رٌكن الحواديت

قلب خارج الخدمة

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

قدمت له علبة فاخرة لينتقى قطعة شيكولاتة بإحدى الاحتفاليات، تناولها وعيناه تائهتان فى خمريتها وجمالها اللافت. انشغل بسحر سُمرتها ثم قال لها: إنى أحب اللغة النوبية؛ ولكنى لا أحفظ منها إلا جملة «إيكااا دُولّي» أى إنى أحبك.


ابتسمت؛ وأجل ارتباكها عبارات حائرة تجلس على شفتيها الشهيتين.

ثم قالت إن كثيرًا من الرجال يعشق النساء من نافذة الاشتهاء؛ وأنا امرأة قلبها موجوع من تجربة كان ثمنها خمس سنوات من زهرة شبابي؛ وطفلا لا يعلم عن أبيه شيئًا وكان الانفصال طريقا وحيدا للخلاص.


ظلت طوال الحفل تهديه نظرات نسج منها خيوط الأمل فى بدء علاقة ربما تغير حياته للأفضل. سألها: لماذا اخترت نقش غصن الزيتون وشما على كفيك؟ 


قالت: نساء كثيرات ينشدن السلام مع النفس ومع من حولهن؛ وأنا امرأة كانت تطمع فى قلب رجل ظنت أنه سيتقن فتح مغاليق الروح حتى يطيب له الجسد؛ ولكنه خيب الظن ولم يثمننى إلا كخادمة؛ ووسيلة للمتعة فى الوقت الذى يريده.


 ليس كل الرجال ولا النساء سواسية يا سيدتي. نعم.. ولكنى لست مستعدة للمغامرة بتجربة جديدة من الوارد أن تبدد لحظات سلام نفسى أستمتع بها بعيدا عن معشر الرجال.