قرى الأقصر تودع الحرمانl «الرياينة».. من طى النسيان إلى «حياة كريمة»

قرى الأقصر تودع الحرمان
قرى الأقصر تودع الحرمان

الأقصر ـ محمد مخلوف

حياة كريمة لكل مصرى وكل مصرية، شعار حوّلته القيادة السياسية إلى حقيقة وواقع، بعد أن وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى  بتغيير الحياة فى القرى الأكثر احتياجاً، من منطلق إيمانه بأن المواطن هو البطل الحقيقى الذى أسهم فى نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي، ومن هنا كان رد الجميل.

وقامت "آخرساعة" بزيارة لقرية "الرياينة" بمركز أرمنت التى خرجت من طى النسيان وبدأت تتحول إلى العمار والتطوير، وهى إحدى القرى التى بدأ العمل فيها من خلال مؤسسة "حياة كريمة" بمحافظة الأقصر، لرصد الوضع على الطبيعة والاستماع للأهالى ومعرفة آرائهم بشأن المشروعات التى بدأ العمل فيها.

فى البداية التقينا محافظ الأقصر، المستشار مصطفى ألهم، الذى أكد لـ"آخرساعة"، أن هناك سعادة ورضا كبيرين من أهالى المحافظة، خاصة المراكز التى وصلت إليها مبادرة "حياة كريمة"، فعدد سكان المحافظة حوالى مليون و500 ألف نسمة، وكان مُخصصاً لمشروعات حياة كريمة فى مركزى "أرمنت وإسنا" نحو 5 مليارات جنيه، ووجدنا أن هناك احتياجاً لمشروعات تكلفتها تتجاوز 9 مليارات جنيه لتكون كاملة المرافق ولإدخال كافة الخدمات، وتمت الموافقة على كل المطلوب، فالمركزان لا تتجاوز نسبة الصرف الصحى فيهما 7%، ونسبة الفقر فى المركزين تتجاوز 70%، وهما يمثلان أكثر من ثلث عدد سكان المحافظة.

وتابع: هناك أيضاً توجيه من الرئيس السيسى بتعظيم أصول المحافظة وتوفير فرص عمل للمواطنين وعمل تكتلات اقتصادية تناسب كل قرية ومركز مثل مشروعات تجفيف الطماطم والحرف اليدوية.. إلخ، فنحن المحافظة الثانية على مستوى الجمهورية التى تعمل بنظام التأمين الصحى الشامل، وأكثر من مليون مواطن سجّلوا على المنظومة الصحية بالأقصر.

من جانبه، يقول منسق مؤسسة حياة كريمة بالأقصر، المهندس محمود صادق، إن المبادرة تشمل مركزى أرمنت وإسنا، بإجمالى 34 قرية و258 تابعاً وتجمعاً ريفياً، وكافة مشروعات حياة كريمة بالأقصر تنفذها كل أجهزة الدولة من جهات وهيئات تنفيذية وحكومية والتعاون مع مؤسسة حياة كريمة، بالإضافة إلى الدعم المجتمعى لتنفيذ هذه المشروعات، بشكل يضمن تحقيق النفع العام وتطوير الريف طبقاً لرؤية رئيس الجمهورية لتحسين جودة الحياة والخدمات بالقرى فى الريف المصري.

ويتابع: قرية الرياينة التابعة لمركز أرمنت (جنوب الأقصر) عدد سكانها 28 ألف نسمة، تشهد تنفيذ مشروعات الصرف الصحى من شبكات انحدار ومحطة رفع رئيسية لخدمة القرية والقرى المجاورة، بنسبة تنفيذ تقترب من 65%، حيث يتم أيضاً تنفيذ تطوير ورفع كفاءة مركز شباب الرياينة لخدمة شباب القرية، حيث تجرى الآن أعمال التطوير الخاصة بالمبنى بنسبة 20%، ويتم تنفيذ مجمع خدمات حكومية يشمل تقديم خدمات متطورة (مركز تكنولوجي، خدمات البريد والتموين والتوثيق والتضامن الاجتماعي)، تواكب خطة الدولة لتسهيل الخدمة على المواطنين فى القرى، بنسبة تنفيذ 65%، وجارٍ العمل على إنشاء وتجهيز مدرسة سواحل أرمنت للتعليم الأساسي، كما تم تطوير وحدة طب الأسرة الخاصة بالقرية وذلك ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل بالأقصر. 

