مراتى مراقب عام

وراء كل رجل مستقيم امرأة

وراء كل رجل مستقيم امرأة
وراء كل رجل مستقيم امرأة

تمتلك المرأة حاسة سادسة لا تخطئ، بإمكانها اكتشاف ما يفعله الرجل خلف ظهرها، بمجرد أن يلعب الفأر فى «عبها» تتحول إلى آلة مراقبة جبارة، لا يوجد مثلها فى العالم أجمع، فى الوقت الذى سهلت عليها وسائل الاتصال المتطورة العثور على أدلة الاتهام بسهولة، لتقوم بعدها بدور القاضى والجلاد وهى تنصب لزوجها المشانق.


«ألف عيلة وعيلة» قرر أن يناقش هذه القضية الاجتماعية التى لا يخلو منزل منها، وهى «هوس الستات» بمراقبة أزواجهن، والبحث وراء هذه الظاهرة، وهل أنها تعود إلى اعتقاد معظم النساء بانطباع ليس بالضرورى ان يكون صحيحًا 100٪ وهو أن الرجل الشرقى «عينه زايغة»، أم أنها جينات موجودة بكل السيدات.

فى البداية قالت ناهد محمد أن مراقبة الأزواج أصبح هوسًا لدى السيدات، فالبرغم من كونهم يثقون فى أزواجهن إلا أن مراقبتهم واجب لأننا جميعًا نعرف أن «الرجل خاين بطبعه»، وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا أحد أسباب هلاوس السيدات بخيانة أزواجهن.


وقالت إنها تعرف عددًا من صديقاتها الذين يراقبون أزواجهم 24 ساعة، ليس لشكهم فى سلوكهم ولكن بحكم «العادة».

وأضافت: «أوجع قلبى ليه مهما راقبت جوزى مش هعرف أمسك عليه حاجه».


دورات تدريبية

ومن جانبها قالت هدى عبدالستار، أنها حصلت على دورات تدريبية فى كيفية استخدام الكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعى الحديثة من أجل مراقبة زوجها، بعدما تملك الشك منى، واستطعت خلال شهور قليلة اختراق جميع حساباته على السوشيال ميديا و»موبايله»، وأصبحت قادرة على قراءة جميع محدثاته فى نفس لحظة وصول الرسالة إلى هاتفه.


وأضافت أنها بعد شهور من المراقبة، تأكدت من حب زوجى لى، وأن وقته الأكبر يكون لعمله، إلا أننى لست نادمة على ما قمت به، بعدما ارتاح قلبى..

من جانبها لا تنكر سمية أنها تراقب زوجها، وتضعه أمام عينيها طوال الـ ٢٤ ساعة عن طريق الكاميرا، وتقول: هو السبب فى هذه المراقبة كونه كان يعرف الكثير من النساء قبل زواجنا، وهو ما يجعلنى أخشى عودته مرة أخرى إلى نفس الطريق.


وأضافت: من شدة هوسى بالأمر حدثت أكثر من مشكلة بينى وبين زوجى، لدرجة قيامة بتغير الباسورد الخاص بتليفونه وإدخال رقم جديد اختارته انا، وذلك لأتمكن من مراقبته والدخول على محادثاته، وفى نهاية الأمر لم أجد أى شيء، إلا أننى مازالت اتصفح هاتفه، ويقابلنى هو باتسامه وقوله: «دورى مش هتلاقى حاجه».


وقالت: أن مراقبة الزوج ليس بالأمر الصحيح، إلا أننا نسمع دائمًا أن الرجال خائنون، ولذلك تقوم السيدات بمراقبة أزواجهن من باب الاحتياط، كذلك فالمرأة تريد أن تعرف كل ما يحدث لزوجها وهو ما لم يعد يحدث بسبب ضغوط العمل وعدم اتساع الوقت للحديث، لذلك تقوم بمتابعته من خلال السوشيال ميديا.


قلم تسجيل

فيما أكدت صفاء وهى سيدة فى العقد الرابع من عمرها ولديها العديد من الأطفال، أنه كان شغلها الشاغل لفترة طويلة بعد زواجها، مراقبة زوجها اعتقادًا منها بأن هذا سيجعلها تحافظ على قلبه وحبه، ووصل بها الأمر إلى شراء قلم به جهاز تسجيل أهدته إياه ليضعه فى ملابسه، وكان ثمنه مرتفعا للغاية، إلا أنه خرج به مرة واحدة ثم طلبه زميله فأهداه القلم وغضبت وبررت غضبى بأنه هدية منى.


وأوضحت أنها ظلت هكذا حتى رزقها الله بأبنها الأول والثانى، وهنا توقفت عن الشعور بالرغبة فى مراقبة زوجها، بعدما تأكدت من إخلاصة لها ولأولادها وأنه لا يبخل عليهم بأى شيء مهما كان غالى الثمن، وأضافت أن هذه العادة تصل فى بعض الأوقات إلى خراب البيوت، ناصحة كل السيدات بعدم القيام بذلك الأمر، إلا لو أن هناك دليلا على خيانة الزوج.


دب صغير

ومن جانبها قالت وفاء أحمد، أن موضوع الشك فى زوجها ومراقبته لم يكن فى بالها نهائيًا منذ زواجها، إلا أن صديقتها المقربة اكتشفت أن زوجها يخونها، وهنا دخل الشك إلى حياتى، كون زوجى صاحب شركة ويتعامل مع الكثير من السيدات، فما كان منى إلا أن قمت بشراء جهاز تسجيل صغير بحجم البطارية الصغيرة يعمل 72 ساعة وتركته فى سيارته، وكذلك دب صغير عيونه كاميرا ويقوم بالتسجيل ووضعت الدب كتحفة فى مكتبة، وأضافت: لله الحمد لم اسمع أو أرى أى شيء يغضبنى وهذا ما زاد محبتى لزوجى.


