إنتباه

الصخرة المزعومة تتفتت

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

وسط تصاعد العنف وتمدد التمرد على سلطة آبى أحمد، أطلق صرخته زاعماً أن إثيوبيا صامدة بوجه الأعداء، ولا نعرف بدقة من يقصد، ولم يقدم تعريفاً للكلمة ربما للصعوبة الشديدة التى يعانيها إذا حاول ذلك!

المشاكل تكالبت على إثيوبيا فى ظل قيادته، بعد أن سعى بصورة مثيرة للدهشة لإثارة العرقيات فى الداخل بانتهاك حقوقها، واستدعاء الصراعات مع الجيران، والإصرار على رفضه للحوار مع الجميع!

استفز آبى أحمد العرقيات الكبرى فى إثيوبيا عبر سياسة التجويع لاسيما سكان تيجراى، واستخدام القوة المفرطة معهم ومع الأورومو، فكان رد الفعل المنطقى مقابلة السلاح بالسلاح، والقوة بالقوة، عبر تحالف يستهدف التقدم نحو العاصمة أديس أبابا.

التشاؤم أصبح سيد الموقف بعد أن أعربت أطراف إقليمية ودولية عدة، أنه لا توجد فرصة كبيرة لإنهاء القتال الدائر فى إثيوبيا، مع تضييق المعارضة المسلحة الخناق على قوات آبى أحمد.

بينما قراءة المشهد تدفع باتجاه آخر تماماً، فسياساته المستفزة والمغامرة داخلياً وإقليمياً، وعناده المستمر، ورفضه الاستماع لكلمة العقل، بل لحسابات دقيقة للقوة والتوازنات المحلية والإقليمية، كل تلك الشواهد تقود لاستنتاج مغاير مفاده أن إثيوبيا تحت حكم آبى أحمد باتت مهددة بمصير يوغوسلافيا، رغم أن غياب البصيرة يدفعه إلى وهم أن بلاده لن تلقى مصير ليبيا أو سوريا!!
الاتحاد الأفريقى إزاء حالة الصمم وقصر النظر الذى أصاب نظام آبى أحمد، أعلن أن نافذة التوصل لحل باتت ضيقة وأن الوقت ينفد لأى تدخل، وآبى أحمد فى غيه مقيم!

إن مجمل سياسات حاكم إثيوبيا ونظامه تقود بلاده متعددة القوميات البالغة ٨٠ قومية إلى مواجهة مصير مؤلم؟ أن تتشظى الدولة التى يتجاوز عمرها الخمسة وعشرين قرناً على يد آبى أحمد، كنتيجة مباشرة لسياساته التى تتميز بالعمى الاستراتيجى، وغياب القدرة على قراءة التاريخ ومعطيات اللحظة الراهنة بذات الدرجة من ضبابية البصيرة السياسية!

يبدو أن الضمانة الوحيدة لأن لا تتفتت إثيوبيا، وتبقى صخرة صامدة تتمثل فى اختفاء آبى أحمد من المشهد السياسى.