ويشير منسق حياة كريمة بالأقصر إلى أنه جارٍ العمل حالياً على بدء أعمال تطوير شبكات الكهرباء بالقرية (الجهدين المتوسط والمنخفض)، وجارٍ إنشاء نقطة إسعاف بالقرية، بالإضافة إلى أنه مستهدف تنفيذ العديد من الخدمات الأخرى من غاز طبيعى وتحسين شبكات البنية الرقمية والإنترنت، وكذلك رصف الطرق الرئيسية وتثبيت الطرق الداخلية بالقرية ضمن أعمال المبادرة.

وفى جولة داخل قرية الرياينة، اصطحبنا عضو اللجنة المجتمعية لـ"حياة كريمة" بالقرية، عبدالهادى عبدالرحيم، وأكد أنه التقى أهالى القرية وقام بحصر المشروعات المطلوبة لتنمية القرية وطرحها على رئيس الوحدة المحلية وتم تقديمها فى  مقترحات ومحاضر رسمية لعرضها على جهات الاختصاص، وهى 32 مشروعاً، وتمت الموافقة على المشروعات بأكملها، ولذا نوجه الشكر إلى الرئيس السيسى  على هذه الهدايا، كما نشكر محافظ الأقصر والمسئولين على متابعتهم المستمرة، لأن أى مشروع كانت تظهر فيه أى عقبة تتدخل الحكومة لحلها.

"شكراً للرئيس السيسي.. بنحبك يا ريس"، بهذه الكلمات بدأت فاطمة عبدالعال (58 عاماً) من أبناء القرية حديثها لنا، وتابعت: "فيه مشروعات كتير بتعملها الدولة عندنا، أهمها الصرف الصحى والسكن الآمن والكريم، وأنا عندى بيت تم حصره، وقالوا لى هيعملولى بيت جديد بنظام حديث بالخرسانة وفيه رخصة، بس ياريت يعملوه بسرعة لأن بيتنا قديم ومتهالك وممكن يقع علينا".

قاطعها محمود النجار (62 عاماً - موظف بالمعاش) قائلاً: "أهم مشروع عندنا الصرف الصحى لأننا بنعانى مشاكل كتيرة، المشروع اللى بيتعمل للصرف دلوقتى  بدأ فى2011 وتوقف عدة سنوات، وبعد تولى الرئيس السيسى الحكم وجه باستكمال المشروع وعاد العمل فيه وحقق نسب تنفيذ كبيرة.. دا مشروع العمر".

"أنا عاوزه أشكر الرئيس والحكومة"، قالتها حميدة على (54 عاماً) بصوت عالٍ، وتابعت: "كنا بنحلم يكون عندنا خدمات فى القرية، كل ما نحتاج حاجة نروح المركز أو قرى أخرى بعيدة، ودا فيه مشقة وتكلفة مادية كبيرة علينا، لكن حالياً إحنا عاوزين المشروعات اللى بتتعمل فى القرية تخلص فى أسرع وقت، علشان هتوفر علينا حاجات كتير".

توجهنا إلى مشروع إنشاء نقطة إسعاف داخل القرية، وهناك التقينا عضو اللجنة المجتمعية لحياة كريمة، باتعة نوبي، حيث أكدت أهمية إنشاء نقطة إسعاف بالقرية، لأن أقرب نقطة إسعاف توجد فى قرية "المحاميد بحري" وتبعد عن الرياينة حوالى  12 كيلومترا، وهى مسافة كبيرة.

 وتابعت: "كان العديد من الحوادث تقع هنا نظراً لوجود طريق أسوان القاهرة الزراعى  السريع الذى يمر جزء كبير منه بالقرية، ويوجد أيضاً دير مارجرجس بالرزيقات بحرى، وفى شهر نوفمبر من كل عام وهى فترة إقامة الدير يحدث الكثير من الحوادث، لذلك فالقرية فى أمس الحاجة لوجود نقطة الإسعاف".

