أيمن فاروق
نجح رجال الأمن فى إنقاذ رهائن حادث الفيوم بعد احتجاز بلطجي لـ12 شخصًا من أفراد أسرته ما بين زوجته وشقيقتها وأبنائها وحماته، لكن في التوقيت المناسب والصح يتدخل رجال العمليات الخاصة في إنقاذ الرهائن، وهي الفرقة التابعة لقطاع الأمن الوطني، فهم مدربون على التعامل بشكل إنساني مع الضحايا، حيث أن أول كلمة وجهوها للضحايا كانت «ماتخافوش».
وحدة مكافحة الإرهاب الدولي، والشهيرة بالنمور السوداء، هم أصحاب نظرات ثاقبة من خلف قناع أسود اللون، يرصدون فى حذر ودقة هدفهم، بتحركات ثابتة وأقدام راسخة فى الأرض، وخطوات متوازية بتكتيك عالٍ بين القوات، أسلحتهم مصوبة ناحية الهدف، عند التوقيت صفر يبدأ الاقتحام والتعامل بقوة مثلهم فصدق فيهم تسميتهم بالنمور السوداء، إنهم أفراد الوحدة 333 أو أفراد وحدة مكافحة الإرهاب الدولى وإنقاذ الرهائن، التى لفتت الأنظار فى العديد من العمليات الحاسمة، مثل القضاء على همام عطيه زعيم «أجناد مصر»، بعد تحديد ورصد مكان اختبائه، ومؤخرا استطاعت القبض على مسجل خطربالفيوم دون تصفيته، وتحرير الرهائن دون إراقة نقطة دم واحدة من هؤلاء الرهائن الذين هم في الأصل أفراد أسرته، وحافظوا على أرواح أفراد أسرته، فماهي حكاية وحدة إنقاذ الرهائن «333»، ومهام عملها، نكشفها فى سطور التقرير التالي من قبل خبراء أمن.
المؤكد أن وحدة إنقاذ الرهائن «333»، لم تدخر وسعًا في محاولة إثناء البلطجي عن التراجع وتسليم نفسه لكنه ظن أن هذه الفرقة القتالية ستدخل معه في تفاوض، متناسيًا أن عقيدة الأمن الثابته؛هي لا تراجع ولا تفاوض مع بلطجي أو إرهابي، وأن اليد الطولى ستكون دائمًا للحق؛ وهنا هم رجال الأمن حماة الجبهة الداخلية؛ فتمت عملية الاقتحام بمعرفة قوات على أعلى مستوى من التدريب للحفاظ على حياة المحتجزين، وفي لحظات كانت فرقة النمور السوداء داخل منزل المسجل خطر، ودون إراقة نقطة دم واحدة من المحتجزين تم تخليصهم من مخالب المسجل خطر، والقبض عليه حيًا، نجح النمور السوداء فى أداء المهمة، باحترافية شديدة، فى العملية النوعية، التي رفعت شعار الحفاظ على أرواح المحتجزين من الأطفال والنساء، وتم الاقتحام بعد تفجير الأبواب المحصنة، وتبادل إطلاق النار مع القوات مما اسفر عن إصابة المتهم بطلق ناري فى قدمه وسقوطه أرضًا.
عقب تحرير الأسرة، تبين أن البلطجى أيمن عبد المعبود الشهير بـ»خط الفيوم، قتل والدة زوجته «حماته»، وألقى جثمانها بفناء المنزل قبل عملية الاقتحام بساعات، ومارس أشد أنواع التعذيب ضد افراد أسرته المختطفة، وضربهم بكل قسوة.
مهام خاصة
السؤال الذي يتبادر للذهن من أول وهلة؛ ما هي وحدة مكافحة الإرهاب الدولي «333»، أو ما يُطلق عليها وحدة إنقاذ الرهائن؟!، ماهي طبيعتها ومهامها؟، فى البداية قال اللواء أشرف أمين، الخبير الأمني، إن فرقة إنقاذ الرهائن «333»، مدربين تدريب راقي وعلى أعلى مستوى، وهي وحدة تتبع قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، دورها الرئيسي يكون إنقاذ المحتجزين فى الجرائم المنظمة، مثل اختطاف الرهائن واحتجازهم فى الطائرات واختطاف شخصية سياسية أو إعلامية بارزة.
وأضاف؛ أن أفراد هذه الفرقة حاصلين على تدريبات داخل مصر وخارجها، للتعامل مع مثل هذه الحالات بثقة وثبات انفعالي، وكان هذا واضحا فى واقعة الفيوم.
