعة أبشع من سابقتها على إحدى القنوات بتطبيق التيليجرام بها أكثر من ألف شاب يسمونها «قناة العصابة»، وهم مجموعة شباب يطلقون على أنفسهم اسم العصابة يتبادلون داخل هذه القناة صور وأرقام بعض البنات ويدعون أنهم يحبون ممارسة الرذيلة فمن يرغب يأخذ أرقامهن، وجدنا قناة أخرى اسمها «فيمنستات عوانس الحاضر ونواشز المستقبل»، ونشاطها في كتابة تعليقات وألفاظ خارجة بجانب صور إحدى الفتيات لفضحها أمام والدها وأقاربها ومن يريد الزواج منها. باختصار معظم هذه القنوات هدفها واحد هو تبادل الشباب فيها بينهم صور عارية وأرقام للعديد من الفتيات، ليس هذا فقط بل يبدأ الحديث بينهم في التشهير بأي فتاه وسبها بل يحاولون كل منهم بالوصول إليها لتهديدها بصورها وابتزازها مادياً وجسدياً، في الوقت ذاته بدأت بعض البنات التخوف من هؤلاء الشباب وحاولن مراضاتهم للهروب من أذيتهم ومنهن من حاولت الانتحار خوفاً من الفضايح التي تسببت لهن، لكن ظهرت أحد الفتيات التي قررت الذهاب للإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات ونظم الاتصالات وبدأت بإخطارهم بالبلاغ ضد أحد الأشخاص لقيامه بإنشاء قناة على تطبيق تيليجرام، وينشر صور شخصية لها مصحوبة بعبارات إساءة وتشهير بها، وبالفحص من قبل رجال الأمن تبين صحة الواقعة، وبإجراء التحريات وجمع المعلومات من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة، أسفرت الجهود عن تحديد مرتكب الواقعة، تبين أنه طالب ومقيم بمحافظة دمياط.

عقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن دمياط، تم إعداد عدة كمائن ثابتة ومتحركة لاستهدافه، إلى أن تم ضبطه بأحد الأكمنة وعثر بحوزته على هاتف محمول وبفحصه تبين وجود آثار ودلائل على ارتكابه واقعة تحرشه بالشاكية من خلال إرسال رسائل لحسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ووجود آثار ودلائل على ارتكابه واقعة أخرى بذات الأسلوب، فتم اقتياده إلى ديوان القسم بمواجهته أمام رجال الأمن، اعترف بتعرفه على القائم بإدارة القناة، ومساعدته في التشهير بعدد من الفتيات عبر القناة، تم تحرير محضر بالواقعة، بينما استكمل رجال الأمن البحث عن القائم بإدارة القناة، وبإعداد عدة كمائن لاستهدافه تمكن رجال الأمن من ضبطه المتهم الثاني «أ.ت» لنشره صورًا وألفاظًا خادشة للحياء العام، ولتهديده فتيات ليبتزهن ويشهر بهن في جروبات مفتوحة، وكان من بين الضحية الفتاة «مريم.أ» ضحية تحرش مترو السادات، كما أعترف المتهمون أن الفتيات التي كن تحاولن الوقوف ومساندتها معنويًا كن ينلن عقابهن بأن نأخذ  صورهن ونشهّر بهن، بالإضافة إلى أنهم كانوا ينتقمون من بعض البنات لأسباب أخرى.

  تم تحرير محضر بالواقعة وأخطار مدير الأمن الذي أمر بإحالتهما إلى النيابة العامة ، وبدورها أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.