وقالت إنها فى نهاية الأمر اعترفت لزوجها بما فعتله فما كان منه إلا أن أخبرها بحبه الشديد لها واستحاله خيانتها أو معرفة سيدة أخرى، لأنه لن يجد أى سيدة أخرى تغنيه عنها.


سكرين شوت

وقالت نسمة فهمى إنها تراقب زوجها، بعدما اكتشفت خيانته لها من خلال التعرف على العديد من السيدات عبر مواقع التواصل الاجتماعى ووصل الأمر إلى الكلمات الرومانسية فزرع الشك بداخلى.

وأضافت: قمت بمراقبه جميع محدثاته بعدما عرفت الباسورد الخاص بتليفونه، بل التقطت «سكرين شوت»واحتفظت لها لأهدده إذا رفض الابتعاد عن هذا التصرفات المشينة التى تؤدى إلى خراب البيت..

واستطرت: واجهته فأنكر كل شيء وهو ما اضطرنى لإرسال صور الشات له، ففوجئ وارتبك وخاف من افتضاح أمره أمام أولاده ووعدنى بعدم العودةإلى مثل تلك الأمور مرة ثانية ورغم ذلك لم أصدقه ومازلت أضعه تحت المراقبة.


أما هدى، فقالت أنها تأكدت من خيانة زوجها بعدما قامت بمراقبته، ووجدت فى نهاية الأمر أنه يعرف الكثير من السيدات ويتحدث معهم عبر السوشيال ميديا، بل يقوم بمقابلتهن، وحاولت كثيرًا إصلاحه إلا أنه لم يستجيب..

وأوضحت: هنا لم أجد أى مفر من ترك منزلى وطلب الانفصال، كونى أعيش فى شك دائم، وقتها عاد وأعتذر ووعد بعدم تكرار الأمر، ورضخت لرغبة أبنائى، إلا أننى بعد شهور اكتشفت عودته لنفس الأمر فطلبت الطلاق وهو ما تم فى نهاية الأمر.

 

استشارى علاقات زوجية:أول خطوة نحو الانفصال

قال دكتور أحمد علام استشارى العلاقات الأسرية إن الأزواج الذين يتبعون طرق المراقبة والتجسس يعانون من فقدان الثقة بينهم، وتكون حياتهم مبنية على عدم الصراحة والشك وبالتالى تتبع الزوجة أساليب مختلفة لمراقبة زوجها وتفتيش أوراقه وتليفوناته ونفس الشئ يقوم به الزوج.


وأضاف: المراقبة هى أول خطوة لإفساد الحياه الزوجية التى تنتهى بالمشاكل والانفصال فى أغلب الأحوال بالإضافة إلى إن هناك أساليب تؤدى إلى زياده الفجوه والشكوك بين الأزواج خاصة عندما يلجأ كل طرف أن يشكو لأحد الأصدقاء أو الأقارب الذى يحكم على الأشياء بخبرته والتى قد تكون ليس فى صالح الزوجين وتزداد الصراعات بينهم..

وتعتبرالتكنولوجيا من أكبر الأسباب التى تسبب مشاكل الزوجية حيث يستخدمها الأزواج دون وعى ومعرفة بمخاطرها وأولها مواقع التجسس لمعرفة أسرار الآخرين ما يؤدى إلى فقدان الثقة بالطرف الآخر وإيقاعهم فى كثير من المشاكل النفسية.

 

الأزهر والإفتاء:التجسس بين الأزواج حرام شرعاً

أشار الشيخ عبد الرحمن الاوى من علماء الأزهر إلى أن العلاقة الزوجية من المفترض أن تقوم على أساس الثقة والصدق والمودة والاحترام بعيدا عن الشك والمراقبة لأن المراقبة والتجسس حرام شرعا، لأن ذلك الأسلوب يجعل الزوجين يعيشان حياه كلها غش ولا تستقم على الإطلاق..

أما دار الإفتاء فقد أصدرت فتوى تقول إن مراقبة أحد الزوجين للآخر عن طريق وسائل التواصل الإجتماعى الحديثه أو بأى طريقه حرام وعلى كل منهما حسن الظن بالآخر وإذا لاحظ أحد الزوجين على الآخر مايقلقه من تصرفات عليه بالمصارحة والوضوح للإصلاح والنصح ولم شمل الأسرة.

 

علم الاجتماع: وسيلة لتدمير الأسرة

نصحت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الأزواج بعدم الشك فى بعضهم البعض، قائلة: إذا تولد الشك وفقدان الثقة تولد مشاكل اجتماعية ونفسية تؤدى إلى تدمير الأسرة كاملة..

وحول وسائل الاتصالات الحديثة ودورها فى المراقبة قالت د. سامية إن أى تقنية حديثة تكون مفيدة أو ضارة حسب الإستخدام، لافتة إلى أن تطبيقات التجسس ومراقبة تعمل على تفتيت العلاقات بين الناس والأزواج وزيادة العنف والكراهية بين الأسرهوارتفاع نسب الطلاق..

 

 

وأضافت: الواجب على كل من الطرفين رعاية حق الآخر وإحسان الظن به ومن ثارت فى نفسه شكوك تجاه الآخر فعليه مصارحته بها بغرض الإصلاح والتذكير بحق العشرة والنصح وليس بغرض التهديد ومراقبته طول الوقت وتشويه سمعة أحد الطرفين للمحافظة على البيت والأطفال من التفكك الأسرى.

إقرأ أيضاً|افهمونا! أصحاب الـ«ADHD»: «إحنا مختلفين.. مش فشلة»