"تحيا مصر، ورئيسنا وجيشنا وشرطتنا"، بهذه الكلمات بدأ أحمد السيد (71 عاماً) كلامه معنا، وأضاف: "فرحان جداً وفى قمة سعادتى بحجم المشروعات اللى  بتتعمل عندنا فى القرية، ومبسوط وعاوز أرقص كمان، لأن ماحدش كان بيسأل فينا من المسئولين، وحالياً أكبر مسئول فى الدولة الرئيس السيسى وضع كل اهتمامه بنا فلازم نشكره".

يقول حامد السيد (68 عاماً - مزارع): "أنا بيتى خلف مقر الإسعاف الجديد اللى بيتعمل حالياً، وكانت بتحصل حوادث كتير على الطريق السريع، وكنا بنتصل بالإسعاف هما بييجوا وبيعملوا كل جهودهم لكن نظراً لبعد المسافة بين قريتنا وأقرب نقطة إسعاف فكانوا بيوصلوا متأخرين، علشان كدا إحنا فرحانين بإنشاء وحدة جديدة داخل قريتنا".

خلال جولتنا التقينا محمد عبدالهادى (صنايعى حدادة)، أحد العمال الذين يبذلون أقصى جهدهم تحت حرارة الشمس لإنجاز المشروعات، حيث قال: "أنا من أبناء القرية، والمشروعات الجديدة وفرت لى فرصة عمل جيدة، وأعمل بكل فخر وحب لإنجاز هذه المشروعات وفقاً للمواعيد المحددة، إحنا بنتعب لخدمة بلدنا مصر، وأنا أعمل باليومية واشتغلت فى أكتر من مشروع من مشروعات حياة كريمة، وأهالى القرية متعاونين ويتميزوا بالكرم، وعلى مدار اليوم يقدموا لنا الشاى والمياه والطعام وسط فرحة كبيرة منهم بالمشروعات الجديدة".

فيما يقول حسن العريان (47 عاماً - موظف): "قريتنا كانت محرومة من الخدمات، والمشروعات الجديدة حالياً تشمل صرف صحى ومدارس ووحدات سكنية بديلة للأسر الأكثر احتياجا ومشروع الإسعاف الطائر ومجمع الخدمات الحكومية...إلخ، لأن القرية كانت محرومة من هذه الخدمات، وكل المشروعات مهمة مش هقول فيه مشروع أهم من التاني، وكل أهالى القرية فى قمة سعادتهم".

ومن يتجول فى القرية يشاهد العديد من اللافتات المزيّنة بصورة الرئيس السيسى وعليها شعار مؤسسة حياة كريمة ومعلومات رئيسية عن المشروع والشركات المنفذة ومواعيد التسليم، وخلال جولتنا رأينا مدرسة جديدة تم الانتهاء من إنشائها وشارفت على التسليم لتدخل الخدمة.

التقينا غفير المدرسة، أبو الحجاج السنوسى (75 عاماً)، الذى قال: "أنا من أهالى  القرية، وماكنش فيه مدرسة ابتدائية عندنا، وكنا نتكبد مشقة كبيرة ومعاناة لتعليم أبنائنا، لأن أقرب مدرسة بالنسبة لنا تبعد نحو ساعة، بخلاف عدم وجود وسيلة مواصلات لتوصيل أبنائنا، فكنا نتفق مع سائق (توك توك) لتوصيلهم مقابل 200 أو 300 جنيه شهرياً، ونتمنى أن يبدأ العمل فى المدرسة الجديدة فى أسرع وقت لتوفير كل هذه المعاناة".

وتحدثنا إلى إبراهيم السعدى (32 عاماً) وهو من ذوى الاحتياجات الخاصة، فقال: "قريتنا ماكانتش على أجندة اهتمام المسئولين، والحكومات السابقة نسيتنا، وماكنش عندنا بنية تحتية نهائياً، إلى أن جاء حبيب المصريين وناصر البسطاء الرئيس السيسى ووجه بعمل بنية تحتية كاملة للعديد من القرى المنسية ومنها قريتنا، وإدخال كافة الخدمات لها، لذلك نوجه له كل الشكر والتقدير".

وتابع: "لى مطلب واحد من الرئيس، نحن كذوى احتياجات خاصة عددنا فى القرية تقريباً 60 فرداً، نصفهم لديه فرص عمل، والنصف الآخر وأنا منهم ليس لنا أى  فرص عمل، ونطالب بتوفير أى فرصة لنا".