وأشار؛ إلى أن الأمن الوطني دائما ما يتطور فى أدائه وقد تم إنشاء هذه الوحدة منذ السبعينات فى قطاع أمن الدولة آنذاك وتقلص دورها ثم تم تطويرها مؤخرًا وتدريبها بشكل راقي وعال.
وأضاف اللواء أمين؛ أن وزارة الداخلية تطور من أدائها طبقًا للظروف المحيطة بها، وحينما زادت حوادث الإرهاب بداية من 2013 كان لزامًا لمواجهة هذه الأمور إعادة صياغة هذه المجموعة «333»، كما إنها تتداخل فى تدريب مشترك مع قوات الأمن المركزي لكنها تتبع الأمن الوطني.
ويقول اللواء فاروق المقرحى الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق، وعضو مجلس الشيوخ؛ إن وحدة مكافحة الإرهاب الدولى أو الوحدة 333، التى تشتهر باسم النمور السوداء هى وحدة أمنية عالية التدريب تابعة لقطاع الأمن الوطني، وتتلقى تدريبات على أعلى مستوى داخل وخارج مصر، ومؤهلة للتعامل مع كافة المخاطر الأمنية الدقيقة مثل التصدى للعمليات الإرهابية وتحرير الرهائن وتصفية البؤر الإرهابية شديدة الخطورة، وهى مماثلة للفرقة 777 و999 التابعة للقوات المسلحة المصرية، كما إن لها تدريب خاص ومهام خاصة وتحديدًا فى العمليات الإرهابية.
وأضاف؛ أن حادث الفيوم حادث جنائي مرتكبه مسجل خطر شديد الخطورة، اعتاد أن يعذب أسرته نتيجة سوء سلوك ظنًا منه أنه يستطيع استباحة دماء أسرته وأهل قريته ومحاولة فرض النفوذ خارج إطار القانون لكن هيهات أن يفعل هذا أي شخص خارج عن القانون.
ثبات إنفعالي
ويقول اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني، إن وحدة «333» من أقوى الفرق فى الشرطة المتخصصة فى تحرير الرهائن وغيرها من العمليات القتالية الأخرى وهي تابعة لفرق مكافحة الإرهاب الدولي التابعة لقطاع الأمن الوطني، حصل أفرادها على فرق خارجية فى ألمانيا وأمريكا وانجلترا ومدربين على تحرير الرهائن وخاصة فى الأحداث الإرهابية، وهم اشتركوا فى العملية الأخيرة بالفيوم حفاظا على أرواح الأسرة بعد قتل البلطجي لحماته، مؤكدًا أن قوة الدولة تتضح فى حماية مواطنيها، وهذه الفرقة مجهزة على أعلى مستوى بتدريبات خارجية يشرف عليها خبراء دوليين.
وأوضح، اللواء محمد نور الدين، أن وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، أجرى عمليات تطوير كبيرة فى وزارة الداخلية، من تطوير السجون، ومقارات الشرطة، وتأمينها والعلاقات وذلك بالطبع بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لأن إن لم يكن هناك دعم ستظل الأفكار راكدة ولا تجد مجالا للتنفيذ.
وقال اللواء خالد الشاذلي، الخبير الأمني؛ فى الفترة الأخيرة شهد قطاع التدريب وإدارة العلميات الخاصة بإدارة التدريب والإدارة الخاصة بالإرهاب الدولي التابعة لقطاع الأمن الوطني، تدريبًا كبيرًا على أعلى مستوى، كما يتم اختيارهم بعناية فائقة، حيث يأخذون دورات فى الثبات الانفعالي وتوقيت الهجوم، ودراسة المكان دراسة كاملة، بالتعاون مع الأمن العام، والبحث الجنائي وواضح ذلك فى المأمورية الأخيرة بالفيوم حيث تم ضبط المتهم دون تصفيته، وإنقاذ الرهائن وتحريرهم بدون إصابات أو خسائر.
واضاف؛ أن هذه الفرقة تضم أمهر عناصر الشرطة المصرية وأكثرها كفاءة وجميع عناصرها مدربون على استخدام كافة أنواع الأسلحة واستخدام كافة التقنيات الأمنية والفنية التكنولوجية المساعدة، ومن ثم يشاركون في معظم العمليات الأمنية التي تنفذها الأجهزة الأمنية خاصة في سيناء والحوادث الإرهابية، حيث إنهم مدربون على كافة فنون القتال ومهارات القنص، بالإضافة إلى أساليب التخطيط المتطورة لاقتحام الأماكن الخطرة والخروج بأقل الخسائر الممكنة.